رواية وهم الفصول من 29-32
غير كلمة حبيبي تخليني أقولها للحيوان ده!
أزاح وسام الورقة عن وجهه قائلا بحنق
يعني كنت عايزاني أعمل إيه! ما هو ده اللي لازم يتقاله عشان يعدي الموضوع من غير ما يشك في أي حاجة من ناحيتك.
أطرقت حبيبة رأسها وتساءلت بجدية
سيبك من الكلام ده وقولي أنت ناوي تعمل إيه بالظبط مع مهاب
أخبرها وسام في شيء من الاقتضاب بأمر حسام الذي وضع جهاز تسجيل في مكتب مهاب وأنه ينتظر معرفة موعد شحنتي المخډرات والأسلحة التي ينتظرها كل من مهاب وعزام.
برافو عليك يا سمية الحمد لله أنك وافقت وإن شاء الله رامز يعوضك عن كل اللي فات.
رأت نادين زوجها الذي حضر وجلس أمامها بمجرد سماعه لاسم رامز فارتبكت قليلا ولكنها استطاعت أن تحافظ على هدوء ملامحها وهي تتابع
اعملي حسابك يا سمية أنا هخليك تنزلي معايا وأنا بشتري الفستان اللي هحضر بيه خطوبتك لأن أنت ذوقك حلو جدا في الفساتين.
ماشي يا حبيبتي إن شاء الله لما محمد يرجع ونحدد ميعاد الخطوبة هبقى أجي معاك وأنت بتشتري الفستان وأهو بالمرة أختارلك حاجة تناسب البلونة بتاعتك.
انفرجت شفتا نادين بذهول وهي تهتف پغضب مصطنع
بلونة إيه يا باردة يا رخمة ده أنا لسة في الشهر التاني ومش باين عليا أصلا أني حامل.
مر بعض الوقت استمرت به نادين في الثرثرة مع سمية ثم اضطرت لإنهاء المكالمة حتى تقوم بإعداد الطعام.
اقعدي يا نادين أنا عايز أتكلم معاك في موضوع.
حاولت نادين أن تتهرب من الحديث لأنها تدرك جيدا أنه سيتحدث معها بخصوص رامز وهي لا تريد أن يكون ابن خالتها محور حديث بينها وبين زوجها
طيب أنا هروح دلوقتي أعمل الغدا وبعدين هنبقى نقعد ونتكلم.
قضى آدم على محاولتها بالهروب قائلا بحزم
جلست نادين وهي تفرك أصابعها بارتباك وانتظرت منه أن يبادر بالحديث وبالفعل تولى آدم مهمة البدء بالكلام هاتفا
أنا ملاحظ أنك فرحانة أوي بموضوع خطوبة سمية لابن خالتك واللي أنا لحد دلوقتي مش مستوعب أن محمد وافق على المهزلة دي!!
رفعت نادين حاجبيها وهتفت بتعجب
حاول آدم أن يجد مبررا منطقيا لحالة الڠضب التي يعيشها بعدما علم بأمر موافقة محمد على طلب رامز ولكنه لم يجد فهو لا يمكنه أن يقول أنه يشعر بالغيظ بسبب الخطبة التي كانت تجمع في الماضي بين رامز ونادين لأنه في جميع الأحوال ابن خالتها وسيظل هناك صلة قرابة تجمع بينهما حتى لو أبى هذا الأمر.
بص يا آدم فيه نقطة مهمة أنت لازم تفهمها كويس أوي وهي أن رامز يبقى ابن خالتي وبس وأنا معنديش مشكلة في فكرة أنه يتجوز سمية بل على العكس أنا فرحانة جدا عشانهم لأني شايفة فعلا أنهم مناسبين جدا لبعض.
همس آدم بتهكم
غريبة أوي أنك تبقي فرحانة بحاجة زي دي!!
ابتلعت نادين مرارة الحزن الذي شعرت به بعدما سمعته يقول هذه الجملة القصيرة وهتفت بابتسامة مصطنعة
وأنت ليه مستغرب أني فرحانة! رامز خرج من حياتي في اليوم اللي سابني فيه عشان داليا وأنا مع الوقت حمدت ربنا أن جوازتي منه اتفركشت قبل ما تتم.
وإيه اللي مخليك فرحانة دلوقتي بموضوع فركشة جوازتك من رامز رغم أنك كنت بتحبيه!
سألها آدم فنهضت وجلست بجواره وأمسكت كفه الأيسر وشبكته بين أصابعها وابتسمت وهي ترد بلطف
لأني لو كنت اتجوزته مكانش وقتها هيبقى عندي زوج طيب وكويس وحليوة زيك.
وكان هذا الجواب الغير متوقع كفيل بجعل آدم يلتزم الصمت غير قادر على مواصلة الحديث.
تم عرض لميس على النيابة التي قامت بحپسها أربعة أيام على ذمة التحقيقات ثم قام وكيل النيابة بعد ذلك بإخلاء سبيلها بعدما تمكن محامي رامي من تقديم نسخة مزورة من عقد زواج عرفي يجمع بينها وبين رامي.
خرجت لميس من غرفة وكيل النيابة وهي تشعر بالضياع بعدما خسړت شرفها وسمعتها وأصبحت سيرتها كالعلكة تحاك على ألسنة الجميع.
دلفت لميس إلى أحد الحمامات العامة وهي تبكي بشدة متذكرة الأيام الفظيعة التي قضتها في الحبس والتي تعد بالنسبة لها أسوأ أيام حياتها خاصة بعدما تبرأت منها والدتها وهددها شقيقها پالقتل إذا فكرت في العودة إلى المنزل أو حتى جعلته يرى وجهها.
لم يتبق لها أي شيء حتى تتمسك بهذه الحياة فهي قد فرطت في شرفها بمحض إرادتها ومنحت نفسها بلا مقابل لشاب وقعت في حبه ووعدها بالزواج كما أنها كانت تجلس منذ بضعة أيام داخل زنزانة قبيحة ذاقت بها كافة أنواع الذل والإهانة بعدما أخبر العسكري زميلاتها بالسبب الذي جعل الشرطة تقبض عليها.
أمسكت بشفرة صغيرة تمكنت من شرائها بعدما خرجت من مبنى النيابة وأخذت تنظر
إلى الډماء التي تقطر منها قبل أن تغمض عينيها تزامنا مع خروج روحها وهي تتنهد بحسرة فقد عاشت مذنبة وماټت كافرة قبل أن تكفر عن خطيئتها.
نهاية الفصل