رواية روعة جامدة الفصول من الاول للخامس

موقع أيام نيوز

لكن جرحها له لن يهزمه وهى لن تكسره فسترى بعينيها ما الذى فقدته حين تخلت عنه سيحرص على أن تفعل.
.....................
دخلت سهى لمنزل عمها لتجد النساء وقد اتشحن بالسواد مؤازرة لحزن أمها التى تجلس وسط الحشد تضم اختها سارة التى تخفى رأسها بصدر أمها وكأنها ترفض هذا المشهد.
كان عثمان برفقتها لكن المشهد لم يثر حزنه بل أثار غضبه ليتجه بخطوات غاضبة نحو خالته فينتزع الصغيرة منها بالقوة 
_ مين اللى نزل سارة هنا 
_ بابا ماټ يا أبيه
لم يدرك إن كان بكاء سارة سؤالا أم تقريرا لكنه في كلا الحالتين يحمل الألم ضمھا لصدره بحماية وهو يبتعد عن مجلس النسوة دون أن تعارضه خالته التى تبدو في حالة غير طبيعية بالمرة وهو يمسح على رأسها وكتفيها 
_ بس يا سارة ماتعيطيش يا حبيبتي تعالى نطلع فوق 
_ لاااا انا عاوزة بابا 
_ سارة مش انت بتحبى بابا
هزت رأسها دون أن تتحدث ليمسح فوق رأسها مرة أخرى
_ يبقى تعالى نتوضا ونقرا له قرآن
_ هنقعد معاه
فكر لحظة بحيرة لا يريد أن تظهر فوق ملامحه قبل أن يقول
_ هنقعد ساعة واحدة وبعد كده تسمعى كلامى
تحركت معه بلا مقاومة ودون أن يهتم بوجود سهى متعمدا تركها بلا رعاية فهو وإن قدر أحزانها لا يمكنه أن يتخطى ألمه منها .
تقدمت وهى لا تدرى بعد مغادرة عثمان برفقة سارة اين تذهب أو ماذا تفعل وكأنها ببيت غريب لا تعرفه ولا تتعرف على تفاصيله ظلت واقفة بمكانها حتى شعرت بمن يضمها من الخلف لكنها لم تفزع لطغيان الحزن عليها ليتسرب إليها الدفء مع صوت خالتها 
_ يا حبيبتي يا بنتى مالحقتيش تفرحى كأنه كان مستنى يطمن عليكى طول عمره من يوم ما اتولدتى يقول مش عاوز من الدنيا حاجة بعد فرحتى بسهى كنت حياة ليه يا حبيبتي.
لم تمانع دموعها التى تجمعت فقلبها ېصرخ ويتخبط كطير ذبح پسكين غاشم لقد تحدث إليها أبيها منذ ساعات وكانت ضحكاته ترفرف كما يرفرف قلبها في هذه اللحظة.
ضمتها هالة پألم وهى تبكى لحالها ولحال اختها أيضا فقد كان خيرى هو حياة هنية وإن لم تعلن ذلك يوما.
مرت ساعة بالضبط ورأت عثمان يغادر الغرفة التى دخل إليها وهو لازال يضم سارة التى تتحرك قدميها بالكاد وهو يرفعها فعليا عن الأرض وصوت بكاءها يبكى القلوب حولها ليحملها عثمان للخارج حيث تنتظر أخته الباكية أيضا لتقضيا اليوم بمنزل إحدى الجارات التى سترعى الفتاتين في هذا التوقيت الصعب.
حل المساء دون أن تدرك كيف مرت الساعات! لكنها لم تتحرك منذ رأت جثمان أبيها يغادر المنزل وربما كان هذا هو الحدث الوحيد الذي أدركته من اليوم حاولت هالة أن تدفعها لتناول الطعام بأي كمية لكنها رفضت بشدة ويبدو أن عمها لم يتخط صډمته أيضا فهى لم تره منذ ساعات أيضا ومع توافد النساء تباعا ستكن رؤيته صعبة بالفعل.
غاب عثمان أيضا منذ ساعات وهى تتمنى أن تختلى به مجددا لتصب عليه جم حزنها وڠضبها فما تسمعه من روايات النسوة عن ۏفاة أبيها المفاجئة يضعه مرة أخرى في خانة الإتهام الذى نفاه عن نفسه صباحا لكنها لا ترى تفسيرا آخر أو لا تريد أن تفعل.
...............
جلس عثمان داخل السرادق الذى شيده بنفسه لتلقى عزاء عمه بعقل شارد فما اتهمته به صباحا يتخطى قدرته على التحمل ولا يصدق أنها تراه قاټلا بالفعل.
توقفت أمام السرادق سيارة فخمة وضخمة أيضا يمكنه تتميز أنها ليست لأحد معارفه بسهولة وترجل عنها شاب
تم نسخ الرابط