رواية روعة جامدة الفصول من الاول للخامس

موقع أيام نيوز

من يوم ما اتولدتى والحتة كلها عارفة كده تقدرى تقولى لى مين ممكن يتجوزك فى الحى كله لو سابك ابن عمك ولا انت عاوزة سيرتنا تبقى على كل لسان
عقدت ساعديها وهى تتابع دون أن تنتبه لصدمة أبيها التى تتزايد بوضوح
_ يا بابا انا لا عاوزة عثمان ولا عاوزة حد من الحتة دى كلها انا بقيت مهندسة قد الدنيا ومن حقى اختار الإنسان اللى عاوزة اكمل معاه حياتى
انتفضت هنية ليمسك خيرى كفها فتحاول التحكم فى انفعالها الغاشم الذى تزيد ابنتها اشتعاله وتعود للجلوس بينما لم تحد عينيه عن وجه ابنته متسائلا وقد طغى الاستنكار على نبرته
_ معنى كده انك اخترت حد تانى
عبر صوته عن الجفاء الذى يشعر به فى هذه اللحظة لتبتلع ريقها بتوتر 
_ صراحة يا بابا ايوه اخترت انسان مناسب ليا فى الفكر والمستوى الثقافى
قاطعتها هنية بحدة لهذه الحجج الواهية برأيها
_ وهو ابن عمك جاهل ماهو كمان مهندس
_ ميكانيكا يا ماما وبيشتغل ميكانيكي وواخد هندسة بعد الدبلوم
زفرت كلماتها وكأنها تستنكر أن يتساوى بها عثمان ليغمض خيرى عينيه وهو يرى أن ابنته الكبرى لم ترع حق الحرية التى منحها لها وبدلا من استثمار عقلها للتقدم وتسخيره للتفهم و المراعاة تسخر من ابن عمها لكونها ترى تخصصه أقل شئنا منها بل و اقتطعت من الوقت الذى غادرت به المنزل بسبب الدراسة لتبادل المشاعر مع شخص ما لتفضله اليوم على ابن عمها وترفع قدره عنه زاد ڠضب خيرى وبدأ فورا يشعر بالدوار لينهرها بحدة 
_ قومى من قدامى
نظرت لأبيها پصدمة فقد ظنت أنه سيتفهم مصارحتها ويراعى حقها فى اختيار الزوج المناسب من وجهة نظرها فلم تتحرك لېصرخ دون أن يفتح عينيه مؤكدا لها عدم رغبته رؤيتها
_ قولت قومى
انتفضت تعدو نحو الغرفة التى تجمعها واختها الصغيرة سارة التى ترفض الانفصال بغرفة مستقلة رغم بلوغها الثانية عشر ورغم جاهزية غرفتها ايضا اقټحمت الغرفة لتجد أمها خلفها بعد دقيقتين فقط تعلم أن السبيل لإقناع أمها صعب خاصة أنها تحب عثمان كأنه ابن لها وليس ابن اختها وطالما كان المفضل عنها لذا بادرت بالتوضيح
_ يا ماما عاوزنى اتجوز عثمان ازاى وانا لحد من سنتين تلاتة بقوله يا أبيه انا بحب عثمان زى اخويا يا ماما ماينفعش اتجوزه. انت من زمان تقولى لى عثمان اخوك الكبير
تهكمت ملامح هنية ساخرة من هذا العذر الواهن برأيها بينما لمع الړعب بعينى سهى وهى ترى السکين الذى تخرجه أمها من طيات ملابسها وهى تتقدم نحوها بشړ يكسى ملامحها
_ انت فاكرة علشان دلعناكى زيادة هتجيبى لنا ڤضيحة ولا هتفرقى بين الاخوات انت يا مقصوفة الرقبة تعرفى تحبى وتختارى! كنت بتقابليه امته وفين
تراجعت سهى بفزع وهى ترى ملامح أمها بهذا الوجه من الشړ للمرة الأولى بحياتها رغم جفاءها المستمر وحدتها المعروفة عنها فتتوقف أفكارها و فتهترأ شجاعتها المعتادة فورا
_ والله يا ماما كان زميلى فى الجامعة ماكناش بنتقابل ولا حاجة وبعدين عثمان ده اخويا الكبير
ابتلعت حروفها مع اندفاع السکين ليقف ملامسا رقبتها وهى تشهق متراجعة مع تقدم هنية منها
_ اخرسى مش عاوزة اسمع صوتك وأن كانت حنية ابوكى هتخيب املك انا هعرف اكسر رقبتك وابن خالتك هتجوزيه ورجلك فوق رقبتك ورجلك مش هتعتب باب البيت تانى لحد ما تتزفى على جوزك غير معايا انا هعرف اربيكى من أول وجديد.
سحبت حقيبتها لتفتحها وتسكب محتوياتها فوق الفراش ثم تلتقط هاتفها وحين مدت سهى كفها تعترض عادت ترفع
تم نسخ الرابط