رواية روعة جامدة الفصول من الاول للخامس

موقع أيام نيوز

ليتسلل بهدوء عازما على التوجه للمسجد رغم شعوره بخمول شديد.
.......................
لم تكن نومته مريحة أيضا بل راودته الكوابيس عن فرار سهى منه مع ظهور مجهول يخفيها خلفه فينتفض متلفتا حوله بفزع ويتأكد أن باب الغرفة كما تركه هو ثم يعود لغفوته .
لم يشعر بمرور الوقت رغم تعدد انتفاضاته لكنه استيقظ على رنين هاتفه الملح ليتحرك متأففا يجر قدميه حيث تركه فوق الطاولة وكان المتصل أبيه لتتجه عينيه نحو الساعة فيجد أن الوقت قد تجاوز الظهر ولابد أن أبيه عائد من المسجد 
_ ايوه يا بابا 
_ إلحقنى يابنى عمك ماټ
رجفة باردة سرت ببدنه لتتصاعد حرارة شديدة برأسه حتى جحظت عينيه فزعا
_ انت بتقول إيه يا بابا ده لسه مكلمنى من شوية بابا...
قاطعه صبرى وهو نفسه يعجز عن التصديق رغم جثمان خيرى الذى يضمه لصدره
_ ماټ وأحنا بنصلى يا عثمان تعالى لى الجامع بسرعة
ألقى الهاتف بلا تفكير وهو يتلفت حوله ودون أن يفكر في أي شيء اتجه فورا للخارج لتتسارع خطواته التى تعبر عن المصېبة التى يضيق بها صدره .
وجد تجمهر من الرجال أمام المسجد ليقتحمه ركضا فيجد أبيه يضم عمه إلى صدره ويبكى بينما يحاول الحضور مواساته لتصل إلى مسامعه بعض مما حدث
_ الراجل كان داخل زى الفل لا إله إلا الله
_ دى حسن الخاتمة ماټ وهو ساجد ربنا يرحمه
_ دى بنته كان فرحها امبارح لا حول ولا قوة إلا بالله
جثى بجوار أبيه وعينيه لا تصدق المشهد الذى يراه 
_ بابا انت قاعد كده ليه يلا نشوف دكتور
نهره صوت غريب مترفقا بصډمته
_ وحد الله يا عثمان انت المفروض تسند ابوك
انحنى عثمان يدفن وجهه بين كفيه وهو يهز رأسه رفضا عدة مرات لكن حين رفع رأسه مرة أخرى استعاد منطقية تفكيره ورباطة جأشه ليسحب عمه عن صدر أبيه برفق
_ بابا يلا نروح
تجمع بعض الشباب فورا استعدادا لحمل خيرى ودعم صبرى الذى لا تقوى ساقيه على حمله نفس الطريق الذى اتخذه ليلا موكب العرس يتخذه بعد ساعات نفس الأشخاص في موكب من الحزن الذى يغلف قلوب الجميع.
وضع عمه بنفس الفراش الذى وضعها فيه ليلا وما هي إلا لحظات حتى دخل الطبيب مهرولا 
_ برة يا جماعة من فضلكم ماينفعش كده
بدأ توقيع الكشف على خيرى الذى رافقه منذ ساعات وغلفت ضحكاته الجلسة لكنه طبيب ويعلم جيدا أن الأجل قضاء لا راد له رفع وجهه إلى صبرى وعثمان الذى قرأ رد فعله وينتظر قلبه الكلمات التي ستشقه نصفين
_ البقاء لله
ركضت هالة للدور العلوى تبحث عن شقيقتها التى كانت نائمة لتقف أمامها ولا تدرى ما يمكنها فعله لټقتحم الصغيرة سارة الغرفة متسائلة
_ خالتو بابا جه عندكم تحت نزل يصلى وماسابش مصروفى خلاص هنزل اخد منه
كانت هالة تنظر لها ولا تجد كلمات تجيبها بها حتى تحركت مغادرة لتصرخ هالة 
_ لا يا سارة ماتنزليش
رفعت هنية رأسها عن الوسادة بتأفف لهذا الازعاج 
_ خليها تنزل يا هالة انا دماغى واجعنى 
_ اصل صبرى تعبان شوية
انتفضت هنية جالسة فى غمضة عين متناسية الألم الذى تعانيه 
_ تعبان ليه كفى الله الشړ! ده كان زى الفل الصبح
_ اهو تعب شوية وهو بيصلى وجه تحت علشان السلم
قفزت هنية عن الفراش رغم أنها تعانى ألم بالمفاصل إلا أن قلبها يدفعها للأسفل لرؤيته والتأكد مما يعانيه وعقلها يطرح عشرات الاحتمالات ربما عاوده ارتفاع ضغط الډم لطالما كان مهملا في حق نفسه ستوبخه كثيرا لاحقا.
أشارت إلى سارة بكفها 
_ روحى اوضتك يا سارة
تم نسخ الرابط