رواية روعة جامدة الفصول من الاول للخامس

موقع أيام نيوز

تحمل صينية الطعام لكنها ابتسمت فور رؤيتها جالسة رغم شحوبها 
_ كده بردو يا سهى تخضينا عليكى أشربى يا بنتى وكلى علشان تقفى على رجليك.
وضعت تلك المرأة أمامها الطعام وهى تبالغ في التبسم ليظهر زيف مشاعرها بينما تعترض سهى 
_ ماليش نفس يا خالتى
تطوعت تلك المرأة لإبداء الرأي وهى فى الواقع تحاول دفع سهى للبوح بسبب هذه الوعكة غير المتوقعة بل وتقرر أيضا بعض ما بدأت الألسنة تتلقفه 
_ انت قرفانة من الأكل ولا إيه ده أكل الطباخ
تبادلت هنية وهالة النظرات وقد فهمتا تماما ما تشير إليه تعجبت هالة صمت شقيقتها وعدم الدفاع عن العروس لتقوم بقطع جزء من اللحم ودسه بين شفتى سهى بالقوة
_ وهتقرف من ايه يا حبيبتي البت تعبانة من تجهيزات الفرح نقطينا بسكاتك.
أصدرت شفتيها صوتا يدل عن التهكم وهى تعلن عدم الاقتناع بهذا السبب
_ هى لحقت تتعب
عادت هالة تنظر لصمت شقيقتها الكبرى پصدمة وحيرة لكنها وقفت ونظرت لتلك المرأة بتأهب وهى تغير مجرى الحديث الذى سيصل لطريق يزيد من سوء الوضع للعروس وسوء الظن للحضور
_ ماتجيبى ياختى شوية ميكب نصلح مكياچها بعد ما تاكل علشان ننزل نكمل الفرح ولا هنفضل كلنا نتفرج عليها كده!
تبدلت ملامح المرأة بود يعبر عن سعادة وإن كانت زائفة فهى كافية ثم غادرت فورا لتنظر هالة نحو سهى وتبرر لها وهى بالواقع تبرر لنفسها بصوت مسموع
_ غيرانة طبعا كانت عاوزة عثمان لبنتها كلى يا سهى
وعادت تجلس مكتفية بهذا التبرير فهى يمكنها أن تشك فى رؤية عينيها ولا يمكن أن ترى ابنة اختها بغير الصورة الكاملة بدأت تطعم سهى التى رضخت تتقبل ما تضعه فى فمها دون أن تتذوق له طعما وتبتلعه بمعاناة أيضا فعليها إتمام دور العروس حتى نهاية الليلة.
رغم توقف الموسيقى لم تتوقف الألسن وزاد الصخب بين الحضور ما بين شامت ومشفق حتى ظهر خيرى وصبرى الذى طلب بمتابعة الإحتفال على أن يوافيهم العروسين بعد دقائق.
....................
جلس عثمان ينظر للباب الذى ترقد خلفه وعقله يخبره أنها ترفضه وهذا أمر عليه التعامل معه وكأنه لا يكفيه رفضه الداخلى الذى يحاول التعامل معه ليأتى رفضها مزيدا من معاناته وعليه التعامل معه أيضا ومحاولة إنجاح تلك العلاقة المرفوضة من طرفيها وينتظر الجميع منه أن يفعل تذكر المرات التي حاول فيها التقرب منها أو الحديث إليها منذ أعلن والديهما زواجهما وتذكر أيضا كيف كانت ترفض بشدة أي تقارب منه.
تقدم ودخل للغرفة مرة أخرى وكانت أمه تطعمها وهى صامتة تماما دقائق وظهرت تلك المرأة مجددا وكأنها تقتنص فرصة لقلب الأجواء
_ ماتخافش يا عريس طلع شوية هبوط
نظر لها عثمان بحدة وعجز عن تحمل تلميحها المطوى بين الكلمات 
_ ومين قالك انى خاېف انا خۏفت عليها مش من اللى جرى لها
ابتسمت لتوشى ابتسامتها الحاقدة بما تطمره داخلها وهى تتابع التلاعب اللفظى
_ انا بطمنك يا بشمهندس أصل مش متعودين أن العروسة يغمى عليها فى فرحها
لم يفته ما تحاول القيام به لتتسع ابتسامته فتأد ابتسامتها 
_ انت بس مش متعودة تشوفى عروسة فى رقة سهى
تأكدت أن حربها خاسرة لتضع فوق الفراش ما تحمله من مستحضرات تجميل وتغادر الغرفة وتبعها هو دون أن يتوجه لها بكلمة أو نظرة.
لم تشعر بالحماس لدفاعه عنها طالما كان عثمان أول من يدافع عنها منذ بدأت رأسها تخزين الذكريات واستمر على ذلك لسنوات كان فيها نعم الأخ لها رغم أنها لم تكن له سوى خذلان متتابع.
فى خلال دقائق اكتفت من الطعام الذى
تم نسخ الرابط