رواية روعة جامدة الفصول من الاول للخامس

موقع أيام نيوز

بتوتر
_ رايحة فين يا سهى
تساءلت هالة بتوتر وقلق لكن صوت سهى جاء هادئا جدآ
_ زمايلى من الجامعة جايين يعزونى هسلم عليهم يا خالتى وراجعة.
وتقدمت تتبعها وفاء بتخوف من تصرفها الذى لن يؤذى سواها لتحاول إيقافها 
_ سهى بلاش تهور فكرى كويس.
..................
تعمد محسن بجلسته أن يكون مقابلا لعثمان الذى يعقد ذراعيه فيظهر للآخر قوته العضلية النابعة من مهنته الشاقة وكل منهما ينظر للآخر مقيما له يراه محسن رجلا عاديا ولا يبدو له ذو مال أو سلطة تدفع سهى للتخلى عنه كما أن خشونة كفيه تنبأ بأنه حرفى كادح لا يليق أبدا بفتاة رقيقة مثلها ترى هل أرغمت على الزواج منه لكونه ابن عمها فقط بدأت رؤيته تتغير لما حدث لكن تلك القوة بنظرات عثمان له لا تبشر بالخير.
طالعه عثمان أيضا بدقة من منابت شعره إلى أخمص قدميه هو ثرى بالوراثة كما يبدو من فظاظته وعدم تحمله للمكان من حوله أهذا الذى أخبرته عنه 
أهذا الذى ملك قلبها كما زعمت
عادت هواجسه عن طبيعة العلاقة بينهما وهو يرى كم التناقض بين هذا الجالس أمامه وابنة عمه التى يعرفها جيدا.
وبينما كان كل منهما غارق في أفكاره التى تدور حول غريمه ظهرت سهى من باب المنزل وبمجرد أن تحركت عينا محسن نحو الباب تحركت عينا عثمان أيضا لينتفض قلبه ويتبعه بدنه مؤازرا مع المزيد من الألم الذى تغرسه بصدره وهى تخرج لمقابلة ورؤية رجل آخر .
هى حقه هو لا يحق لغيره لمسها أو مواساتها او رؤيتها 
رأى كفها الذى استقر بين كفى محسن الذى يقف خلفه مباشرة وقد تبعه كما اكتشف للتو 
_ البقاء لله يا سهى ربنا يرحمه
_ ونعم بالله شكرا يا محسن
_ على إيه إحنا بردو أصحاب
اتجهت عينا عثمان نحوه بنهرة صامتة وهو يثق بإعادته هذا اللفظ تعمدا لإثارة غضبه ليمد كفه فيحل تشابك الأكف التى يبدو له استكانتها لهذا الوضع .
_ انا همشى يا سهى واستناكى تعدى عليا في الشركة براحتك مكانك محفوظ معانا زى ما وعدتك
انتفض قلب عثمان مرة أخرى فليس من حق أي رجل سواه أن يقدم لها وعودا وليس من حقها أن تقبل وعودا من غيره لينهرها بشدة.
_ ادخلى جوه يا سهى
نظرت له بحدة ليرى محسن فورا أن ثمة خلاف ونقطة صراع بينهما واضحة للجميع.
_ لما اصحابى يمشوا ابقى ادخل
لم تكن المرة الأولى التي تعترض فيها سهى على أوامره لكن فعلها هذا أمام هذا الغريب زاد من لهيب غضبه الذي ظهر بعينيه فورا لتتقدم وفاء مرة أخرى منقذة للجميع
_ إحنا ماشين خلاص و هبقى اعدى عليكى تانى يا سهى
اقتربت تضمها بينما عينى سهى معلقة بعينى عثمان في الخلفية لتتابع وفاء وتتقدم من محسن الذى يراقبهما بسعادة داخلية لتجذبه أو تدفعه المهم أن تبعده في هذه اللحظة.
اقترب عثمان خطوة منها وخبتت نبرة صوته 
_ امشى من قدامى بدل ما اندمك على كل خطوة اتحركتى بيها علشان تشوفى حبيب القلب انا لولا باقى على ډم عمى الله يرحمه كنت طلقت دلوقتى قدامه . غورى من وشى .
انتفضت مع ڼهرته رغم أنه خصها بها ورغما عنها اتجهت عينيها أثناء مغادرتها إلى السيارة التى تغادر أيضا لكنها تشعر ببعض الراحة فقد أرادت أن يرى تمردها وقد نجحت في ذلك .
نظر محسن للطريق بتركيز حتى غادر الحى وعقله يعمل بسرعة ويلغى كل قراراته التى اتخذها سابقا عن دفع سهى للندم فهى منذ ظهرت أمامه ورغم مظهرها المزري إلا أنها
أعادت بلحظات إضرام نيران أشواقه لها التى لم تخبت كما ظن سلفا حقا لن يتخذها لنفسه لكنه راض تماما عن الفشل الذى يراه .
نظر نحو وفاء بحماس وهو يشاركها أفكاره
_ شوفتى يا وفاء واضح انى ظلمت سهى باين اوى أنها كارهاه
اعترضت وفاء على حماسه المفرط 
_ حتى لو ظلمتها يا محسن خلاص هى دلوقتى مراته وليه حقوق عليها وانت ماكنش لازم تتحداه بالشكل ده هو اصلا مش غريمك ولا غلط في حقك اللى غلطت في حقكم انتم الاتنين هى سهى ولسه بتغلط في حق جوزها
احتد محسن عليها مقاطعا
_ انت بتحامى له اوى كده ليه
تنهدت وهى تنظر نحوه 
_ انا مش بحامى له يا محسن ولا اعرفه من أصله انا بتكلم في الأصول وانت نفسك لو مراتك خرجت علشان تسلم على راجل غريب لا يمكن تقبلها على نفسك قبل ما تحكم على رد فعله احكم على تصرف سهى .. وقف هنا من فضلك نزلنى
توقف فورا دون تفكير وقد تركت كلماتها أثرا في عقله وهو يرى تناقض موقفها .

تم نسخ الرابط