رواية كاملة جديدة الفصول من الواحد وثلاثون للثالث وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

يلاقيها پتبكي يا إما قاعدة سهتانة وفي عالم تاني .. والله دي روحها فيكم يامراد بيه
أخرج زفيرا قوي ثم همس بضيق 
_ طيب روحي إنتي خلاص
امتثلت لأمره وانصرفت لتكمل عملها بينما هو فصعد الدرج متوجها نحو غرفتها فتح الباب ببطء ونظر من ذلك الجزء الصغير عليها فيجدها جالسة على الأرض بجانب الفراش وتستند بذراعيها ورأسها على حافته ساكنة تماما ولكن كما قالت الخادمة في عالم آخر لدرجة أنها لم تراه ! .
دوما أعتاد على أن يرى أمه الصامدة القوية أمام أعتى وأقوى الظروف حتى وقت ۏفاة أبيه بالرغم من أن الجميع كان يعرف مدى تعلقهم ببعض وحبهم إلا أنها كانت صامدة كالجبل الشامخ ولم تزعزها الرياح من أرضها ولكنها الآن كقطعة قماش رقيقة مع أول ريح خفيفة طارت في الأفق وأصبحت أضعف وأرق مع تقلبات الجو تلك المرأة التي كانت كالأرض الصلبة لا يعرف ماذا حدث لها أو بالأصح ماذا حدث لهم كيف أصبحوا بكل هذه القسۏة تجاه بعض هل غيرته الحياة هو وأخيه لدرجة أنهم نسيوا أمهم التي كانوا لا يبدأون يومهم بدون أن يقبلون يدها ورأسها ويأخذون دعواتها .. وأصبحوا بتلك القسۏة لدرجة أن يتركوها في هذه الحالة المزرية أم إنها هي التي غيرتها الحياة وأبعدتهم عنها بتصرفاتها وفرقتهم عن بعض . ولكن الآن لا يهمه أي شيء سابقا كل ما يهمه أن يعود مجددا لكنف أمه كما كان ويأخذ رضاها الذي كان يجعل من كل شيء في حياته جيد وجميل وكان يجعله مرتاح البال ومبسوط حتى وإن أخطأت في حقه فليس هناك أحدا معصوم من الأخطاء وكما سامحتهم هي على جميع أخطائهم يجب أن يوفيها حقها ويسامحها على خطأها .
أغلق الباب مجددا ثم نزل إلى المطبخ وطلب من الخادمة أن تقوم بتحضير طعام فطورها لكي يأخذه لها وفور انتهائها حمل الصينية وصعد بها إلى غرفتها مجددا وعاد ليفتح الباب بحذر من جديد ويدخل لها ثم يضع الطعام على الأرض خلفها ويجلس هو بوضعية الاستعداد ثم يضع يده على كتفها فيسمع همسها الضعيف والمخټنق 
_ قولتلك مش هاكل حاجة يا أسمى سبيني بقى بالله عليكي
همس بابتسامة جميلة 
_ طيب ولو قولتلك عشان خاطري أنا !
صوته كان كصوت النجاة في أذنها وسرعان ما التفتت له وعلت وجهها ابتسامة واسعة وفورا كانت تعانقه قائلة پبكاء حار 
_ مراد وحشتني يابني .. سامحني أنا آسفة حقك عليا أنا مستعدة أعمل اللي إنت عاوزه إنت وأخوك بس متسوبنيش تاني سامحني
مرر يده على ظهرها متمتما بحنو 
_ مسامحك
لم تسمع همسه من فرط بكائها وأكملت پبكاء أشد بعد أن ابتعدت عنه 
_ صدقني أنا مقتلتش ابنك ولا فرقتك عنها دي هي اللي وحدة ژبالة وكان كل همها الفلوس وبس والواد اللي في بطنها مكنش ابنك والله يامراد صدقني أنا مش وحشة لدرجة أن أقتل أحفادي .. أنا يمكن كنت وحشة مع ملاك في المعاملة بس ده عشان أسيد أتجوزها من غير ما ياخد رأي حتى وأنا مكنتش بحب فردوس لكن والله ما كنت أعرف إنها حامل ولو كنت أعرف كنت مستحيل أزقها
أحاط وجهها بيده وقال ونبرة صوته تقطر حبا وحنانا 
_ عارف يا ماما أسمى قالتلي وأنا مسامحك والله اهدي خلاص
جففت عبراتها فورا وقالت بسعادة غامرة 
_ يعني مسامحني بجد وهتاجي إنت وسارة تعيشوا هنا تاني معايا
تنفس الصعداء بعبوس بسيط ثم قال بهدوء ورزانة 
_ موضوع إني أقعد هنا ده مظنش لإن أنا مرتاح أكتر في بيتي مع مراتي وإنتي فهماني طبعا وحتى أسيد هيكون كدا بس ده ميمنعش إني كل يوم هاجي أطمن عليكي وكل أسبوع هناجي ناخد يوم معاكي
شعرت بالضيق البسيط ولكن قالت برضا وحبا 
_ ماشي يابني براحتك أعمل اللي يريحك أهم حاجة تكون مرتاح ربنا يسعدكم وأبقى بلغ سلامي لسارة عشان أنا عارفة إنها زعلانة مني
قرب رأسها من شفتيها وغمغم بصوته
الرجولي 
_ حاضر ومتقلقيش أنا هتكلم مع أسيد وهفهمه أهم حاجة أنا مش عايزك تزعلي على موضوع إننا مش هناجي نقعد معاكي
قالت بابتسامة صادقة وأعين تفيض حنانا 
_ مش زعلانة
تم نسخ الرابط