رواية كاملة جديدة الفصول من الواحد وثلاثون للثالث وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
ما أجي
أعتدلت في نومتها فورا وقالت وهي تقطب حاجبيها بدهشة في فضول
_ رايح ليه البلد في حاجة ولا إيه !
أجابها بابتسامة ساحرة وجذابة في رقة
_ لما أجي هقولك كل حاجة المهم دلوقتي تعملي اللي قولتلك عليه مفهوم
أماءت رأسها بالموافقة وهي تزم شفتيها للأمام بحزن وخنق فاتسعت ابتسامته الجميلة وقال مداعبا
برزت عن أنيابها وقالت بشراسة
_ ومين قالك إني هسيبك تسافر وحدك رجلي على رجلك مكان ما تروح
قهقه بخفة ثم انحنى إليها مجددا وقبلها من جبينها مطولا بحنو وهو يتمتم بصوت ينسدل كالحرير ناعما
_ يلا في حفظ الله
أجابته بأعين تفيض حبا وإهتمام
_ إن شاء الله
استغرق طريق السفر ساعات عديدة حتى وصل إلى جنا وتوقفت سيارته أمام المنزل ثم ترجل منها وقاد خطواته إلى الداخل فإذا به يفاجئ بوجود أشجان في حديقة المنزل الخارجية وخلفها أحد الحراس يبدو أنه يقوم بحراسته وهي منكبة على نفسها تبكي بحړقة شديدة فاقترب منها وتطلع إلى الحارس ثم قال بتساءل
_ ثروت بيه وصاني أحرص الست هانم لأحسن تهرب
نظر لها مبتسما بسخرية ثم عاد بنظره مجددا إلى الرجل وقال بخشونة
_ طيب روح إنت دلوقتي أنا قاعد معاها متقلقش
أماء له الرجل بالموافقة وأنصرف بينما هو فاقترب وجلس على مقربة منها قائلا بتصنع التأثر
_ أنا سمعت باللي حصل وزعلت أوي الحقيقة يامرات عمي ولا يهمك أهم حاجة إن إنتي بخير
_ إنت اللي عملت إكده صح يا ولد ياسر !
قال مبتسما ببرود تام
_ أنا !!! أنا عملت إيه ! أنا معملتش حاجة قصدك إنتي اللي عملتي كدا في نفسك والجزاء من جنس العمل
عاد يكمل كلامه ولكن هذه المرة كان بلهجة مرعبة أوقعت الرغب في قلبها وبنظرة ثاقبة كنظرة الصقر الحادة
_ إنتي يمكن مغلطيش يا أشجان قد ما غلطي لما هددتي أسيد الصاوي سعتها قضيتي على نفسك من غير ما تحسي لإن ياختصار شديد أنا محدش يقدر يمسكني من إيدي اللي بتوجعني
_ صدقني مش هسيبك يا أسيد لا إنت ولا ست الحسن بتاعتك دي
ابتسم مجددا ولكن تلك المرة كانت الابتسامة مختلفة حيث كانت تحمل بداخلها مزيدا من القوى والثبات وأكمل بلهجة أشد ړعبا
_ أهي ست الحسن دي بذات لو فكرتي تلمسي شعرة واحدة منها بس وقتها همحيكي من على وجه الأرض نهائي وانصحك يا أشجان متخليش شيطانك يوزك وتجربي تقربي منها بدل ما يحصلك اللي لا أنا ولا إنتي عاوزينه أظن الكلام وصل !
قطع حديثهم صوت محمد الذي صاح مناديا على أسيد عندما رآه قائلا
_ أسيد تعالى عايزك يا ولدي
هب واقفا بعد أن أماء رأسه له بالإيجاب واندفع إلى الداخل قاصدا غرفة جده ....
كان يسير باتجاه باب المنزل في خطي ثابتة ثم توقف أمامه وطرق الباب وبعد لحظات فتحت له الخادمة وبمجرد رؤيتها له تهللت أساريرها وقالت بفرحة غامرة
_ مراد بيه !
تنهد بقوة ثم قال بصوت صلب
_ أسمى قاعدة
_ لا مش قاعدة يابيه الست ليلى هتفرح أوي لما تعرف إنك جيت استنى هروح أقولها
قبض على ذراعه فورا قائلا بنظرة حادة ولهجة أمر
_ متقولهاش حاجة روحي كملي شغلك إنتي
صمتت وظهر العبوس على محياها ثم أماءت له بالموافقة على أوامره وهمت بالرحيل لولا سؤاله الذي استوقفها
_ هي عاملة إيه
قالت بنبرة متأثرة وحزينة
_ حالتها صعبة أوي تقولك الست أسمى هي عاملة إزاي الأكل بنخليها تاكله بالعافية وخست النص وكل ما حد يدخل عليها يا إما
متابعة القراءة