رواية كاملة جديدة الفصول من السادس عشر الي العشرين بقلم ملكة الروايات
المحتويات
هو بالنوم ... !!
خرجت من المنزل تسير على أطارف أصابعها حتى لا يشعر بها وهي تخرج في ذلك الوقت المتأخر تتمني أن لا ترى مراد فهو يعود في ذلك الوقت تسربت من دون أن يشعروا الحراس وغادرت البوابة فأخرجت هاتفه لتجيب عليه في غيظ قائلة
_ في أيه قولتلك جاية في الطريق أهو متقعدش تتصل بيا لغاية ما أجيلك ونخلص نشوف عايز تتكلم في أيه علشان أرجع
_ طبعا هنتكلم ياقلبي يلا بس متتأخريش عليا
أنزلت الهاتف من على أذنها وأردفت مزمجرة
_ ألهي قلبك يوقف يابعيد !
لم تكن مطمئنة له ولكنها مضطرة للموافقة حتى لا يعرف أخيها هي من وضعت نفسها في ذلك الموقف حين تعرفت عليه ووثقت بإنسان قذر مثله حمدت ربها أنها لم يراها أحد ... دقائق عديدة وكانت تطرق باب منزله فيفتح لها بابتسامة ماكرة ويطلب منها الدخول فترددت كثيرا وهي تنظر له وللمنزل فكيف تدخل معه المنزل بمفردهم لا تثق بحيوان عديم الشفقة قالت بصرامة
بنظرة محذرة فهمت تحذيره من ماذا وماذا سيفعل إن لم تدخل وهو يقول بقوة
_ ادخلي ياسارة مش هنتكلم في الشارع يعني يلا
أخذت نفسا عميقا وشعرت بالخۏف قليلا ودخل الفأر إلي المصيدة برغبته منصاعا تحت رغبته في الطعام وهو لا يعلم ماينتظره بالداخل وبمجرد دخولها وجدته يغلق الباب بالمفتاح جيدا ويلتفت لها بنظراته الوقحة والوضيعة بل لم تكن وقحة فقط بل كانت نظرات قط جائع ...!!
_ الفصل الثامن عشر _
توسلات ورجاء في بداية الأمر أن يبتعد عنها ويتركها وسرعان ما تحولت تلك التوسلات إلي صرخات كتمها هو بأحد الأقمشه يكبل يدها تتلوي كالثعبان وتصرخ باكية في محاولة لأصدار أي صوت ولكن دون فائدة تارة تصرخ بأسم أخيها وتارة بأبيها وتارة بمراد وهي لا حول لها ولا قوة لينتهي الأمر بانتهاك أعز ماتملك وسط محاولتها الفاشلة أن تنقذ نفسها من هذا الذئب ولكن في النهاية فشلت وانتهكت عذريتها ومعها انتهت هي ليس في حياتها فقط بل قټلت روحها ولم تعد موجودة إن بقت ستبقي جسد هامد بدون روح .. أخطأت حين وثقت به وخانت ثقة أهلها بها تعلم هذا ولكن لماذا يعاقبها الله بهذا العقاپ القاسې سيكون أهون إن كان عرف أخيها وأبيها الأمر كانت ستتحمل عقابهم القاسې لو كانت تعرف إن هذا ماسيحدث لكانت اختارت أن يخبر أخيها على أن تأتي له ولكن ماذا يفيد الندم الآن فقد انتهي كل شئ .. فهي أشبه بزهرة أقتطفها أحدهم من بين بستان الزهور الزاهية والجميلة التي تنضج بالنمو والنشاط وبمجرد أصدار صوت قطفها من جذرها انتهت حياتها معها وذبلت بعد ساعات معدودة . بدأت تفقد وعيها تدريجيا وغفيت عن العالم المحيط تماما ....
يجتمعون في المنزل يسير ريان يمينا ويسارا ويفرك يديه بتوتر ومراد يقف يستند على أحد الأركان يفكر بتدبر هل يعقل أن يكون ذلك الحيوان أصابها بمكروه أقسم على أنه سيقبض روحه بين يديه إن كان فعل لها شئ وليلى وأسمى يجلسون يتابعونهم بتوتر مماثل لهم حتى خرج صوت ريان صارخا
_ أيوة يعني غارت فين ومش بترد على الموبايل وحياة أمي ياسارة بس ترجعي لأكون مربيكي على طلوعك آخر الليل كدا !!
هتفت بها ليلى في محاولة من تهدئة روعه ولقد طرقت العاصفة المدمرة أبوابهم عند رنين هاتف مراد فأخرجه وأجاب متلهفا لربما تكون اتصلت من رقم غريب
_ ألو مين معايا
تجمدت دمائه حين سمع صوت رجولي يقول شبه ضاحكا
أنزل الهاتف من على أذنه يجاهد في ضبط نفسه قلبه سيقفز من موضعه مربعا عن خوفه الجلي لا يمكن أن يكون قټلها ! يقسم أنه سيقتله بأبشع الطرق .. ثوان ووصلت الرسالة فأنطلق إلي الخارج يركض وتبعه ريان الذي يصيح عليه يحاول فهم أي شئ منه ولكنه يلتزم الصمت ويلهث أنفاسه المتسارعة من الړعب . أنطلقا بالسيارة نحو ذلك المنزل الذي أرسل عنوانه كان هو أول من يترجل ويركض إلي داخل المنزل ذات الطابق الأرضي .. كان آخر من ذهب ترك الباب مفتوح قليلا ففتحه بترقب ودلف دفعه ريان عن طريقه واندفع يبحث في الغرف وهو يكاد يفقد عقله والآن فقده حقا حين رأها في أحدي الغرف ملقية على الفراش ملابسها العلوية شبه ممزقة بل ممزقة بالفعل غارقة في دمائها وفاقدة الوعي يقف كالصنم أن قرصه ثعبان لن يشعر به فصډمته أكبر من أن تجعله يشعر بتلك القرصة وهذا الألم الذي لا يعد شيئا أمام مايراه من وضع شقيقته الآن . لحقه مراد الذي بمجرد وقوع نظره على المشهد لم يتحمله عقله وقلبه فأشاح بوجهه فورا بل أستدار كليا يدفن وجهه بين ثنايا قبضتيه بخزي رفع رأسه واستند بقبضة يده على الحائط ويطرق رأسه أرضا قلبه تمزق على زهرته التي لطالما أحبها وعشقها ليس كابنة عم فقط بل كأخت وصديقة وكل شئ ماذا فعل بك ذاك القذر لم يقتلك فعليا وقټلك معنويا أقسم لك أن أجعلك ترينه أمامك وهو يتعذب ويدفع جزاء ما فعله معك دما .. سمع صوت ريان الذي اقترب منها وفي شبه عين دامعة ملس على شعرها يقول بصوت يغالبه البكاء على حبيبته وشقيقته
_ سارة ياحبيبتي ردي عليا سارة قوليلي مين عمل كدا !
حجب الآخر دمعة كادت أن تفر من بين نقلتيه بضربه للحائط بقدمه ويديه يخرج به شحنة غضبه مصدرا معهم صړخة مدوية لعجزه عن فعل أي شئ وماذا سيفعل فقد انتهى الأمر ! . لفها ريان جيدا بملائة نظيفة جلبها من الخزانة ولف حجابها على شعرها يحملها على ذراعيه ويتجه بها إلي الخارج بدون أن يراه أحدا من المارة ووضعها في المقعد الخلفي وصعدا بالسيارة قائلا بصوت مبحوح وهو يصدر شنة بسيطة من أنفه أثر الدموع التي هطلت منه
_ هنروح المستشفى يلا !
صړخ به مراد منفعلا في صياح هادر
_ مستشفى أيه يا ريان أنت مچنون هنوديها بالمنظر ده إزاي هنروح البيت ونجبلها الدكتور هناك
رأى أن رأيه صحيحا لا يجوز أخذها المستشفى بهذا الوضع فوافق قراره صائحا به پجنون
_ بسرعة يامراد أنا مش عايز أتأخر لو مش هتسوق بسرعة سيبني أنا أسوق
لم يجيبه فقط حرك محرك السيارة وأنطلق بها يخترق الحشود يكاد يكسر إشارات المرور بدون وعي منه ... !!
ساعات قليلة وكان قد استيقظ من نومه على أثر صوت رنين الهاتف
متابعة القراءة