رواية كاملة جديدة الفصول من السادس عشر الي العشرين بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

تنظر له وتارة للبطاقة فقد كشف أمرها انتظرت مزيد من الاحتقار منه لها ومزيد من القسۏة ولكنه دهشها باعتذاره لها في نظرة كلها ندم  
_ بعتذر منك يازمردة على اللى صدر مني سامحيني شكيت فيكي لما لقيتك بتتعاملي معايا بتلقائية وكأنك تعرفيني من بدري وقولت إنك وحدة مش كويسة وبتحاولي تقربي مني وده كان السبب لمعاملتي معاكي وأنا دلوقتي بعتذر منك في الحقيقة أنا أخدت موضوع ملاك حجة علشان أخليكي توافقي تقابليني اتمني إنك متزعليش مني 
قالت متغطرسة في ابتسامة  
_ أه وأنا كان مقابل إني بعاملك كويس وباحترام إنك تقول عني إني عايزة أقرب منك وأقرب منك ليه هاا مين إنت أصلا لتكون الرجالة خلصت في البلد علشان اختارك إنت .. لسا منسيتش كلامك الچارح ياريان ومش هنساه منسيتش مسكتك من دراعي وكأني خدامة عندك وإنت بتهددني إني لو طلعت بكدب في موضوع جواز أسيد وملاك هتندمني على اليوم اللي شوفتك فيه في الحقيقة أنا ندمت أصلا من وقت ماعملت كدا !
خرج صوته متضايقا يقول لها برجاء لا يريدها أن تكهرهه إن لم تسامحه فلن يسامح نفسه ولن يهدأ صوت ضميره الذى يلومه  
_ صدقيني أنا مش عايزك تكرهيني يازمردة واللي حصل مني كان غباء وعندك حق تدايقي مني بس اديني فرصة أثبتلك إني ندمان على اللي عملته معاكي
_ ميهمنيش أصلا إنك تثبتلي ياريان ! كفاية أوي اللي عملته معايا
هم بأن يجيبها بحزن فهبت واقفة تقاطعه قائلة  
_ أنا حلصت كلامي وأظن إن إنت كمان خلصت ودلوقتي أنا همشي لأني قولت لمروان إني مش هتأخر ومش عايزة تحصل مشكلة لو اتأخرت
عبرت عن رفضها التام لأي حديث منه يحاول به جعلها تسامحه فتأفف بخنق ووقف يقول بصوت رجولي حازم  
_ مدام مش هتسمعيني للأخر يبقى هتوافقي إني اوصلك من غير جدال
رأت النظرة القاټلة حقا في وجهه فصرت على أسنانها بغيظ ولم يمن عساها سوى الموافقة لا تعرف كيف يكون هذا ابن أشجان وثروت فهو عصبي بعض الشئ ولكن هذا لا يمنع حنانه وشهامته ورجولته في بعض الأحيان تقدمت أمامه ففهم من نظرته أنها قبلت بالأمر الواقع فتبعها إلى الخارج .... !!

أستر الليل ستائره وليظلم كل مكان كان يوما جميلا للبعض ويوما تعيسا للأغلبية منهم مان طوال النهار بجوراها إن احتاجت لشى تجده ملبي فورا لم ينم مطلقا كان يباشر أعماله من خلال الهاتف طلبت منه مرارا وتكرارا أن يريح جسده قليلا ولكن كان الرد القاطع منه بالرفض كطفلة صغيرة كان يطعمها طعامها بيده لم يسبق لها ذلك الاهتمام منذ ۏفاة والدتها حرمت من الحنان والاهتمام والآن عاد من يعوضها عنه زوجها وحبيبها ومن ستتمناه يهتم بها هكذا المرأة سوى زوجها .. تتأمل وجهه وجماله الرجولي الفاتن وهو يرتدي نظارته الطبية الخاصة بالقراءة ويقرأ في أحد الكتب الثقافية انتبه لها فضحك على منظرها الذي أشبه بفتاة بلهاء حين تندهش بجمال رجل وهو يقول من بين ضحكاته  
_ في أيه يا ملاك !
هتفت بتلقائية وعفوية تشاركه الضحك  
_ لا أصل الحقيقة شكلك حلو وإنت لابس النضارة كدا وبتقرأ الكتاب يعني لوهلة حسيت إني متجوزة نجيب محفوظ أو إحسان عبد القدوس الناس دي يعني ناس مثقفة كدا يعني !
قهقه بقوة يتشدق بمرح ومشاكسة 
_ أيه هو أنا مش باين عليا إني شخص مثقف يعني ولا أيه ! 
_ لا طبعا باين بعد النضارة دي باين أنا بعشق القراءة جدا بس من ۏفاة ماما توقفت عنها
غمز لها بطرف عينه في مكر مثبتا نظره على عيناها  
_ بتعشقي القراءة بس !!
صمتت قليلا تفكر في سؤاله بعفوية يبدو أنها لم تفهم مايرمي إليه بعد .. ياله من خبيث يجرها شيئا فيشئا لتعترف من دون أن تشعر أحابت فورا في حماس  
_ لا طبعا يعني بعشق حجات كتير تاني أولهم القراءة طبعا وبعدين البحر والنجوم و السفر أه وأهم حاجة الأكل يعني مشتركين في حاجة بنعشق الأكل زي بعض هي حجات تافهة عارفة بس فعلا بحبها جدا !
ازداد ضحكه أكثر ليجيبها بنبرة تحمل الكثير من الخبث والمكر وهو يقرب المقعد منها ويقول بتقرب  
_ ماشي ياملاك دي حجات معنوية أنا عايز حجات مادية يعني محسوسة حجات بتتحرك فيها الروح يعني !
ماذا يجري لها اليوم فعادتها تفهم تلمحياته فورا اليوم وكأنها فقدت عقلها فقالت بتشويق  
_ كائنات حية يعني !
تهجم وجهه وهو يجيبها بإمتعاض  
_ كائنات حية !! أه كائنات حية ياملاك
حكت ذقنها وضمت شفتيها بتفكير ثم قالت مبتسمة  
_ أيوة بحب القطط جدا
ظهر الخنق والضيق على وجهه وهو يقول باستنكار يالها من حمقاء لم تفهم مايرمي إليه حتى الآن 
_ قطط ماشي ياملاك !
_ وأنت بتحب أيه 
رمقها مغتاظا ليقول بغطرسة ووجه مستاء  
_ لا أنا بعشق صنف كدا من الحيونات اسمه الحمير تعرفيه !
ضحكت بقوة كأن تشبيها كان صحيحها وهي تقول بدهشة  
_ أيه ده أول مرة أشوف واحد بيحب الحمير !!
حجب ضحكته التي إن أنطلقت ستجلجل المكان صفاء نيتها لا يعقل قلبها الصافي يجعله يعشقها أكثر إن عرفت أن الحمير الذي يعشقها تكون هي لخاصمته لأسابيع ضړب قبضة يد بيد وهو يقول بتصنع قيلة الحيلة  
_ أه شوفتي تخلف تقولي أيه بقي مهو أنا حمار زيهم علشان كده بحب الحمير زي !!!
قهقهت بشدة تجيبه مازحة في شئ من الجدية  
_ لا أخص عليك متقولش على نفسك كدا هما حمير ماشي فعلا لكن إنت لا
لم يتمكن من حجب ضحكته أكثر فاڼفجر ضاحكا ويزداد ضحكه كلما يتخيل منظرها حين تعرف فيما بعد أنها الحمير المقصودة سيفعل المستحيل حتى لا يجعلها تعرف فإن عرفت سينتهي هو ...! هب واقفا وهو يقول مبتسما  
_ على أي حال أنا هنام لإني تعبت جدا لو احتجي حاجة صحيني 
قبضت على يده تطالعه برقة ونظرة راجية لتقابل عيناه الزرقاوتين مبتسمتان تقول له بهمس  
_ خليك جمبي يا أسيد !
لم يصمد أمام دعوتها الصريحة فاقترب منها مجددا وأفسحت له بحيث يكون له مكان يتسطح به على ذلك الفراش الصغير بجانبها تسطح ورمقها في عشق وحنان ثم حرك رأسها لتنام على صدره ويمرر يده على شعرها الكسنتائي برقة أغمضت عيناها براحة تستمتع بلمساته الساحرة وصدره الدافئ لم تخطئ عندما عشقته فمن تلك التي تقابله ولم تقع في براثين عشقه من تلك المرأة القاسېة التي تستطيع الصمود أمام هذا السيل الجارف من الرقة والحنان والرجولة أمام سيل يعيد لنباتات الصحراء حياتها وېقتل حيواناتها المفترسة قطعا الطريق على أي فكرة سوداء في حياتهم يمكنها أن تفسد تلك اللحظة بينما هي تنام على صدره بين يديه كان هو يدفن وجهه بين خصلات شعرها يشم رائحته ويلثمه ببعض القبلات الرقيقة التي أشبه بقطرات ندي يوزعها على أوراق الشجر . غاصت هي في نوم عميق وبعدها بدقائق تبعها
تم نسخ الرابط