رواية كاملة جديدة الفصول من السادس عشر الي العشرين بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

ستستعيد وعيها ويطمئن أكثر من سلامتها حين يسمع صوتها تهللت أساريره وهتف مبتسما بسعادة  
_ الحمدلله اللهم لك الحمد والشكر طيب هي هتاخد قد أيه يعني لغاية ماتفوق 
_ يعني على حسب ممكن ساعة أو أكتر بس مش هتاخد أكتر من ساعة ونص متقلقش وحمدلله على سلامتها تاني
_ الله يسلمك يادكتور
أنصرف وتركه يمسح على وجهه ويزفر بأرتياح يحمد ربه ويشكره أنه لم يرد دعواته وحفظها له سالمة كان يخشى أن يعيش نفس اللحظة عندما خرج الطبيب وأخبره پوفاة زوجته وطفله . أخرج هاتفه عندما سمع رنينه وأجاب على المتصل بخشونة قائلة  
_ أيوة ياخالد !
_ معتز تقريبا كدا قرب يوصل لملاك أخر حاجة قالها إنه هيراقب ريان لإنه متوقع إنها هتكون معاه هو هو مبقيش يحكيلي كل حاجة زي الأول معرفش السبب بس ده اللي حاولت أعرفه منه برأي إنك متخليش ريان يقابل ملاك خالص الفترة دي أو ممكن تستدرجوه بطريقتكم بما إنه هيراقبه أكيد إنت فهمتني
لمعت عيناه ببريق الاڼتقام والتوعد قائلا بصلابة  
_ تمام ياخالد لو عرفت أي حاجة تاني اتصل بيا وقولي ومش حاجة تخص معتز بس حتى أشجان هتقولي بتخطط معاك على أيه فاهم
همس على مضض وخنق لا يستطيع قول لا له إن قالها ستعني تلك الكلمة نهاية حياته على يد معتز بالأخص عندما يعرف بأنه حاول قتل شقيقته وقتل والده بالأشتراك مع أشجان  
_ طيب يا أسيد بيه سلام
أنزل الهاتف ووضعه في جيبه مجددا لا يريد أحد أن يعكر صفو سعادته الآن تعود زوجته لوعيها وتتحسن فقط وسيتفرغ لكل من معتز وأكرم ...
 
منتكس أمام الأعمال منذ صباح اليوم أنهى حتى الآن ما يقارب إلى خمس أكواب شاي ! كلما يشعر بالتعب يحضر له كوب فيعيد له بعض من نشاطه ودخلت ليلى بالكوب السادس وهي تهتف بضجر  
_ كفاية يامراد قوم ياحبيبي ريح شوية إنت من الصبح قاعد كدا
فرك عيناه بإرهاق ومسح على وجهه ثم يعود للأوراق مجددا هاتفا بتأفف  
_ هعمل أيه يا أمي لازم أخلص الزفت ده قبل كدا وخصوصا إن أسيد اليومين الجايين مش هياجي يعني الشغل كله هيبقى عليا أنا
وضعت الكوب على سطح المكتب أمامه وجلست على الأريكة واضعة ساق فوق الأخرى وتردف بسخرية  
_ مش هياجي ليه خاېف على المحروسة مش عايزاها تقعد وحديها ولا بيقضي شهر عسل !
أصدر تأفف مسموعا ويهاف پغضب هادر ونفاذ صبر  
_ هو في أيه معاكم ياستي خليه ياخد شهر عسل ويتبسط أيه ملوش نفس طلاما هو مرتاح مع مراته عايزة أيه تاني يا أمي أول بس بتتمنيله السعادة ودايما تقولي ربنا يسعدك يابني ولما مبسوط دلوقتي مستخصرة فيه الراحة
صاحت به مندفعة وقد تربع الڠضب والحقد على قلبها  
_ عايزاه يبقى مبسوط بس مش مع بنت فرودس دي !
_ مالها بنت فردوس عملتلك أيه هاا غلطت فيكي في مرة أذتك في حاجة تفترض إن عمتي السبب في مۏت بابا فعلا تمام دي عمتي وماټت خلاص أيه ذنبها بقى ملاك أمي بلاش اللي بتعمليه ده ومش كل ماتشوفي أسيد تنكدي عليه عيشته يعني مبيصعبش عليكي خالص
_ أنا بنكد عليه عيشته !! ولا هو اللي ساب أمه وأخته وراح يقعد في شقته معاه !
قالتها بدهشة تجيب على ما قاله فيجيبها هو بزمجرة  
_ مهو مشي وسبهالكم من عمايلك إنتي وبنتك وكل ما ياجي يطمن عليكم تنكدي عليه عايزة الحق هو أحسن إنه عمل كدا وياريت يقعد مع مراته في شقته كدا علطول
ابنائها يقفون في مواجهته من أجل تلك الشمطاء لا تصدق متى أصبح أسيد هكذا اعتادت على مراد وأنه لا يخضغ لرغبتها ودائما ما يتشاجر معها ولكن ما يصدمها تصرفات أسيد لا يمكن أن يكون سقط في وحلها وتربعت على عرشه تفوهت بها في داخلها فلن تسمح لها بالسيطرة على ابنها وتلحق الأذي به مثلما حدث مع زوجها بسبب أمها .. ولكن ماذا تفعل فهو لا يدع لها فرصة لتفرقيهم حتى !

استاعدت وعيها وتم نقلها إلى غرفة عادية كان يقف على مسافة صغيرة منهم يتابع الممرضة وهي تفعل بعض الأجراءات الأخيرة لسلامتها تماما تفحصها وتفعل اللازم لصحتها وهي مازالت تغمض عيناها لا تقوي على فتحها من التعب وكأنها تسبح في عالم آخر لم تفق منه إلا عندما شعرت بملمس يده التي عهدتها قبل دخولها غرفة العمليات فتحت جزء بسيط من عيناها وهمست بضعف  
_ أسيد !
سمعت نبرته الحانية وهو يقول بشلال من الحب  
_ حمدلله على السلامة ياملاكي !!
لم تدرك ولم تسمع ماقاله جيدا لسوء الحظ ولكنها لمست في نبرته الدفء التي اعتادت عليه فتمتمت بخفوت وهي تبتسم بمزاح لم يكن نكتة مضحكة بالنسبة له أبدا  
_ ده أنا قولت هدخل ومش هطلع منها تاني بس واضح إني لسا ليا عمر في المرار ده !
تضايق بشدة ولكن رسم ببراعة ابتسامته الجذابة بل الساحرة فأي امرأة تراها تفتن به وهو يقول  
_ وبتقوليها في وشي كدا مرار يعني عيشتك معايا مرار ! ماشي ياملاك قومي إنتي كدا بس وشدي حيلك وأنا محضرلك مفاجأة حلوة !
شدت وضغضت على يده بضعف بابتسامة عاشقة إن سيقبض الله روحها فيقبضها الآن فلا تريد شئ آخر ماتمنته يتحقق شيئا فشيئا إن كان باستطاعتها لكانت قفزت داخل أحضانه وإن حاول إبعادها عنه لعنفته مثلما ټعنف الأم طفلها حين يخطأ عانقته وبثت بذلك العناق كل شوقها وعشقها له تود قول أنا أحبك ولكن لا تأمن ردة فعله لربما يكون لم يحبها بعد وماهذا إلا بشائر لحبه فتخطأ في الإعتراف له . أغمضت عيناها بتلذذ حين شعرت بملمس شفتيه على جبينها يقبله بحنان كأنه يرد على عقلها الساذج قائلا لقد تخطيت مرحلة البشائر وأصبحت هائم بك أنا الآن عاشق لكل تفصيلة بك ! انتصب في وقفته وهم بالرحيل فاستوقفه صوتها قائلة بضعف لا تقوي على الحديث  
_ رايح فين 
_ هعمل مكالمة برا قدام الباب وراجع مټخافيش وارتاحي متتكلميش كتير علشان متتعبيش مفهووم
قال آخر كلماته مبتسما فأغمضت جفني عيناها وفتحتهما بمعني حاضر فخرج وتركها تغمض عيناها تريح جسدها وعيناها ...

دخلت ذلك المقهي التي أتفقا على المقابلة به بحثت بنظرها عنه بين الجالسين فرأته يجلس علي منضدة تتكون من مقعدين شاردا كمن يحمل فوق أكتفاه أمور الدولة لأبد أن زواج ملاك هو من فعل به هكذا برغم مافعله معها ولكنها شفقت عليه فهي مدركة تماما مدى حبه لها .. تقدمت نحوه وجلست أمامه متمتمة برزانة  
_ خير ياريان ملاك مالها !
أطال النظر في وجهها قلبه يلومه على ماقاله في حقها وتلك المعاملة القاسېة التي عاملها بها كيف له أن يعامل تلك الرقيقة بهذا الجفاء وفوق كل شئ هي ابنة عمه . أخرج من جيبه بطاقتها ووضعها أمامها بصمت يراقب تعبيرات وجهها التي تحولت إلى الصدمة تارة
تم نسخ الرابط