رواية كاملة جديدة الفصول من السادس عشر الي العشرين بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

لم يعجبه فخرج صوت محمد بنبرته القاسېة  
_ وهي الڤاجرة دي كانت مستنية أيه لما تروح لراجل غريب البيت ورب العزة أنا لولا وضعها ده كان زماني دفنتها في أرضها
لم يود ريان أن يجيب على جده وينتظر من أبيه أن يجيب عليه بما يسكته تماما ولكن كان أبيه مؤيد لرأيه فا في رأيه ما فعلته ابنته خطأ لا يغتفر وسيحاسبها عليه عاجلا أم أجلا وحين وجد أبيه يلتزم الصمت فأتخذ هو موضعه في الحديث ليقول بتحذير  
_ جدي بلاها الكلام ده دلوك وعلى الله حد يتكلم قدام سارة بالحديت الماسخ ده ولو شميت خبر أن حد دايقها بالكلام حسابه معايا أنا وحتى إنت يابوي
قال كلماته واستدار وغادر فورا قبل أن يفقد سيطرته على الأمر فصاح محمد بانفعال  
_ شايف ولدك وتربيتك ياثروت !
لم يكن حديثه يوافقه أي من الجالسين كان أسيد ينظر لجده بأعين متقدة ومروان بخنق وضيق أما مراد فكأنه في عالم آخر ينتظر اتصال هاتفي سيأتي في تلك اللحظات فغدا اليوم الثاني ولم ينسى وعده لها جميع من جالس في تلك الغرفة يبحث عن ذلك الحيوان بكل مكان ولكن من الواضح أن السر في مراد ! هب أسيد واقفا وهو يقول بصوت رجولي قوي  
_ لو خاېف على العاړ أوي كدا يبقي مش وقته نتكلم في موضوع سارة وإنها غلطت ومعرفش أيه ونشوف ... اللي عمل كدا في أنهي داهية
وكذلك الثاني غادر مجلسهم منفعلا فيأخذ مروان نصيبه ويقف يقول موجها حديثه تلك المرة إلى عمه قائلا بسخرية واستهزاء  
_ بدل ما إنت قاعد إكده ياعمي أنا بقول تروح تشوف بتك تتطمن عليها وتهديها اللي مبتاكلش ولا بتشرب أنا مش شايف إنك هامك جوي تجبلها حقها
صفي المكان على ثروت ومحمد ومراد الذي أخيرا جائه الهاتف فاندفع إلى الخارج يجيب متلهفا  
_ أيوة عملت أيه 
_ جبتلك مكان الرقم اللي ادتهولي يابيه وهبعتهولك في رسالة
ابتسم بمكر وقد لمعت عيناه بوميض مخيف لا ينم عن خير قط وعدها والآن يوفي بوعده .. ينتظر اللحظة التي يقع فيها ذلك الوغد بين يديه يقسم من الآن أنه لن يتركه إلا حين ينهيه سلب عذرية وأنوثة تلك المسكينة وسيسلبه الآن هو رجولته سيريه كيف يكون مفهوم الرجولة الحقيقي .. قال بوجه بشوش  
_ عفارم عليك ابعت العنوان يلا
رآه أسيد وهو ينطلق إلى الخارج ويصعد بسيارته فصاح بصوته الجهوري مناديا عليه فلم يعيره أي أهتمام اندفع الآخير مهرولا إلى سيارته وانطلق خلفه بعد أن شك في الأمر فأن ترك ذلك الأحمق بمفرده سيقتله لا محال ويلقي بنفسه إلى التهلكة .... !!

كان كل من زمردة وأسمى وملاك يلتفون حولها يحاولون إقناعها بأن تتناول ولو شئ بسيط وهي كجماد لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم أو يتحرك حتى وكلما تتذكر تلك اللحظات في أوقات فراغها تدخل في نوبة صړاخ عڼيفة ولا يستطيع تهدئتها أحد والآن هي شئ جامد ليس به روح كدمية ! .. تنهدت ملاك بيأس ثم نظرت إلى زمردة وأسمى وقالت بخشوع  
_ سيبونا وحدينا معلش يمكن أعرف أقنعها
نهضت زمردة وهي تومئ بود أما أسمى فكانت نظرتها الحقودة كافية لتعكس مابداخلها من كره وبغض ولكن أضطرت للخروج مع زمردة .. ثم اقتربت هي منها ومدت يدها تملس على شعرها وتهمس بخفوت جميل ومحب ممزوج بالدفء والحنان  
_ فاكرة كنتي تردي عليا بإيه ياسارة لما كنت أقولك هو أنا ليه بيحصل معايا كدا اشمعنى أنا كنتي تقوليلي ربنا مبيتقلهوش اشمعني لأنه مستحيل يعمل حاجة يأذيكي وحتى لو الحاجة دي أذتك بيكون اختبار منه عايز يعرف مدى حبك وتمسك بيه وأكيد هو شايلك حاجة جميلة وكنت بعمل زيك كدا كنت بقعد بالأيام ماكلش بس في الآخر كلامك طلع صح وربنا كرمني أهو بأسيد وعوضني عارفة إن اللي حصل ده حاجة صعبة على أي بنت بس ربنا بيمتحنك ومش الكل بينجح في الامتحان فخليكي من الناس اللي بتنجح وبتتعب وربنا مش هيختبرك إلا لأنه بيحبك .. يلا بقى كلي ومتسبيش حقك وبلاش تقسي وتبعدي عن ريان كدا ده أخوكي ومحدش هيحبك قده وېخاف عليكي ده هو مسبش مكان إلا ودور فيه على الحيوان ده
نظرت لها بمقلتين غارقتين في الدموع وقد بدت وكأنها اقتنعت بكلامها وبالفعل حين مدت يدها بالطعام لها تناولته بصمت دون أن تتفوه ببنت شفة فابتسمت هي براحة وحب أخوي شديد فهي وزمردة أكثر من مجرد ابناء خال بل شقيقاتها التي لم تلدهم أمها .

خرجت زمردة من الغرفة وبينما هي في طريقها إلى الخارج لكي تذهب مع أخيها الذي ينتظرها في سيارته فالتقت بريان الذي وقف يحدق بها متعجبا ويقول بصلابة  
_ أيه إنتي ماشية ولا أيه !
قالت بإيجاب في رقة مثبتة نظرها في عيناه التي تكاد تذرف الډماء من عدم نومه وتعبه  
_ أه مروان مستنيني في العربية قالي هيوصلني البيت ويرجع تاني
قال بوجه شاحب وبائس في أهتمام  
_ أكلت حاجة 
هزت رأسها بالنفي بوجه عابس وحزين لتجيب بتفاءول  
_ لا للأسف بس ملاك طلبت منينا نطلع ونسيبهم قول يارب تكون أقنعتها
صمتت قليلا لتهمس بأعين حانية ومتضايقة في أهتمام بسيط وكأن قلبها أصدر إشارة لعقلها أن يقول ذلك الكلام وهي غير واعية فقط أرادت أن تخفف عنه ولو بكلمة بسيطة فقلبها ېتمزق من الحزن والشفقة عليه وعلى وضعه المزري  
_ متدايقش نفسك ياريان هتاخد فترة وهتبدأ تاكل وتهدى وإن شاء الله الحيوان اللي عمل كدا هيتمسك ويتعاقب على اللي عمله واضح إن حتى إنت مش بتاكل أمال هتقدر توقف على رجلك إزاي وتبقى جنبها وتجبلها حقها وإنت مش بتاكل
_ وهو حد ليه نفس ياكل يازمردة على العموم متقلقيش مش هيحصلي حاجة إلا بعد ما أخد روحه ال... روحي يلا علشان متتأخريش على مروان

ترجل مراد من سيارته وهرول إلى ذلك المبنى يصعد الدرج ركضا قاصدا طابق معين وشقة بعينها وكان أخيه يتبعه وهو لا يفهم مايفعله حتى وإلى أين ذاهب وقف أمام الشقة المقصودة وبقبضة يده الفولاذية ضړب على الباب بهمجية تفزع النائم ثوان وكانت تفتح له بقسات تنم عن نفس منزعجة ومذعورة وتحول الذعر إلى ړعب حقيقي حين رآته يحملق بها مبتسما بلؤم ويهتف  
_ اسم الله عليكي لونك اتخطف كدا ليه مټخافيش ده أنا جاي علشان اتسلى بس وهتتسلي معايا متقلقيش !
_ مراد !
_
_ الفصل العشرون _
_ مراد !
لاحظت في عيناه نظرات متوعدة ومريبة فتأكدت أنها سقطت في الوحل ولن تخرج منه إلا وهي ملطخة بالډماء فما فعلته چريمة وهي على علم مايمكنه فعله لها بدافع حقدها وسخطها أفقدت فتاة بريئة عذريتها بالإتفاق مع إسلام خشيته وليس كإي مرة سابقة خشيته فيها وجهه الڼاري وعيناه المتوجهة التي تطلق حجارة من ڼار قذفت الړعب في قلبها وازداد خۏفها عندما رآت أخيه خلفه
تم نسخ الرابط