رواية كاملة جديدة الفصول من السادس عشر الي العشرين بقلم ملكة الروايات
المحتويات
_ ولما مبتحبيش تشوفيني مدايق ياملاك ليه لما أكون متعصب منك مش بتاجي تصالحيني زي كده وتقولي الكلمتين دول
قالت مبتسمة بصفاء في خفوت
_ لا لو سمحت متخلطش الأمور ببعض ده حاجة وده حاجة !
سكنت وهدأت وهي تشعر بصدره الدافء ويده تتحرك صعودا ونزلا على ذراعها وأنفاسه الدافئة تلفح شعرها الحريري برغم من غضبه وضيقه الذي يستحوذه لم يحرمها من حصتها اليومية من مزاحه وصدره الحاني الذي يضمها إليه يشعره دائما بوجوده معها طوال الوقت لم يتركها تضع رأسها على الوسادة حزينة لأنه حزين أو بسبب انفعال قاسې منه عليها فقد أقسم أن يعوضها عن كل شئ ويعاملها كأميرة تعيش في قصر أبيها الملك نعم فهو ليس زوجها فقط بل أبيها وأخيها وكل شئ ... أما هي ففضلت أن تستمر في ذلك الوضع دون أن تقطع شعورها بالراحة داخل أحضانه ..... !
انتابه شعور بالقلق عليها فغادر غرفته وذهب نحو غرفتها وقف للحظات أمام الباب يسمع إن كان هناك أحدا أو لا تردد كثيرا قبل أن يفتح الباب ويدخل لرؤيته يخشى أن يصيبها بالزعر حين تراه وبعد تساءولات دامت للحظات منه حول الدخول أم لا فقرر وحسم أمره وفتح الباب بحذر ونظر من خلاله فوجدها نائمة في فراشها ولحسن الحظ أنها ترتدي حجابها وتنام به أطمئن قلبه أنها بخير ولكن دفعه قلبه يطلب منه الدخول ويتأملها عن قرب فلم يتردد في أن يرد قلبه خائبا ودلف له مقتربا منها ثم جثي أمام الفراش يتأمل محياها ووجها الشاحب وعيناها المنتفختان من أثر البكاء أنطفأ بريق وجهها الجميل شغرت بعبرة تجمعت في مقلتيه وأوشكت على السقوط فطفق يهمس بعتاب شديد في صوت يشوبه الألم
ساعات قليلة وحتى من لم يغرق في النوم بعد غرق استيقظت ملاك ونهضت بصعوبة ثم وضعت حجابها على رأسها وغادرت الغرفة متجهة نحو المطبخ لتشرب كوب ماء فقد جف حلقها نزلت الدرج ببطء شديد وحذر حتى انتهي وسارت قاصدة المطبخ ببطء مماثل لنزولها الدرج وكانت الصدمة كافية لجعلها تتصلب بأرضها كالصنم حين رأت أشجان .................
_ الفصل التاسع عشر _
كانت الصدمة كافية لجعلها تتصلب بأرضها كالصنم حين رآت أشجان ظلت متسمرة مكانها تثبت نظرها في وجهها ظنت في البداية أنها تخيلتها فماذا ستفعل تلك الشيطانة هنا التي حاولت قټلها بدون سبب .. ولكنها تأكدت حين وجدتها تهتف بخبث دفين قائلة
_ ازيك يا ملاك معلش بقى مقدرتش أباركلك على جوازك من أسيد
_ إنتي بتعملي أيه هنا مش هتنفدي بعملتك وصدقيني هتدفعي تمن اللي عملتيه معايا .. أنا معرفش إنتي مين أصلا وبتعملي أيه هنا بس مش مهم المهم إنك وقعتي تحت إيدي
زاحت يدها عنها تقول مبتسمة بلؤم ظاهر تلقي على مسامعها الصدمة
_ مينفعش تكلمي مرات خالك بالطريقة دي ياملاك عيب أوي
زوجة خالي! ماذا تقول تلك الخبيثة يبدو أنها تكذب وتخترع الحكايات فأي خال هي زوجته بالتأكيد أنها تحاول تشتيتها وتخويفها ولكنه لن يؤثر بها حتى وإن كان حديثها صحيح وجدتها تهم بالرحيل ولكن وقفت وقالت بنبرة محذرة وتفتعل بوميض مخيف
_ أه وبرآي لو حابة المرة دي متومتيش بجد يبقي لسانك السكر ده مش هيقول أي حاجة وإلا إنتي اللي هتبقي خسرانة في النهاية وهتخسري حياتك بجد المرة دي
الټفتا الأثنين لصاحب الصوت القوي الذي يقول بترقب ونظراته ڼارية تكاد تفتك بأشجان
_ تخسر حياتها إزاي يامرات عمي فهميني الموضوع !
ارتبكت بشدة وكأن الحروف تعثرت في طريقها وسقطت في نصف الطريق قبل أن تخرج ظلت تحملق به لثوان في ړعب ويجول بعقلها سؤال واحد هل سمع شئ ياترى أم لم يسمع سوي آخر ماقالته إن سمع شئ فستنتهي لا محال وجدته يهز رأسه بتعجب يحثها على الحديث والتكلم فقالت ضاحكة تتصنع الصفاء والعذوبة
_ لا أصلها بتقول أنها مدايقة للي حصل لسارة وهتحاول توصل لأسلام فبضحك وبقولها متتعبيش نفسك مش هتقدري وبقولها إنها ممكن تخسر حياتها ومتدخلش في المواضيع دي أفضل مش كدا ولا أيه ياملاك
لوى فمه بطريقة مريبة أشبه بثعلب مكار تحاول فريسته خداعه وهو يعلم كل شئ ويقنعها أن خدعتها السخيفة خالت عليه رآى الڠضب يأخذ وضعه على ملامح زوجته وهمت بأن تجيب وتكشف كل شئ فقال مسرعا متصنعا أنه صدقها قاصدا اختيار تلك الكلمات بذاتها وكأنه يرد بنفس الطريقة الماكرة التي ردت بيها عليه
_ أه لا متقلقيش ملاك مش هتتدخل في الموضوع ده نهائي احنا اللي هنتدخل وهنجيبه مخافيش كل واحد هيدفع تمن اللي عمله سواء دلوقتي أو بعدين
_ يارب !
همست بها في توتر وفورا انجرفت من بينهم مسرعة إلى الخارج فوجد ملاك تهم بالتحدث أسرع نحوها وكبت أنفاسها بكفه ورفع أصبعه السبابة وبيده الآخرى يحسها على الصمت لتأكيده أنها تقف بالخارج تستمع لهم ثم أبعد يده عنها وهتف بسخط مزيف
_ صحيح اللي قالته مرات عمي ده !
رمقته بحيرة وتساءل حول مايفعله فأشار بأصابعه أن تتحدث وتساريه في الحديث فقالت بتصنع الضيق وقد أتقنت التمثيل مثله
_ أيوة أصل أنا الصراحة مدايقة أوي على اللي حصل ومش قادرة أقعد ساكته
لف ذراعه حول كتفها يحسها على السير
متابعة القراءة