رواية كاملة جديدة الفصول من السادس عشر الي العشرين بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

تقولي الكلام الچارح ده !
صمتت قليلا بتفكر والأفكار تتناطح في مخيلتها تفكر بحديثه حتى هتفت بصدق ونبرة حانية  
_ يمكن تكون عندها حق يامراد وأنت ظلمتها فعلا أصل لو جيت للحق أنا كنت شايفة حبها ليك أزاي معتقدش أنها تعمل كدا يمكن أنا بس اللي كنت شايفة ده بس أنا بمجرد ما أبص في عين الشخص بعرفه وهي نظرتها ليك كانت كلها حب فعلا برأى بلاش تظلمها قبل ما تتأكد !
وكأن نفضة اعترته من فرط غضبه وهو ېصرخ  
_ أتأكدت ياسارة وللأسف شوفتها بعيني ولو سمحتي خلاص متتكلميش في الموضوع ده تاني لأن أنا مش فايق وورايا شغل !
وقفت تتابعه وهو ينصرف وتشعر بالفعل أنها بريئة ولم تفعل ما يجعله يكرهها إلى هذا الحد لأبد أن هناك أمر خفي وراء ماحدث ولن يهدأ فضولها إلا حين تعرفه ! ....

سعات طويلة مرت وهي تجلس أمام زجاج النافذة تتابع الطريق تلك الرجال الذى يتركهم حول كل قطعة من المنزل حين رحيله يثيرانها بالتمعض تنتظر قدومه كالذى ينتظر ملك المۏت حتى يأخذ روحه تخشى منه ليس كأي مرة تخشاه فيها تخشي سكوته ونقمه الذي سيصبهم بها . أخيرا توقفت سيارته أمام المنزل فنهضت وركضت نحو غرفتها تغلق الباب عليها بالمفتاح وكأنها بهذا الفعل ستحمي نفسها منه . انفتح الباب ودلف إلى الداخل فصاح مناديا عليها بصوته الجهوري ولكن لا جواب اندفع يبحث عنها حتى وجد باب غرفته مغلق حاول فتحه فاكتشف غلقه بالمفتاح كانت هي تقف خلفه وترتجف كطفل صغير وازدادت تفضتها حين سمعت صراخه  
_ افتحي الباب ياملاك أحسلك خلينا نتكلم وأنا هادي شوية كدا أفضل لأني لو اتعصبت هيكون موقفك أصعب
هتفت پبكاء بسيط في ړعب  
_ لا مش هفتح يا أسيد إنت عايز تمنعني من إني أشوف ريان نهائي معرفش ليه وإنت عارف إني مقدرش أبعد عن ريان وأزاي بحبه وهو غالي عليا ثم إني طلعت وإنت قاعد يعني مقعدتش معاه وحدينا
توهجت نيرانه اكثر بعد قولها وإنت عارف إني مقدرش أبعد عن ريان وأزاي بحبه وهو كان يحذرها من هذا أتقول أمامه أنها لا تستطيع الاستغناء عنه ! من الواضح أنها تريد نهاية مؤلمة لها ! لم تنتبه وترى نظراته العاشقة لها وكأنه سيوشك علي معانقتها كيف كانت تثيره حد الجنون لولا أنه كان ابن عمه وصديق دربه ويحبه كما يحب أخيه لكانت الآن تذهب لزيارته في العنايات المشددة مازالت لم تعرف شئ عن غيرته الممېتة والمدمرة أن كان الأمر يستوجب لكان عذلها عن جميع الرجال .. كانت تلك الغيرة القاټلة هي محور شجاره الدائم مع زوجته . هدأ تماما بل تصنعه لعلمه الكافي بتلك الطفلة التي لا تأتي سوى بالمساسية وهو يقول  
_ طيب يا ملاك يمكن أنتي عندك حق بس أنا قولت أيه مكنش ينفع تكسري كلمتي
_ أنا مكسرتش كلمتك إنت اللي عايز تمنعني عنه بأي شكل من الأشكال ومن غير سبب
صر على أسنانه يجاهد في البقاء على حالته الهادئة حتى تفتح له الباب متمتما برقة  
_ مش من غير سبب طبعا على العموم حقك عليا افتحى يلا علشان نتكلم بهدوء وبراحتنا
قالت پخوف طفولي ونبرة رقيقة ولكنها لم تطفئ نيرانه  
_ طيب أحلف إنك مش هتعملي حاجة وهنتكلم بهدوء بس
_ لا تجعلوا الله عرضة لآيمانكم مش كدا ولا أيه ياملوكة افتحى يلا علشان نتفاهم بطريقتي قصدي يعني بهدوء !
ظلت لحظات على وضعها تفكر هل تصدقه أم لا وأخيرا فتحت له بتردد وتوتر لتظهر من خلف الباب بعينان تهيمان بالدموع ووجه ممتلئ بالعبرات وكأنها تستعطفه كطفلة صغيرة تنظر إلى وجه أبيها تترجاه أن لا يعاقبها عن خطأها فانهار أمام منظرها ونظرتها وذاب كذوبان الثلج حين تشرق الشمس نفخ بصوت مسموع وهو يشيح بوجهه ماسحا عليه بخنق ليلتفت لها فجأة وېصرخ پغضب لعدم قدرته على تلقيها درس فهي تضغط بمهارة على وتره الحساس فتشل حركته  
_ أنا مش فاهم أنتي ليه مصممة تحطي نفسك في الموقف ده دايما وتخليني اتنرفز عليكي كان كلامي واضح لما قولت مش هتشوفي ريان ولا هتكلميه وكأني مقولتش حاجة عملت عكس اللي قولته وفي الآخر تاجي ټعيطي وتزعلي
صاحت به في غيظ  
_ إنت اللي بتعمل حركات ملهاش أي مفهوم ومش فاهمة إيه السبب لده كله يعني أيه مشفهوش ولا أكلمه ريان بنسبالي أخويا مش أكتر ولا أقل أنا مش فاهمة دي غيرة ولا حب سيطرة ولا أيه بظبط !
أحمرت عيناه وقبض على ذراعها يجذبها إليه پعنف فتصبح في مواجهة وجهه تماما لا يفصلها عنه سوي سنتي مترات هاتفا بخفوت أحدث رعشة في جسدها  
_ أه حب سيطرة ! إنتي بنسبالك إنه أخوكي لكن هو لا بس إنتي أزاي هتاخدي بالك أنا اللي كنت قاعدة وشايف نظراته ليكي أزاي عرفتي أنا ليه ببعدك عنه علشان عايز ريان ينساكي ويفهم إنك خلاص بقيتي مراتي يعني حتى النظرة دي مش من حقه وحرام قولي الحمدلله إنه كان ريان مش حد غيره كان زمانه دلوقتي في العنايات
هتفت باضطراب من قربه وخجل بسيط  
_ طيب ما أنا كنت قدامك يعني مش من وراك يعني لا قدامك ولا من وراك !
همهم وهو يصر على أسنانه في كل حرف ينطقه ولهيب الغيرة ازداد اشتعالا أكثر  
_ ماهو المشكلة إنه قدامي وكنت شايف كل ده ياريته كان من ورايا مكنتش هتبقى ردة فعلي زي كدا !
التزمت الصمت وهو تتطلع له ترى عيناه الملتهبة كلهيب الشمس الحاړقة في يوم تكاد تصل فيه درجة الحرار إلى 50 درجة ! لماذا ياترى يغضب كل هذا الڠضب لن تقتنع بقوله أنه حب سيطرة لأبد أن هناك أمر آخر رأته يكمل بقسۏة  
_ مش معني إني معملتش حاجة يبقي الموضوع هيعدي من غير حاجة من هنا ورايح أي حاجة هتعمليها هتاجي تقوليلي وكلامنا هيبقى في الحدود دي ياملاك لا هيزيد ولا يقل
اندهشت مما قاله هل سيقاطعها كخصام الأطفال ولكنه برع في اختيار أفضل طريقة للعقاپ فعي لا تطيق عدم محادثته بتأكيد لم تسمح بهذا يحدث وستفعل من المستحيل ممكن حتي يسامحها .. !

اجابت زمردة على الهاتف قائلة بخفوت  
_ ألو
اتاها صوت ريان الهادئ ليجيبها بأدب جم  
_ ازيك يازمردة أنا ريان !
ارتسمت على ثغرها ابتسامة متغطرسة وهي تجيبه ساخرة  
_ خير بتاصل ليه المرة دي كمان !
_ زمردة أنا عايز اقابلك ضروري الموضوع بخصوص ملاك !
شهقت بهلع في قلق جلي لتهتف بتلهف  
_ مالها ملاك اوعى يكون في حاجة وحشة حصلت معاها
يأخذ من ملاك حجة حتى يجعلها توافق على مقابلته وفي الحقيقة الأمر ليس له علاقة بملاك مطلقا فقط يريد مقابلتها وأن يعتذر منها عما صدر منه فهتف بخشوع يطمئن  
_ متقلقيش هي كويسة بس الموضوع مهم ياريت تحاولي تقابليني
_ طيب هشوف مروان وأن شاء الله بكرة
تم نسخ الرابط