رواية جديدة مختلفة الفصول من التاسع عشر للثالث وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

المقاعد الصغيرة الملتفة حول الطاولة و اجلس جنة فوق فخذتيه ..
ممكن تقوليلي عملتي ايه طول المدة الي فاتت دي مخلكيش تسألي على ولا تشوفيني مرة واحدة حتى 
أردف بها كريم بعتاب لتعقب جنة بصوتها الطفولي و أرجوحة قدماها في أهواء
معملتش حاجة خالص بس ماما قالتلى مينفعش اروح المستشفى و لازم استناك لما تطلع ..
زم شفتيه و كان متوقعا الإجابة سألها مرة ثانية بشئ من اللهفة
طب و ماما عملت ايه 
تنهدت جنة بلؤم و أظهرت ذلك جيدا في نبرتها المتهاونة بغلب
معملتش حاجة بردو بس آ .. ولا لأ خلاص خلاص
بس ايه قولي 
ما انا مش هينفع اقولك لأحسن ماما تزعل مني بعدين !
تصنع كريم الحزن وهو يشيح بوجهه بعيدا
خلاص بلاش ماما تزعل خليني انا الي ازعل !
أمسكت جنة بوجهه بين قبضتيها وهى تسرع بالقول
لآ خلاص خلاص متزعلش انا هقولك بس متقولش لماما اتفقنا !
اتفقنا !
ماما قالتلى قبل كدة انها عايزاك تيجي تقعد معانا بس انت زعلتها من قبل كدة عشان كدة هى زعلانة منك بقى ..
تكذب جنة فكل ما تقوله لكنها علمت ان الكذب في سبيل مصالحة المتخاصمين خير فواصلت تأليف ..
هى ماما قالتلك كدة 
آه هى قالتلي كدة !
طب و قالتلك كدة ليه 
عشان انا قولتلها تيجي تقعد معانا ..
يعني انتي الي قولتيلها مش هى الي قالت 
اممم .. احنا الاثنين قولنا يا بابا ! احنا الاثنين ..
حدق كريم بها جيدا ليزم شفتيه مغير الموضوع د
امممم ماشي .. المهم عملتي ايه في دراستك 
ظلا يتحدثان طويلا مع بعضهما البعض في حديقة المنزل ..
ليأتي حارس من الحراس يستأذن كريم في اخذ جنة لان ميعاد نومها وجب ..
مر اسبوع لم يجد فيه شئ سوى أحمد الذي خرج من السچن بعد ان توسطت حياه له كما اركبته الچريمة من قبل ..
ولم ينسى الحديث بينهما وقت خروجه
إنت بس لولا انك كبير في السن و مش هتستحمل مشقة السچن كنت سيبتك تعرف ان الله حق شوية ..
هتفت بها حياه بغرور ليبتلع غصته بمرارة وهو يعقب
انا مش هقولك آسف مش هقولك أنسي الي فات و نبدأ صفحة جديدة ..
و مش هلومك على الي عملتيه ده حقك انا الي عملته فيكي مش سهل ابدا تستحمليه ..
بس انا عايز اقولك ان كريم مالوش ذنب و انا فهمته الحقيقة بعدها حاول يدور عليكي كتير و يرجعلك بس انتي كنتي مختفية ..
هو كمان عاش في چحيم لما سابك كان پيتألم حتى وهو فكرك وحشة و اتألم اكتر لما عرف انك مظلومة و ان كل كل ده مني انا .!
انا الي فتشت وراكي و جيبت كراسة يومياتك و عرفت كل حاجة حصلت بينكو و وسطت حد يكتبها على هيئة رسالة ..
قاطعته حياه مصډومة
يعني انت الي سړقت اليوميات بتاعتي و انا الي افتكرتها ضاعت.!
أكملت بتذكر 
و طبعا لما هو قالي على الورق كان قصده على الورق الي بتقول عليه ده !
أيوة على فكرة هو جالي زيارة في السچن قبل كدة و حكيتله على موضوع الورق ده .. مقولتلهوش عليه قبل كدة عشان كنت خاېف يسيبني بس عادي كدة كدة سابني !
حالة صمت عمت لدقيقتين ليقطعها بندم حقيقي
الاعتذار واجب على انا اسف .! ..
خربت لك حياتك و شقلبتها ..
بس انا فعلا ندمان على كل الي عملته في حقك خصوصا انك متستحقيش ده .. و صدقيني كريم مالوش ذنب في حاجة عاقبيني انا انا المذنب الحقيقي ..
بس بلاش تعاقبيني بجنة ابقى خليني اشوفها تهون على وحدتي ..
انهى جملته ليقف ثم يستدير و يرحل بخطواته العرجة ..
وقفت حياه و ادمعت عيناها نبرة حديثه الحزينة و عيناه المنطفئة رأسه المطأطأ و شعره الأبيض الذي ذكرها بوالدها رحمه الله كثيرا ..
فاضت الدموع من عينيها و تدحرجت باستسلام متطلعة لإنكساره المؤلم ذلك .. خصوصا في سنه المتقدم ..
لم تستطع السيطرة على مشاعرها و ركضت في اتجاهه باكية حتى وقفت أمامه و بدون تفكير القت نفسها داخل احضانه
ربت أحمد على شعرها ليهدئها قليلا ولا يعلم سبب بكائها ..
ابتعدت حياه عن احضانه بعد ان هدأت قليلا و أمسكت لجام دموعها ..
همست بين شهقاتها الرقيقة
انا الي المفروض أعتذر أعتذر عشان فكرت ائذي واحد اد أبويا عشان لجأت لوسيلة رخيصة هتريحني وقتها بس بعد كدة هحس بالذنب طول عمري ..
لإني بدأت سكتي مع كريم غلط بدأته بأنانية و دي نتيجة طبيعية للي بدأنا بيه .. مكنش ينفع احملك المسؤلية لوحدك و انا بردو غلطت في حاجات كتير .. آسفة !
رحلت حياه بعد ان ارتاحت كثيرا بحديثها مع أحمد بعد ان صفت الأمور تماما ولم يتبقى في النفوس
تم نسخ الرابط