رواية جديدة مختلفة الفصول من التاسع عشر للثالث وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
شفتها السفلية
و بنتي عملت فيها ايه .! بتمنى تكون عيشتها كويس في فترة غيابي الطويلة دي .. !
فاق كريم على كلمة ابنتي ليتذكر الموضوع الأصلى الذي أتى به الي هنا ..
حاول الحديث فخرجت كلماته مهموسة
جنة عندك صح
هزت قدمها بخفة لترفع رأسها بشموخ و صوتها الرزين القوى يتغلغل في أذنه
أيوة بنتي هنا معايا .. و لعلمك هى هتفضل كدة كدة معايا فآخدها بطريقة ودية بيني و بينك ولا نلجأ للمحاكم و الشوشرة.
هتفت حياه رافعة إحدى حاجباها باستنكار
اييه . زعلان اني هاخدها منك ولا ايه.! انت أحمد ربنا اصلا اني عرفتك انها معايا بدل ما كنت تتقهر قهرة سودة على غيابها المفاجئ .!
صمتت تحدقه باستحقار و اشمئزاز و أكملت
فاكر الناس كلها اندال شبهك ولا ايه.!
همس بتلك الكلمات بندم واضح لمسته في نبرة صوته و بريق عينيه ..
و لكن حتى لم تترك له مجال لمواصلة حديثه ..
فقاطعته بقهقه ساخرة عالية تبعتها باسلوبها الحاد القاطع و نبرتها الواثقة المتملكة تملك شديدا ..
چرحتني. لا انت ولا الف منك يقدروا يحركوا شعرة من كياني .!!
انا الي عملتك يا كريم انت لولا وجودي كان زمانك بتجري ورا المخډرات .!
اخفض كريم رأسه بإحراج و ڠضب في آن .. لم يتحدث لأنه يعلم جيدا ان لا عذر له ..
ابتسمت حياه بانتصار عندما شعرت بقلة حيلته و ضعفه أمامها ..
رمقته بنظرة استهزائية أخيرة قبل ان تنصرف و وجهاه الحارسان لخارج الفيلا مرة ثانية ..
خرج و يتمنى لو تخسف به الأرض حتى يرتاح من ذلك العڈاب الداخلي ..
عودة زوجته غياب ابنته .. كل شئ ضده الآن الماضي يعود وبقوة
يشعر بوجهه يشع حرارة تكاد ټحرق مدينة و شرارات قلبه اعظم ..
سار و يتمنى لو يعرف حتى شعوره الداخلي فقط ..
جلس على مقعد خشبي موجود على أحد أركان الطريق لتعود ذاكرته للخلف و يتذكر كل ما صار معه ..
فلاش باك من خمس سنوات ..
كان أحمد يرقد على فراشه بحسرة
منذ ان علم بمرض القلب الذي اصابه مؤخرا وهو في حالة اكتئاب لا يرثى لها ..
سحب كريم المقعد الخشبي لمكان قريب من الفراش و ابتسم لولاده بخفة بأعينه الذبلانة التي تكومت الهالات حولها ..
خير يا بابا اتكلم عايزني في ايه .
اعتدل أحمد في جلسته وساعده كريم على ذلك ليتنهد طويلا قبل ان يشرع في الحديث
اول حاجة و قبل كل حاجة انا آسف انا آسف على كل الي عملته معاك انا عمري ما كنت أب كويس ابدا كل اهتماماتي كانت للشغل و بس مقدرتش اكون لك الاب و الصديق و السند .. و حتى سعادتك مقدرتش اوفرهالك بالعكس انا دمرتها .!
حاول كريم التحدث و التوضيح ليرفض أحمد
متتكلمش سيبني انا اتكلم .. سيبني اقول كل الي جوايا .. انا دلوقتي حاجة واحدة بس الي لازم تعرفها عشان اخفف شوية من ۏجع قلبي و ضميري ..
حياه بريئة و بتحبك هى صحيح جت و هددتني في الأول بس بعديها بفترة جت اعتذرتلي و قالتلي انها اتنازلت عن فكرة الرسالة قالتلي انها بتحبك و عايزة تكمل حياتها معاك قالتلي انها عشقاك .. كانت صادقة في كل كلمة قالتها كل كلمة باينة في عنيها قبل ما تنطقها .. و رغم كدة غروري خلاني انفذ الي في دماغي حقدي من أبوها خلاني انتقم منها هى كمان .. الطريقة الي كانت بتكلمني بيها خليتني انام و اصحى باليوم الي هنتقم منها فيه عقلي صغر لدرجة اني احقد على واحدة اد بنتي ..
توقف عن الحديث و ظل يسعل دون توقف يسعل كأن روحه ستنفجر ..
و كريم يقف دون تعابير دون ملامح و فجأة اڼفجر بالضحك ضحك حتى ادمعت عيناه و سالت تختلط بذقنه ..
ليغطي وجهه بكفه و يبكي ثانية و لكن هذه المرة بكاء پألم و قهر و حسرة ..
انا عارف انك صعب تسامحني و ده حقك بس انا حاولت ادور على حياه و اعتذرلها و اشرحلها موقفي بس هى اختفت .. و صديق ماټ ماټ يوم ولادتها بالظبط ..
رفع كريم رأسه له يحدق به بأعينه الحمراوين اللتين غمرتهما الدموع نظر لوالده پصدمة
متابعة القراءة