رواية جديدة مختلفة الفصول من التاسع عشر للثالث وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
و مينفعش الخناقات و الأصوات العالية هنا في مرضى مينفعش نزعجهم بعد إذن حضراتكوا .!
حدقت حياه بالطبيب مرة و بكريم مرة .. لتمسك حقيبتها بسرعة و تركض خارج الغرفة و المشفى بأكملها ..
انتبه الطبيب على كريم الواقف فاقترب منه بعتاب ولوم
يا استاذ كريم مينفعش تقف دلوقتي و تجيب الحمل على رجلك كدة اتفضل اقعد !
في منزل حياه
فرت للخارج مهللة عندما سمعت صوت سيارة حياه تصدر صريرا للدلالة على وصولها ..
كانت شفتاها منفرجتين من أذن للأخرى و أسنانها اللبنية الصغيرة تظهر بوضوح الي جانب اللمعة الطفولية ببؤبؤي عينيها فلا يستحمل ضعفاء القلب تلك الهيئة الخلابة قط .!
فين بابا هو مش المفروض يجي معاكي .!
عضت حياه على شفتها السفلية بحزن وهى تحاول اختراع حجة لصغيرتها الآن ..
فردت ذراعيها للأعلى بقلة حيلة و قالت بهدوء
مجاش يا جنة .! بابا مش هيجي ..
تفاوتتها حياه وهى تجتاز الدرج ..
وقفت جنة في الأسفل و قد ملأها الحزن شهر لم تراه بعد سبع سنوات لا ترى سواه الآن مر شهر بدونه ..
زعلتيه صح انتي الي زعليته وقولتيله ميجيش صح .
وقفت حياه و كفها متصنم على الدرابزين .. لتردف جنة
يبقى زعلتيه عشان كدة مجاش .. هو بيحبني و عايز يشوفني زي ما انا عايزة أشوفه .!
تنهدت حياه طويلا لما هو آتي
و نزلت درجات السلم ثانية حتى وصلت لجنة التي بدأت دموعها بالهطول .. مسحت دموعها بسبابتها لتحاول اقناعها بخبرة
تحدث جنة من بين دموعها المتسابقة للنزول
هو مش هيقدر يجي عشان تعبان .. وديني انتي عنده عايزة اشوفه
حتى لو تعبان لو عايز يشوفك هيجيلك بردو يا جنة اتعودي تبقى أقوى من كدة مش اي حد يغيب يأثر فيكي ..!
رفعت جنة نظرها لحياه لتصمت دقيقة ثم تتحدث
لأ صح ..!
على فكرة حتى بابا مش ممكن يقول كدة و مش ممكن يخليني ما أشوفكيش ..
عارفة ليه عشان بيحبك !
كنت بشوفه كل يوم قبل ما ينام يمسك صورتك و يحضنها ..
اتسعت مقلتيه حياه بتحذير وهى تقاطعها بحدة
جنة .! عيب كدة مفيش بنت مؤدبة تقول الكلام ده ابدا !! اتفضلي دلوقتي على أوضتك و مش عايزة أسمعك بتقولي كلام زي ده تاني ..
هل المساء
لم تحاول حياه التواصل مع جنة قط ..
كانت حياه تقرأ إحدى الكتب عندما دخل رجل من الحراس عليها
انا آسف يا فندم بس الأستاذ كريم برا واقف عند الفيلا و عايز يشوف جنة ..
أغلقت حياه الكتاب و سارت بخطوات سريعة نحو النافذة لتلقى نظرة على كريم المستند على عكازيه منتظر طفلته ..
زمت حياه شفتيها ووافقت على نزول جنة له
خلي الدادة تقول لجنة تنزله و قوله مياخدهاش في حتة خليه يقعد معاها في الجنينة تحت ..
نزلت جنة بالفعل و هى تقفز من الفرحة ارتمت بأحضان كريم الذي ألقى بالعاكزي بعيدا فور رؤيتها و حملها بسعادة و شوق جارف ..
انزل طفلته لتأتي جنة بالعكازي له وضع كف يده على ظهر جنة و اشار لها بالسير خارج المنزل ..
وجد الحارس الضخم يقف قبالته قائلا بلهجة مهذبة
انا آسف يا فندم بس مينفعش تخرج برا الفيلا دي أوامر حياه هانم ..
وقف كريم بحدق به ببلاهة و لما يقوله هتف باستنكار
حياه منعاني من اني اشوف بنتي
أسرع الحارس بالتوضيح بنفس اللهجة
لا طبعا يا فندم العفو هى بتعرض على حضرتك تقعد في جنينة الفيلا عشان الآنسة الصغيرة مينفعش تتطلع برا الفيلا في وقت زي ده ..
تحول اسلوب كريم للعدائية و الڠضب
ده على اساس انها طالعة لوحدها مش شايفني معاها يعني !
تحدث الحارس بنفاذ صبر حاول التلاعب به
حضرتك دي أوامر حياه هانم انا ماليش دعوة !
زفر كريم بحنق مشيحا بوجهه للجهة الأخرى احس بكف جنة يتشبث بكفه فتنهد طويلا لآخر مرة وهو يتحرك للدخول و المكوث في الحديقة التابعة للمنزل ..
كانت حديقة واسعة مليئة بالأشجار و شتى أنواع الزهور الخلابة التي في لمح البصر تجذب الانتباه ..
اصطحبته جنة نحو طاولة دائرية متوسطة الحجم تتوسط الحديقة كانت الطاولة مزينة بالحرير المطرز بحبات كريستال مٹيرة لخطڤ الأبصار و عليها طبق من الزجاج الشفاف مليئ بقطع الشوكولا و الحلويات الصغيرة ..
أمسكت حياه بقطعة من الشوكولا و قربتها من فم كريم ليتناولها كريم وهو يجلس على
متابعة القراءة