رواية جديدة مختلفة الفصول من التاسع عشر للثالث وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

عيناها الكاحلان ..
يعشق التأمل بأقسام وجهها الملائكي الذي دائما يذكره بحياه .. يرى حياه بداخلها عيناها ضحكتها شعرها و النظرات .. حتى حكمتها تأخذها هادئة و ذكية لماحة ..
أمسك جنة من كفها ليجلسها على فخذتيه و يمسح بحنان على شعرها ..
مدت چنة كفها الصغير لتلمس ذقنه الخشنة الفوضوية داعبها كريم فلوى رأسه فجأة و اوهمها بعض كفها الصغير فجذبت يدها فورا ..
كررت بحذر حركتها و لمست ذقنه مرة ثانية ليوهمها بهدوئه و سرعان ما قرب فمه من كفها حتى يقبض عليه لكنها سحبته سريعا مرة ثانية ..
كررت فعلتها للمرة الثالثة و ابتسمت بخفة و انتهز كريم الفرصة و داعبها مرة و اثنان و ثلاثة حتى تعالت ضحكاتها الجميلة و تميزت أسنانها اللبنية القصيرة تحت ثغرها الوردي الكنز ..
ظل يداعبها و تقهقه هى بدورها فتتردد ضحكاتها كالألحان العذبة داخل أذنه .. منذ زمن و لم يسمع تلك الاناشيد و احلاهم فتمنى لو يتوقف الزمن عند تلك اللحظة و يخلد الذكرى في سجل اغلى المعزوفات ..
غرفة مظلمة يعم فيها السواد ..
و في زاوية من الزوايا الأربعة للغرفة تجلس ضاممة قدماها لصدرها و يحوط شعرها المقصف وجهها كخيوط سوداء متناثرة هلى صفحة ورقة بيضاء ..
تشدد من التفاف ذراعيها حول بدنها المرتجف پجنون كهاتف وضع على وضع الاهتزاز .. و قلبها تضارب دقاته كمن رأى حيوان مفترس على وشك الفتك به .. تبكي كالشخص التائه وسط صحراء لا ماء معه ولا طعام ..
فتح باب الغرفة ليدلف شعاع ضوء بسيط يدب في الغرفة نور لتصرخ پهستيريا صړيخ هائل يخرج من حنجرتها التي لو تكلمت لأشتكت للخلاق على سوء المعاملة و التقدير ..
ثوان و كانت الغرفة كلها مضاءة بالانوار وسط صړيخ حياه ..
و دلف للغرفة ثلاث او أربع ممرضات في لباسهن الأبيض ليحاولن تهدئتها قليلا ..
ظلت تصيح پخوف هستيري
لأ .. ﻷ سيبوني في حالي انتو عايزين مني ايه تاني سيبووونيي !! 
وجدت شريف هو الآخر يدخل للغرفة بملامح حزينة مهمومة فانطلقت تجاهه و قبضت على قميصه و دموعها مازالت تنساب على وجنتيها دون توقف ..
شرييف .! شريف انا عايزة بنتي بنتي فين عملته فيها ايه. ط طب جوزي هاتولي كريم هاتولي كريم متعملوش فيا كدة يا شريف .. 
ركعت على الأرض و قبضتها عن قميصه انحلت لتتعالى صوت شهقاتها كأنها آخر أنفاسها
طب بابا .. عايزة ابوياا هو مماتش هو عايش انا متأكدة ! 
بااباا كريم بنتي 
شهقت حياه و هى تهب جالسة على الفراش بفزع وضعت كفها على صدرها لعلها تهدئ من روعها قليلا فوجدت سترتها مبتلة تماما و العرق يغمرها بالإضافة لوجهها ..
زفرت بضيق بسبب تلك الذكرى المأسوية التي عاشتها من سبع سنين و لازالت تلاحقها حتى الآن على هيئة كوابيس ..
أمسكت كوب الماء الموضوع على الكومود جانب الفراش لترتشف قطرات منه ..
سمعت صوت اهتزاز قريب نظرت ناحية الكومود لتجده هاتفها التي وضعته على وضعية الاهتزاز ..
تبدلت ملامحها للجدية و فورا أجابت على الاتصال عندما أمسكت الهاتف ..
الهدف نزل من بيته حالا و معاه البنت الصغيرة ..
اظلمت عينان حياه بشدة و أعقبت
حلو اوي .. خليك ماشي وراهم من غير ما يحسوا و اول ما الفرصة تسمحلك نفذ الي اتفقنا عليه ..
اوامركك يا هانم ..
تعطلت سيارة كريم فجأة وسط الطريق .. ترجل من السيارة ليكتشف ما الخطأ لكن فشل في الاستكشاف ..
ذهب بأفق نظره لآخر الطريق ليحاول معرفة هل من مكان لتصليح السيارات ام لا ..
فتح نافذة السيارة و ببشاشة تحدث مع صغيرته
حبيبة بابا ممكن تستنى في العربية متطلعتش غير لما آجي. هروح أشوف حد يصلح العربية و آجيلك يا قمر عشان اوديكي الجنينة الي بتحبيها ..
اومأت جنة ايجابيا فقط دون اهتمام أغلق كريم النافذة مرة أخرى و أسرع في خطواته باحثا عن احد ما لإصلاح سيارته ..
و بعد ثوان سمعت جنة صوت طرقات على زجاج نافذة السيارة جانبها ضغطت على الزر لينخفض مستوي الزجاج تدريجيا و تظهر من خلف الزجاج فتاة ترتدي نظارة شمسية ..
خلعت الفتاة النظارة الشمسية و ابتسمت بهيام نحو جنة أما جنة فكانت تحملق بها و بملامحها التي حفرتها داخلها .. فتلك الفتاة الماثلة أمامها هى نفسها التي تراها دائما في الصور مع والدها ..
دائما ما كانت تذهب لغرفة والدها ليلا تراه يتأمل في الصورة حتى ينام تارة يبكي تارة يقوى تارة يتحدث مع الصورة ..
و من تلك الصورة أيقنت انها امها لا محالة .!
اعتدلت جنة في جلستها و التفتت نحو تلك الفتاة و اقتربت بوجهها خارج النافذة و بمنتهى العفوية مدت كفها لتلمس بشرتها البيضاء ..
زلزال قوي أصاب بدن حياه عقب تلك اللمسة البريئة الناعمة تورد وجهها و توترت قليلا لكنها حاولت استجماع كلماتها
تم نسخ الرابط