رواية جديدة مختلفة الفصول من التاسع عشر للثالث وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
سوى المحبة و الوداد ..
كان المساء به فجوة من البرودة الخريفية و الهواء مصطحب بقطرات مياه خفيفة أضافت لمحة برودة قاسېة ..
وقفت أمام سيارة مرتفعة عن مستوي الأرض بقليل لكن طولها قصير .. تشبه العربات المخصصة للفنانين أثناء التمثيل ..
وقفت تطلع لها وهى تتذكر كلام الحارس المراقب لكريم
جاب عربية van و ركنها قدام الفيلا .. مش بيخرج منها حتى بينام فيها طول الأسبوع ..
فلاش باك
كانا حياه و جنة يجلسا على الطاولة العريضة في غرفة الطعام يتناولان فطورهما ..
تركت حياه معلقتها و صوبت بصرها نحو جنة التي تحمحم كأنها تريد قول شئ بهدوء شديد اردفت حياه
شكلك عايزة تقولي حاجة يا جنة ياريت تتكلمي على طول و مټخافيش زي ما انا ما عودتك !
سحبت جنة نفسا طويلا و أعادت كلماتها في عقلها تؤكد على تذكر كل شئ خططت له جيدا من قبل لترفع رأسها و تتحدث بثقة متملكة لا تليق بكونها طفلة ابدا
شبح ابتسامة ظهر على ثغر حياه حاولت اخفاءه ورفعت حاجباها مبهورة بطلاقة لسان جنة و لباقتها في الحديث و معرفتها جيدا للطريق السالك لقلب حياه ..
فاستطردت بنفس اللهجة المهذبة ..
انا عايزة بابا يجي يعيش معانا هنا .. هو مش يبقى بابا و انتي ماما و انا بنتكم يبقى المفروض نعيش في بيت واحد مع بعض صح ليه نبعد عن بعض كدة ..!
اجفلت حياه بعينيها عقب انصاتها لجنة و علمت انها في موقف صعب الآن .. صمتت ثوان تجمع أفكارها لتتنهد بعدها
سوري يا ماما بس لأ مش صح !
ينفع انك تقوليله يعيش معانا عادي حتى لو هو مزعلك .. هو مش خيركم من بدأ بالصلح بردو
مش هتفهميني يا جنة انتي لسا صغيرة عشان تفهمي الي بيحصل !
طيب انا صغيرة صح .. بس سيدنا محمد لما قال كدة مكنش قصده على الصغيرين بس مش كدة كان قصده على اي حد كبير او صغير ..
افحمت حياه بالرد و فغرت فمها مصډومة من تلك المعجزة الصغيرة أمامها التي لا حجج تقف عائقا أمام خفة لسانها و آفاق عقلها ..
ابتسمت حياه بعد وقت طويل و أدركت ان حديثها صائب أدركت ان رغم أفكارها الصغيرة إلا انها تفكر بصواب و حكمة ابتسمت و قد قررت مكافأتها بالموافقة على طلبها ..
انتي صح يا جنة..! و عشان كدة هكلم بابا يجي يعيش معانا بس لما الفرصة اسمح اتفقنا
ضحكت جنة بمرح و قفزت تقبل حياه من وجنتيها ..
عودة
اقتربت حياه من السيارة و طرقت عدة طرقات على النافذة الزجاجية التي حالت لها بالرؤية داخلا ..
ظلت تطرق كثيرا حتى فتح باب السيارة اخيرا و هل كريم من خلفه ..
تطلع لها بأعين ناعسة مندهشة لتسارع هى بالدخول للسيارة و تسحب الباب مرة ثانية و تغلقه ..
حياه اإ انتي بتعملي ايه هنا .!
هتف بها باستنكار وهو يدعك عيناه جيدا ..
ولا حاجة عرفت ان ده بقى مقرك فقولت اجي ازور بيتك الجديد عندك مانع
لأ .. اكيد لأ .. ده انتي حتى تنوري فيلتي المتواضعة .!
اعقب كذلك بمرح وهو يشير للمكان الضئيل جدا المتواجدين به ..
ليه .. ليه اشتريت العربية دي و فضلت فيها !
عشان أفضل جمبكم ..
هكذا أجاب ببساطة بعد فترة من التفكير .. أجاب وهو يرفع ذراعيه بمنطقية
حدقت به حياه لفترة لا تعلم ماذا تفعل و ماذا تقول ..
نجدها من وصلة تفكيرها قائلا
تشربي ايه
نظرت حياه حولها تتفقد ماذا يوجد لديه يضايفها به
انت عندك ايه
رفع حافظ المياه الحراري أمامه ليهتف بسخرية
شاي ! تشربي شاي
وقفت جياه بابتسامة تلاشت عندما تلجلج لسانها و شعرت بتوتر لقول ذلك
لآ اا .. م ش مش عايزة شاي دلوقتي .. نشربه لما تطلع
متابعة القراءة