رواية جديدة مختلفة الفصول من التاسع عشر للثالث وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
يتنسف خالص مش يتقص ..
إقتربت منه دون خوف و لم ترمش بعينيها حتى وقفت قبالته تماما مشموخة الرأس مرفوعة الجبين ..
اولا انا مش حبيبتك و صدقني كلامك بتاع الصبح ده مأثرش فيا ابدا .. لأ أثر بصراحة خلاني تبقى قوية أكثر !
فلو فاكر اني كدة هكش و اقدملك ولاء الطاعة تبقى حمار !!
لم تكمل حياه جملتها فقد هلت صڤعة قوية اخرست لسانها شلت كلماتها انقضت على حروفها ..
حيث قبض كريم على شعرها حتى يكاد ينخلع من رأسها ليطبق على شفتيها بقبلة لم تعهدها منه من قبل ..
قبلة تطورت من القسۏة للحنية من البرود للحرارة الملهبة الحاړقة كمن للقمر للشمس ..
وهى مستسلمة تماما كأنها تداوي الم الصڤعة بتلك القبلة العميقة ..
ابتعد كريم بعد وقت يتركها تلتقط أنفاسها وجدها مغمضة العينان راضية بكل ما يصير .. فاقترب ثانية يلبي رغباتها المشټعلة ..
ابتعدت حياه هذه المرة بعد ان شعرت بروحها تنسحب منها ..
ابتعدت لكن ذراع كريم مازال يحاوط خصرها و نظراته تحملق بحدقتيها ..
أمسك بخصلة من شعرها المتساقط و ارجعها خلف اذنها ليهمس بعدها بعتاب
مشتاقة ليا زي ما انا ما مشتاق لك ليه مصرة ټعذبي قلبي وياكي
لم تعقب حياه التي كانت في حالة يرثى لها شفتاها ترتجفان كورقات خريفية على وشك السقوط
شعرها المبتل يحاوط وجهها المتورد البديع و أعينها الواسعتان بشكل لطيف لا يوصف تحدق به كالأطفال ..
عايزاني اتذلل ليكي عايزاني اركع و ابوس رجليكي و ابكي ارجعيلي ارجعيلي
أدارها كريم لمكانه و دفعها بخفة من ذراعيها فسقطت جالسة على الفراش و ملامحها مزبهلة فقط ..
جلس على ركبتيه أمامها و كفه تسحب من فخذتها الظاهرة تحت الباشكير مارا بركبتها و كاحلها حتى وصل لأصابع قدمها الصغيرة ..
و بكل رقة و رومانسية طبع قبلة على باطن قدمها متصاعدا لكاحلها ركبتها فخذتها
بابا انت كويس اوعى تكون ماما أكلتك !
ضحكا كريم و حياه على عفوية تلك الصغيرة أدار كريم رأسه لحياه و سبابته تتدغدغ ووجهها
مستنيينك تحت متتأخريش علينا !
كانت حياه في حالة ما بعد المنوم المغنطيسي سحرها كريم بلمساته و هسماته فنست كل ما نوت فعله ..
لبست فستان من خامة تشبه المخملية حملاته رفيعة أظهرت بياضها الداخلي و تركت شعرها ينساب على ظهرها و شال خفيف من الحرير حاوط ذراعيها فقط ..
نزلت لتجد كريم و جنة ينتظرانها أسفل الدرج وضعت كفها على الطرابزين و بتمهل و بطء نزلت الدرجات ..
نزلت وهى تتأمل بذلك الأربعيني الوسيم صاحب اللحية الخفيفة السوداء و قد اختلط السواد بشعيرات بيضاء لكن قليلة للغاية .. حتى تلك الشعيرات القليلة العجوز اضافت لمسات وقارية نحو هيئته الرجولية الجذابة ..
ذلك القميص الأسود الذي يستر عضلاته و عرض منكبيه تتمنى لو تضع رأسها عليه الآن بنطاله من نفس اللون حذائه شعره البني الطويل الي حد ما ..
تشعر انها بالفعل يجب التسليم للواقع لأن قوتها لم و لن تصمد أمام ذلك الوسيم قط !
في نفس الوقت كان كريم يتألمها بفستانها الأخضر القامت شعرها الطويل المنسدل حول وجهها بغزارة جعلت من محياها قمر ..!
وصلت حياه اخيرا ليفعل معها كريم مثل ما فعل مع جنة .. قبل كف يدها و بحرارة أكثر هتف
أميرتي احلى أميرة في الكون !
وصلا حتى المطعم المتفق عليه
تحاول حياه تجنب نظرات كريم التي تحاصرها من كل زاوية تحاول التفكير بجدية و رؤية الواقع لكن ثمة غشاوة اظلمت على عيناها لم تجعلها ترى سوى كريم ..
جلسا و تناولوا الطعام ليصدح في المطعم صوت اغنية رومانسية فرنسية مشهورة ..
أمسك كريم بكف جنة الصغيرة و رقص معها على نغمات الموسيقى الهادئة و جنة تصتنع الدور جيدا و تضحك بهدوء مع ابيها ..
افلت كريم يد جنة لينحني امام حياه و يمد لها كفه ببطئ شديد مدت حياه كفها لتجد في أقل من ثانية نفسها في أحضان كريم متمايلة على أنغام الموسيقى معه ..
بحبك !
همس بها جانب اذنها .. كانت كذرة من الأوكسجين التي في أقل من ثانية اشعلت فؤادها مرة ثانية ..
ادارت وجهها بعيدا متمتمة
مش معقول أضعف بالسرعة دي المفروض اتقل شوية مبقاش واقعة كدة !
سبع سنين مش كفاية
انا يادوب شفتك من شهرين بالكتير .. مش من سبع سنين !
مستهونة بشهرين يا حياه انتي
لو عايزة تتقلي اتقلي انتي عارفة إني هفضل وراكي لغاية ما تحني .. بس ليه نضيع وقت تاني ليه أوقات من عمرنا تضيع مع ان ممكن نعيشها بلحظات أجمل من الي عيشناها .. ليه يا حياه !
حالة صمت عمت قطعها كريم متساءل
ليه كنتي بتحطيلي حبوب هلوسة
تنهدت حياه لتجاوبه
كنت فاكرة انه هيسرح بخيالك بعيد فهتنسى الإدمان بالتدريج بس كنت غلط تماما تفكيري كان غلط و استعملت أسلوب غلط في علاجك ..
و الفيديوهات
انا كنت محضراها فعلا من زمان بس لما حبيتك اتنازلت عن ده بس مجاش في بالي امسحهم .. عادي ..
رفع كريم رأسها بسبابته ليهتف بهدوء
سيبينا ننسى كل ده نحلم بس ممكن
لم تجد حياه ردا فالتزمت الصمت ..
لكن فؤادهما صوتهما يتعالى كأنهما يتحدثان مع بعضهما البعض ..
مرت الأيام و السنين
تشعر حياه بابنتها تنضج أكثر و أكثر ..
فقررت ان تصير قدوة ان تصير ام صالحة لها ..
و كان اول قرار تعقب على ذلك الالتزام في الصلاة اتبعته بالحجاب و الالتزام بالزي الشرعي اتبعته بالتوسع في العلوم الإسلامية و الدينية حتى تربيها على أسس ثابتة راكدة ..
و كريم أيضا نضج بتفكيره أصبح رب البيت المتملك الواعي لكل صغيرة و كبيرة في المنزل ..
جنة أيضا شبت في الطول وترعرعت بالعقل قبل الطول ..
أصبحت نموذج للفتاة المثالية على خلق ديني علم واسع طلاقة لسان و حسن بيان ..
أنجبت حياه ولد و بعده توأم ولد و بنت ..
و مرت السنين حتى تزوجت جنة و تزوج اخواتها .. و فضى البيت على كريم و حياه ..
بعد مرور ثلاثون عاما
أحس كريم بيد حنونة تربت على وجهه ليبدأ في الاستيقاظ و فتح جفونه ..
وجد حياه أمامه بشعرها الأبيض ووجها الذي غطته البعض من التجاعيد لكن اعينها لازالت سوداوتان كاحلتان كالليل لم يتأثرا ..
اصحى عشان تاخد الدوا ميعاده دلوقتي !
حاول كريم الجلوس و ساعدته حياه على ذلك ليضع الحبة بفمه و يرتشف بعدها قطرات ماء ..
عاد للنوم مرة ثانية و حياه تمسك بكف يده بحنو ..
عارفة بسمع دائما ان الراجل المفروض يبقى السند و الحيطة .. بس انا شايف عكس كدة ! انا شايف ان انتي سندي في الحياه شايف ان لولا وجودك في حياتي مكنتش اتحركت خطوة مكاني ..
ابتسمت حياه على كلماته التي حتى الآن تحرك الرغبة و الحب بداخلها اقتربت منه لتهمس
انا بستقوى بوجودك في حياتي يا كريم لما بشوف عينيك بستقوى لما بحس بعطرك في الهوا بستقوى لما بتبتسملي بحس اني جوايا طاقة كبيرة اوي لإني اعمل اي حاجة في الدنيا دي ..
لولا وجودك في حياتي انا مكنتش هبقى سند .. ابدا !!