رواية جديدة جامدة الفصول من الثالث عشر للسادس بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
و تنشد له حناجر المحبين أوجع المواويل على أنغام الليل الحزين.
صعبانة عليكى يا أثير!
أجابته بنبرة مشفقة و قد تعاطفت معها بكل جوارحها
أكيد طبعا...زعلت عشانها جدا...يعنى عيلة و مفيش و كمان الانسان اللى بتحبه سابها و هيتجوز غيرها!...طاب يبقى فاضلها ايه تعيش عشانه!...بجد الله يكون فى عونها.
اقشعر بدنه من ردها المثير للشفقة فهى تصف حالها دون أن تدرى...حقا طفح كيله و باتت رغبته فى أخذها بين أحضانه تلح عليه باصرار حتى يشعرها بأنه لم يتخلى عنها و أنها تجرى بعروقه مجرى الډم و أبدا لن يتركها و إن كلفه ذلك حياته و لكنه قاوم رغبته بشق الأنفس و كل ما استطاع فعله أنه أولاها ظهره و أطلق تنهيدة حاړقة تنم عن كم الألم و الحړقة التى يحويها بقلبه.
ايه!!.. هنفضل واقفين لحد ما الفجر يأذن و لا نادين تشوفنا وتنزل تقف معانا بقى و ترزل علينا!
لاحت منها شبه ابتسامة قائلة بسخرية
لا متخافش نادين مش هتشوفنا لأن قوضتها هى و طنط أميرة و حتى فادى بيطلو على الناحية التانية من القصر..مفيش غير جناحى بس اللى بيطل على الجنينة الصغيرة دى...
امممم...يعنى الدار أمان!!..كويس جدا...
سكت لوهلة ثم سألها بجدية
قوليلى يا أثير القوضة اللى ف الدور الأرضى اللى بابها كبير و عليها قفل الكترونى..دى مخزن و لا إيه!
أجابته بتلقائية
لا دى قوضة مكتب بابى..خلى بالك ماتحاولش تعدى من قدامها لأنه مركب عليها كاميرات و ممنوع حد يدخلها فى عدم وجوده و لو حصل و لمحك بس فى تسجيل الكاميرا احتمال يشك فيك و يحطك ف البلاك ليست.
يااا..للدرجادى يعنى!..ليه مخبى فيها ايه خاېف عليه أوى كدا!
رفعت كتفيها لأعلى كناية عن عدم معرفتها قائلة
محدش عارف أو يمكن محدش حاول يعرف...
سكتت لوهلة ثم قالت بنبرة حماسية مازحة
انت سمعت عن الرجل الغامض بسلامته!
أومأ لها بترقب فأجابته و هى تضحك
أهو هو بابى...
ضحكا سويا بصخب و عندما علا صوتهما تدارك يزيد حاله و سرعان ما توقف و ب ردة فعل تلقائية منه أمسك رأسها من الخلف بيده اليسرى و كمم فمها بيده اليمنى حتى تتوقف عن الضحك و هو يقول بهمس
توقفت عن الضحك ليس طاعة له و إنما ذهولا من فعلته و راحت تطالعه بعينين جاحظتين و قلبها يكاد يخرج من بين أضلعها من قربه الزائد منها و ما إن انتبه لوضعهما حتى أزاح يديه سريعا و أصابه التوتر البالغ و قال بارتباك
احم...كفاية كدا..روحى نامى بقى و أنا كمان هدخل أنام...
ما ان اختفت عن ناظريه حتى غادر هو الآخر إلى غرفته و ابتسامة حالمة مرتسمة على ثغره ود لو أن الليل لا ينتهى ليقضياه سويا على هذا الحال.
فى صباح يوم جديد على الجميع....
حمحم و ألقى عليها السلام فانتبهت له و اعتدلت بوقفتها و ردت عليه السلام و أدار هو دفة الحديث قائلا بشجن
ازيك يا ليلى أخبارك إيه!
أجابته بابتسامة بسيطة
الحمد لله كويسة يا أستاذ زايد.
فتحى عامل إيه دلوقتى..أحسن!
أحسن كتير الحمد لله.
أطرق رأسه لوهلة يفكر هل يفاتحها فى طلبه الذى قضى ليله فى حسمه أم يتراجع و لكنه طالعها بتردد و قال بنبرة متعجلة قبل أن يعدل عن قراره
ليلى تتج....
لم يكد يكمل كلمته حتى وجد كف محمد تربت على كتفه بترحيب قائلا بحبور
صباح الفل يا زيزو...أخبارك إيه.
هوى قلبه فى قدمه و ازدرى لعابه بصعوبة و حمد الله أنه لم يكمل كلامه و إلا إن حدث و سمعه فسوف يظن به أسوأ الظنون فمحمد لا يعلم أنها اخترقت قلبه أولا و سكنت به و استكانت..
رد زايد بارتباك
تمام الحمد لله...كنت عايز كتاب أصول الفقه يا محمد لو سمحت.
رد بتعجب
طاب مستعجل ليه ع الكتاب!.. مش ندردش شوية الأول!
أجابه على عجل هربا منه حتى لا يحدثه بأمر خطبة ليلى مرة أخرى
لا معليش عندى محاضرة حالا و مش هينفع أتأخر عليها...مرة تانية ان شاء الله.
أومأ بتفهم و احضر له الكتاب فأخذه زايد و انطلق كالإعصار فقلبه لم يعد يحتمل مزيدا من الأسى يخشى تلك المواجهة كثيرا..ليلى و محمد زوجان!..يا إلهى هون على قلبه.
فى محافظة أسيوط و ببلدة يزيد...
تجلس سمر باحدى الأرائك فى بهو منزلهم شاردة الذهن و حزينة الملامح تحدثها أختها و تثرثر فيما ينقصها من مستلزمات منزلها الزوجى تستمع بوجوم دون أن تتحدث و كأن على رأسها الطير توقفت زينب فجأة عن الثرثرة و لكزتها من كتفها قائلة باستنكار
واه... مالك يا سمر!.. من ساعة ما اتخطبتى ليزيد و انتى متغيرة و حزينة طوالى اكده... مش ده يزيد اللى كنتى هتموتى عليه و كنتى هتروحى ف ابو نكلة عشانه!.. واحدة غيرك المفروض الروح ترد فيها و تكون أسعد واحدة ف الدنيا..
أجابتها بملامح جامدة دون أن تنظر لها
أجولك ايه بس يا زينب!.. أجولك إنه بيحب واحدة مصراوية و ناوى يتچوزها عليا!.. أجولك انه مڠصوب على خطوبته ليا عشان بس ميكسرش كلمة أخوه و يطلعه صغير جدام العيلة!.. أنى چوايا ڼار يا زينب و محدش دارى بيا.. اول مرة أندم على حبى ليزيد..
أجهشت پبكاء مرير و بدأ صوتها يتحشرج و هى تتحدث من بين شهقاتها الحارة
حاسة بحسرة كبيرة جوى..بجى كل اللى بينى و بينه حتة الدبلة دى و بس...مفيش لا كلمة حلوة و لا حتى اهتمام و لا بيفكر يكلمنى ف التلفون من نفسه...
جذبتها شقيقتها آلى أحضانها و أخذت تربت على ظهرها باشفاق بالغ و الأخرى تأن و تبكى بحړقة فى حضڼ شقيقتها لا تدرى الى متى ستتحمل اهماله لها فلم يكد يمر يومان أو ثلاثة و تشعر بكل هذا القهر ماذا إذن لو تزوجها و ظل الوضع على ما هو عليه!.. هل حقا ستتحمل من أجل حبها له!.. أم أن الحب حينها سيتحول إلى سراب!
بجى انتى شايلة كل ده فى جلبك لوحدك يا سمر و ساكتة!.. طاب ليه مجولتيش ليا يا خيتى!.. من امتى و انتى بتخبى عن أختك حبيبتك سر!..و بعدين وافجتى ليه ع الخطوبة بعد ما جالك الكلام ده.
سحبت نفسها بحدة من حضڼ شقيقتها و هبت واقفة و هى تقول بحسرة
عشان بحبه يا زينب... وافجت عشان بحبه.. مش جادرة اتخيل
متابعة القراءة