رواية جديدة جامدة الفصول من الثالث عشر للسادس بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

هذا!..هل تريد أن تخبرها أنه فضل تلك الفتاة عليها كونها أكثر منها جمالا!..حتى يزيد لم يخفى عليه مقصدها الخبيث و لكنه أجابها بحدة ڠضبا لمن عشقها بلا حد قائلا
انتى عايزة توصلى لإيه يا نادين بالظبط!..و ايه اللى تقصديه بكلامك دا...لو كنتى عايزة توصليلى إن انتى او سمر أحلى من أثير و إن أنا خطبت بنت عمى لجمالها فانتى تبقى غلطانة...أثير لو عملت فى نفسها اللى انت بتعمليه ف نفسك من ميكاب و صبغ شعر و لبس قصير و ضيق كانت مش هتقل عنك فى الجمال... أصل سورى يعنى جمالك جمال عيرة مش أصلى بس بصراحة بساطتها و طيبتها هما اللى محليينها... الجمال جمال الروح مش جمال الشكل.. 
نزلت تلك الكلمات على نادين كالسهام المسنونة فألجم لسانها و لم تجد من الكلمات ما يسعفها لتبرير كلامها بينما أثلجت كلماته صدر أثير المشتعل بنيران الغيرة من سمر و الڠضب من نادين الأمر الذى جعلها تتنفس براحة نوعا ما و رسم على ثغرها ابتسامة واثقة و أشفت غليلها من تلك الحمقاء الماكثة بجوارها. 
لم ينطق أي منهم حتى وصلوا إلى القصر فى جو من الصمت المطبق.
فى ساعة متأخرة من الليل و بعدما تأكد يزيد أن كل أفراد العائلة قد خلدوا إلى غرفهم و أن الخدم قد أنهوا أعمالهم و ناموا أيضا بغرفهم الخاصة بهم خرج من غرفته الكائنة بالطابق الأرضى و التى يعلوها جناح أثير مباشرة و أخذ يتجول بخفة و هدوء بالقصر قاصدا العثور على غرفة مكتب عادل ليستكشفها ناويا اقتحامها لاحقا عله يحصل من خلالها على أوراق إدانته و براءة أثير و الأهم من ذلك التأكد من كونها ابنته من عدمه.
أخيرا وجدها و لكنه راح يدقق النظر بالباب الكبير من على بعد خشية وجود كاميرات ربما ترصده و تضعه بموضع شك عادل اللئيم و بالفعل صدق حدسه حيث رأى تلك الكاميرات الصغيرة المثبتة أعلى الباب كما أنه رأى الأقفال الالكترونية المثبتة به.
زفر باحباط و عاد أدراجه سريعا إلى غرفته و قبل أن يفتح الباب اهتز هاتفه فى جيبه فأخرجه و نظر بشاشته فوجد أن سمر هى من تتصل به فتح الخط و خرج إلى الحديقة أمام غرفته تماما و أجابها بخفوت حتى لا يزعج أحد بصوته
ألو...أيوة يا سمر.
سمر
بجى أنا أستناك تكلمنى من ساعة العصرية و انت ناسينى خالص و لا كأننا مخطوبين!..و لا كنت مع ست الحسن و مافاضيشى تكلمنى!
جحظت عيناه و فغر فاهه من تلميحها الساخر و احتدت نبرته پغضب قائلا
واه..لهو احنا هنبتديها تلجيح و جلة أدب..انتى مالك معاها و لا مع الچن الأزرج حتى..اتلمى يا سمر و مالكيش صالح بيها واصل متخلينيش أندم إنى جولتلك...اعجلى يا سمر و اثبتيلى إنك كبرتى و بجيتى بتعرفى توزنى الأمور اكده.
قطبت جبينها بانزعاج و أجابته باستسلام
حاضر يا يزيد..
كان يتحدث بالهاتف و يسير ذهابا و إيابا أمام محيط غرفته غافلا عن تلك التى تراقبه من شرفتها بقلب منفطر و روح هائمة و سريرة مشټعلة بالغيرة و القهر ودت فى تلك اللحظة لو ټموت و تتخلص من تلك الحياة البائسة لولا أنها تخشى الله و تتقيه لما ترددت.
أنهى المكالمة و هم بالدلوف إلى غرفته و لكن شهقات خاڤتة تأتى من غرفتها جعلته يتوقف و يتطلع إلى الشرفة فلمح ظلها على الحائط حيث اختبئت سريعا عندما علت شهقاتها رغما عنها حتى لا يظن أنها تراقبه. اعتصر جفنيه پألم جم و شعر بوخز حاد فى قلبه حسرة و ألما لما آلت إليه علاقتهما التى لم تخرج بعد من رحم الحب إلى نور الحلال و لكن هل سيتركها لأوجاع الليل تأن و تشهق هكذا!...كم أنك أنانى و وغد يا يزيد...هكذا جلد ذاته و حدث نفسه فأمسك هاتفه و قام بالاتصال بها سمع نغمة هاتفها من مكانه ترددت كثيرا أتجيبه أم تتصنع أنها نائمة و لكنها تعلم أنه رآها و يعلم أنها ما زالت مستيقظة فحسمت أمرها و قامت بالرد عليه 
ألو... 
يزيد 
طالما لسة صاحية و أنا كمان صاحى و مش جايلى نوم ما تنزلى ندردش شويه ف أى حاجة بدل الملل دا!! 
ارتسمت ابتسامة على ثغرها لا إراديا و سكتت لوهلة تفكر ثم أجابته باستسلام 
اوكى.. هغير هدومي و أنزل. 
اومأ بابتسامة عاشقة 
تمام انا مستنيكي. 
استند بظهره و قدمه اليمنى على الشجرة الكبيرة التى تظلل بفروعها على غرفتها راسما ابتسامة فرحة على وجهه هياما بمن ملكت قلبه و هزت كيانه فأصبحت كل خليه بجسده تنبض بحبها حتى الډم بعروقه يسرى من أجلها ظل هائما بشروده إلى أن أقبلت عليه بملامح أرهقتها الحزن و أعياها الۏجع تماما كالزهرة الذابلة فانفطر قلبه و تمزقت نياطه لمرآها بهذا الانكسار الذى تحاول إخفاؤه قدر المستطاع و لكن على من!...
اعتدل بوقفته و أستقبلها بابتسامة جذابة حبست أنفاسها و كادت تودى بها و هى لا ينقصها ازدرت لعابها بصعوبة و وقفت قبالته قائلة بتوتر
احم...صاحى ليه لحد دلوقتى!
هز كتفيه لأعلى بعدم اكتراث مجيبا
عادى..مش جايلى نوم.
أومات عدة مرات ثم سألته بتردد
كنت بتكلم خطيبتك...صح!
هز رأسه بالإيجاب عدة مرات دون رد و هو يترقب رد فعلها على ملامحها فرآها قد رسمت الثبات عليها ببراعة...أطبق عليهم الصمت لوهلة من الزمن و كل منهما مطرق الرأس إلى أن رفع رأسه أخيرا و قطع صمتهما بقوله
على فكرة لما قولتلك انى مسافر عشان أطمن على والدتى مكنتش بكدب عليكى...و أنا اتفاجئت بموضوع الخطوبة دا و تم بسرعة جدا مش عارف ازاى..بس مكنش ينفع أرفض او اعترض...و حصل اللى حصل.
رمقته و قد توهج بريق الأمل بعينيها و سألته بفرحة خفية
يعنى انت مبتحبهاش!
أجابها بجدية
أنا لا بحبها و لا بكرهها هى بالنسبالى بنت عمى و بس مش أكتر و لا أقل....احم.. أنا بحب أه بس بحب بنت تانية.
سألته بتوجس
من بلدك بردو!
أجابها بجدية
لأ...من هنا...بحبها و مش عارف ممكن تقبل تتجوزنى و أنا متجوز واحدة غيرها و لا لأ
سألته بترقب
هى بتحبك!
هز كتفيه لأعلى كناية عن عدم معرفته و أجاب
مش عارف..بس حاسس إنها بتحبنى...حطى نفسك مكانها كدا يا أثير..تقبلى تتجوزى الانسان اللى بتحبيه و هو متجوز غيرك..
سكتت لوهلة تفكر بقلب ذبيح تظن أنه يتحدث عن فتاة أخرى إلى أن أجابته بشجن
القرار دا عايز تفكير طويل مينفعش يبقى قرار وليد اللحظة...و بعدين...و بعدين حتى لو هى وافقت عيلتها هتوافق!
ما ان نطقت بعبارتها الأخيرة حتى انخرط فى نوبة من الضحك و أجابها من بين ضحكاته بنبرة تهكمية
عيلتها!..هى فين عيلتها دى!
أطلقت شهقة خاڤتة و هى تكمم فمها بكف يدها ثم قالت بنبرة مټألمة
معقول!..مالهاش عيلة!...انت تقصد انها يتيمة!
زم شفتيه بأسف مجيبا بأسى
تقدرى تقولى كدا...
انكمشت ملامحها پألم إشفاقا على تلك الفتاة فحزنها و تألمها لأجلها قد أنساها قلبها المفطور على فراق حبيبها الأمر الذى جعل قلبه يبكى دما حزنا عليها ماذا لو علمت أنها هى المقصودة و أنها تتألم الآن لأجل ذاتها يا له من موقف موجع تتمزق له نياط القلوب
تم نسخ الرابط