رواية جديدة جامدة الفصول من الثالث عشر للسادس بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

مظبوط و طمنها إن أنى هاچى أشوفها ف أجرب وجت.
ارتسمت على ثغره بسمة انتصار قائلا بفرحة خفية
تيچى بالسلامة ياخوى...خلى بالك من نفسك يا يزيد.
يزيد
ان شاء الله يا زيدان...مع السلامة.
أغلق الخط و هو يقول بحزن لنفسه
أهو ده اللى مكنتش عامل حسابه...
زفر پعنف ثم قام بالاتصال بأحمد باعتباره حلقة الوصل بينه و بين القيادة....
يزيد
ألو...معليش يا احمد صحيتك من النوم.
أحمد
و لا يهمك...فى حاجة جدت!
يزيد
أيوة...أخويا اتصل بيا من شوية و بيقول ان والدتى تعبانة جدا و عايزة تشوفنى..عايزك تكلم بهجت بيه تقوله انى عايز اجازة طارئة..يوم أو يومين بس.
أحمد
ألف سلامة عليها....حاضر هتصل بيه حالا و هقوله.
يزيد
بس حاول تقنعه انه يوافق على الأجازة..
احمد
ان شاء الله هيوافق...يعتبر المهمة خلصت روح انت و انا هتابع صلاح على جهاز التنصت اليومين اللى هتسافر فيهم و هعمل التقرير بتاعى عادى جدا و ان شاء الله الأمور تمشى زى ما احنا عايزيين.
يزيد
تمام يا أحمد..مش عارف أشكرك ازاى..
أحمد
لا شكر على واجب...هبلغك دلوقتى بالموافقة..استنى منى تليفون..
يزيد
ماشى..سلام.
و بالفعل وافق العميد بهجت على منح يزيد إجازة طارئة لمدة يومين تبدأ من صباح الغد و بعدما تأكد من الموافقة قام بالاتصال بأثير لكى يأخذ منها إجازة..
يزيد
ألو..صحيتك من النوم!
أثير بسعادة
لا أنا لسة صاحية..
أخذ نفسا عميقا ثم زفره على مهل و قال بشجن
أنا مضطر أسافر البلد يومين كدا هطمن على والدتى علشان تعبانة و هرجع تانى ان شاء الله...ممكن أثير هانم تدينى أجازة يومين!
قطبت جبينها بحزن و هى تقول
ألف سلامة عليها...طبعا أكيد دى مامتك و مفيش أغلى من الأم.
ارتسمت ابتسامة محبة على ثغره قائلا بامتنان
متشكر جدا يا أثير.
أثير بجدية
مفيش بنا شكر يا يزيد..دا واجب..هتسافر امتى!
يزيد
بكرة الصبح ان شاء الله..
ردت بلاوعى بنبرة حزينة
ايه دا يعنى هتسافر من عندك من غير ما أشوفك!
ابتسم على برائتها و لم يدر بما يجيبها فسكت بينما هى ادركت تسرعها فى نطق هذه الكلمات فاسترسلت مصححة مسار حديثها
احم..أنا أنا قصدى يعنى.. 
أراد أن يقلل من وطأة ارتباكها حين أدرك حرجها فأسرع يقول
أنا جاى طبعا الصبح...أومال مين اللى هيوصلنى لمحطة القطر!..و لا يرضيكى يعنى أتبهدل ف المواصلات!
اتسعت ابتسامتها ثم هتفت بسعادة بالغة
لا طبعا ميرضنيش..تمام اتفقنا.
يزيد
اوكى...أشوفك على خير الصبح ان شاء الله.
أثير بابتسامة هائمة
تصبح على خير.
يزيد بذات الابتسامة
و انتى من أهل الخير..
أغلق المكالمة و ما زالت تلك الإبتسامة الهائمة مرتسمة على ثغره الأمر الذى جعله يندهش من نفسه فمسألة أن يقع بحب فريسته كان أمرا بعيدا كل البعد عن ذهنه نعم لم يقع بحبها من الوهلة الأولى كما فعلت هى و لكنها استطاعت أن تروض قلبه ليخضع لها رويدا رويدا و لكن زمام قلبه ليست بيده.
بينما أثير أغلقت الهاتف ثم احتضنته بشدة و كأنها تحتضنه هو و لكن سرعان ما اختفت ابتسامتها عندما تذكرت سفره و غيابه اليومين القادمين و ارتمت بفراشها و هى تمنى قلبها بقصر مدة الغياب و قرب اللقاء. 
فى صباح اليوم التالى.. 
حمل يزيد حقيبة ظهره و اتجه لقصر أثير التى كانت تقف بانتظاره بجوار السيارة ركبا كعادتهما فى الركوب و عندما ابتعد عن القصر طلبت منه أن تركب بجواره و قد فعل. 
أكمل طريقه باتجاه محطة القطار و كانت أثير طيلة الطريق توصيه بأن يهتم بأمه و يطمئنها عليها و على نفسه عند وصوله و عندما وصل لوجهته المقصودة نزل الإثنين أمام المحطة و وقفا قبالة بعضهما فادار يزيد دفة الحديث قائلا بشجن نابع من أعماق قلبه 
خلى بالك من نفسك و يا ريت بلاش تروحى الشركة او تخرجى لأى مكان لحد ما أرجع. 
قطبت جبينها باستنكار قائلة بنبرة تهكمية 
مش للدرجادي يعنى يا يزيد... متخفش مش هيجرالى حاجة. 
رد بنبرة حازمة 
لا يا أثير ما تاخديش الأمور ببساطة أوى كدا... ممكن اللى ضربوا عليكى ڼار أول مرة يكونو مراقبينك و ما هيصدقو يلاقوكى ماشية من غير بودى جارد و يضربو ضربتهم تانى. 
اومأت بابتسامة عاشقة 
حاضر... هستناك لما ترجع.. أى أوامر تانية! 
وضع سبابته اسفل ذقنه متصنعا التفكير و هو يقول بمرح 
امممم... استنى كدا هفكر! 
ضحكت بصخب و ضحك معها ثم ودعته على مضض ودت لو يظل واقفا أمامها و ألا يتركها بينما هو تمنى لو أن من حقه أن يحتضنها الآن لما تردد لحظة واحدة انصرف من أمامها و نظرها مسلط عليه إلى أن اختفى تماما عن ناظريها ففرت دمعة حزينة من عينها رغما عنها ازالتها سريعا و استقلت سيارتها عائدة إلى القصر.
بعد ما يقرب من خمس ساعات من السفر بالقطار وصل يزيد إلى المدينة و منها إلى بلدته حتى وصل لمنزله سالما..
طرق الباب ففتح له زيدان الذى تهللت أساريره ما إن رآه و رحب به ترحيبا حارا و سارا معا إلى بهو المنزل حيث تجلس أمهما الحبيبة.
ما إن رأى أمه حتى انكب على يديها يلثمها بحب خالص و هو يسألها عن صحتها بقلق فردت أمه و هى تربت على شعره بحنان
و الله يا ولدى أنى زينة و صحتى تشد جطر...اطمن يا ضى عيونى.
حلس بجوارها ثم قال باستغراب
اومال جلجتنى عليها ليه يا زيدان و چيبتنى على ملا وشى!
أجلى حنجرته مجيبا بتوجس
بصراحة اكده يا يزيد أنى عملت تعب أمى حچة علشان تاخد أچازة و تنزل لأنك لو عرفت السبب الأساسى مكنتش هترضى تاچى.
أصابه الذهول التام و رمقه باستنكار ووهو يقول بملامح جامدة
و ايه هو بجى السبب الأساسى اللى چايبنى عشانه بالطريجة دى!
بدأ زيدان فى سرد ما حدث فى منزل عمه و ما فعلته سمر بحالها من أجله هو دون غيره كما أخبره بقراره النهائى الذى اتفق عليه مع عمه و ما ان انتهى زيدان من سرد قراره الأخير حتى هب يزيد من مقعده بانفعال قائلا بحدة و عصبية
و انت ازاى تتفج على موضوع زى ده من غير ما تشورنى...اياك تكون مفكرنى بنتة عشان تخطبلى اللى على كيفك يا كبيرنا.
نهض الآخر پغضب و احتدت نبرته و هو يقول
أديك جولتها..أنى كبير العيلة و بعمل اللى فيه الصالح للكل..و لا انت كنت عايزنى أسكت و سيرتنا تبجى على كل لسان و أجل كلمة هتتجال إنك عملت معاها حاچة شينة لا سمح الله متنساش انها بت عمك يعنى ف مجام أختك و أنى مرضاش يحصل اكده مع أختى.
أشاح بوجهه عنه و رأسه يغلى من الڠضب و وجهه محمر من الانفعال يشعر أنه وقع بفخ يستحيل الخروج منه و أنه مقيد بسلاسل من حديد بات الفكاك منها أمرا شبه مستحيل قبض زيدان على فكه بقسۏة و هو يقول بنبرة حادة مرتفعة
اسمع يا يزيد...أنى عطيت عمك كلمة و مش هرچع فيها تانى لو فيها قطع رجاب...فاهم!
أغمض عينيه بغل و أزاح كفه القابض على فكه پعنف و تركه مغادرا المنزل بأكمله و نيران الڠضب و قلة الحيلة تكاد تودى بعقله و تصيبه بالجنون.
كان كل ذلك يحدث تحت أنظار أمهما الحزينة و المشفقة على ولدها الغالى و لكن كبيرها محق و بات الأمر صعب العدول عنه فتلك عاداتهم التى لا
تم نسخ الرابط