رواية جديدة جامدة الفصول من الثالث عشر للسادس بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
يحق لهم مخالفتها.
ذهب يزيد إلى الترعة و التقط بعض الحجيرات و راح يقذفها بغل ليفرغ غضبه المستعر بصدره فى قڈفها بالماء و صورة أثير لا تفارق مخيلته فكل همه الآن كيف سيخبرها بأمر خطبته لأخرى و كيف سيكون حالها إن علمت تناسى تماما أنها مجرد مهمة سرية ففى هذا الوقت بالذات لا يراها سوى حبيبته التى لا ينفك عن التخطيط لإنقاذها من براثن عادل و خطڤها من الجميع لتصبح له ليقضى معها ما تبقى من عمره يكون لها الأب و الأم الذان حرمت منهما.
...الفصل الرابع عشر
فى غرفة سمر يجلسان على طرف الفراش و حافظ يزيد على مسافة لا بأس بها بينهما كانت سمر تكاد تطير من فرط السعادة و الابتسامة الواسعة لم تفارق ثغرها بينما يزيد كان جامد الملامح و صدره يغلى غيظا منها و من المأزق الذى تسببت له فيه و لكنه تحلى بالهدوء و أدار دفة الحديث مردفا بجدية و نبرة رزينة
أجابته بابتسامة فرحة
١٨ سنة بالظبط.
رد بهدوء
امممم.. و أنى عندى ٢٨ سنة.. يعنى بينى و بينك عشر سنين يعنى لما خلصت أنى الثانوية و دخلت كلية الشرطة ف مصر كان عندك عشر سنين كنتى لسة عيلة بتلعبى ف الشارع بالطين مع العيال اللى ف سنك و أصغر منك كمان و كان ده كل همك و بعدين جضيت انى أربع سنين ف الكلية مكنتش بنزل غير أجازات بسيطة يمكن يومين تلاتة كل شهر أو شهرين و بعد ما اتخرچت استلمت شغلى ف السياحة ف شرم و بردو مكنتش بنزل غير أسبوع ف الشهر بجضيه كله ف شغل الأرض مع أخوى عشان أساعده و جليل جوى جوى لما كنت بروح عنديكم الدار.... جوليلى بجى يا سمر حبيتينى امتى!.. تعرفى عنى إيه و لا تعرفى عن طبعى و أخلاجى إيه عشان تحبينى و انتى لساتك عيلة صغيرة!..
هجولك أنى يا بت عمى... إنتى انبهرتى بشكلى الحلو و عيونى الدباحة و شعرى الطويل الناعم و لأنك مشوفتيش شاب حليوة ف البلد غيرى افتكرتى انك بتحبينى انتى بتحبى شكلى بس يا سمر بس أنى متأكد إنك لو عاشرتينى هتحسى إن إنتى متعرفينيش بالذات لما تعرفى كمان إنى بحب واحدة تانية و ناوى أتچوزها و أنى مش هجدر أحبك زى ما بتحبينى.. سامحينى يا بت عمى الجلب مش خالى و أنى جلبى مش بيدى.
و إيه يعنى!.. الشرع محللك لحد أربعة و ياما رچالة كتير ف البلد متجوزين تنين و تلاتة.. يعنى أنى مش أول واحدة چوزها يتچوز عليها.
رمقها پغضب دفين و لكنه رد بهدوء
احتقنت عيناها بالعبرات و أطرقت رأسها بحزن لبرهة ثم رفعت رأسها تطالعه باستعطاف و هى تقول بصوت متحشرج
و متحبينيش ليه يا يزيد!.. فيها ايه أحسن منى.. أنى عارفة إن بنات مصر حلوين و نغشين و بيعرفو يتكلمو كلام زين بس أنى بردو مش وحشة.. أنى من أحلى البنات اللى ف البلد كلتها.
أجابها بهدوء
الشكل مش مقياس للحب يا سمر.. ممكن يكون عندك انتى بدليل إنك حبيتينى لشكلى... إن كان ع الشكل و الچمال فأنى شوفت اللى أچمل منك و منها بس أنى جولتلك جلبى مش بيدى حبيتها هى دونا عن كل البنات اللى جابلتهم و عرفتهم ليه!... معرفش.
رمقته بحزن بالغ و هى تشهق بخفوت حتى لا يسمع أحد بكائها فابتلعت الغصة المريرة التى تكونت بحلقها و قالت بجمود
أنى موافجة يا يزيد... و أنى هستنى اليوم اللى هتحبنى فيه و أبجى أنى كل حياتك.
سألها بجدية
و لو محصلش يا سمر!
أجابته من بين شهقاتها
يبجى نصيبى اكده و كفاية إنك هتكون معايا و قصاد عينى حتى لو جلبك فى حتة تانية.
تنهد بحيرة ثم أردف محاولا إثنائها عن اتمام هذه الخطبة قائلا
يا سمر انتى لسة صغيرة و فى سن المراهقة يعنى ممكن تحبى واحد و لو شوفتى واحد تانى أحسن منه أو لاجيتى شوية اهتمام من غيره هتنسى الأولانى و هتچرى ع التانى... يعنى السن ده كله تقلبات و الحاچات دى بتحصل لكل اللى ف سنك... عندك فرحة أهى بعد ما اتخطبت لواحد تانى بيحبها نسيتنى و لا عاد يهمها يزيد ده و لا ببصلة حتى... صدجينى يا بت الناس مسيرك هتلاجى اللى يحبك و ينسيكى الدنيا كلتها... بس أنى لا.. أنى خلاص جلبى مبجاش ملكى يا سمر... فكرى و عيدى حساباتك تانى يا بت الناس..
نهضت من مكانها و أولته ظهرها حتى لا يرى قهرها الظاهر على ملامحها و أردفت بتصميم
أنى متأكدة إنى بحبك إنت و مش هحب غيرك و بكرة الأيام توريك.
زفر پعنف كناية عن يأسه و قلة حيلته ثم قال باستسلام
ماشى يا سمر اللى يريحك...بس مترچعيش تعيطى و تجولى انت ظلمتنى أهو أنى كشفتلك كل حاچة من أول يوم..و أنى بردو هعطيكى فرصة و أخلى ارتباطنا خطوبة بس عشان لو لاجيتى الوضع هيبجى صعب عليكى تجدرى تفسخى الخطوبة من غير ما تخسرى حاچة و احنا لساتنا ع البر.
استحسنت سمر كلامه و وجدته حلا مقنعا فهى أيضا تخشى ألا تتحمل ولائه و حبه لأخرى دونها فلتجرب نفسها معه بعلاقة الخطبة و ترى إن كان حبها له سيغلب عليها و يعطيها العزيمة للمضى قدما معه فى حياة زوجية مستقرة أم أن حبها له حب مراهقة كما قال لها و حبا هشا سيسقط
متابعة القراءة