رواية جديدة جامدة الفصول من الثالث عشر للسادس بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
و انت ٣٠ يعنى فرق ١٣ سنة...مش شايف ان دا كتير!
هز كتفيه لأعلى و زم شفتيه مجيبا بعدم اكتراث
لا عادى...معادش حد بيدور اوى على فرق السن...الواحد يهمه إيه غير إنه يجوز بنته أو أخته لواحد يكون مقتدر ماديا و كويس و سيرته كويسة..فرق السن دا مش مشكلة بالعكس دا ميزة.
ازدرى لعابه مرة أخرى بصعوبة مردفا بتوجس
طاب انت شايف ان هى كمان ممكن تكون معجبة بيك!
الشهادة لله انا مشوفتش منها أى نظرة ليا أو أى فعل يدل على كدا بس يمكن علشان هى خجولة شوية.
احس براحة داخلية لشهادته تلك و لكن بما يفيد الآن و قد نوى أقرب أصدقائه خطبة من أحب و هو من قدمها له على طبق من ذهب.
سكت زايد و لم يرد فحثه محمد على ابداء رأيه فقال زايد بحيرة ظاهرية و قهر دفين
مش عارف أقولك ايه يا محمد..احم..البنت كويسة و انت متتخيرش عنها ربنا يقدملك اللى فيه الخير...
انا لازم أمشى دلوقتى لأنى عندى محاضرة مهمة..عن إذنك..
و سار بخطوات سريعة للخارج فهتف به محمد قائلا
طاب مقولتليش هتبقى فاضى امتى علشان نروح نتعرف على أهلها و أفاتحهم ف الموضوع!
هنبقى نتكلم تانى بعدين..
و استدار مغادرا إلى سكنه و الدنيا تهيم به يكاد يتعثر و يسقط أثناء عودته من فرط صډمته التى أصابته بشلل و تيه بذهنه و چرح غائر بقلبه.
تجلس بمقعد مكتبها شاردة الذهن و عيناها لم تجف بعد من عبرات الألم لا تستطيع أن تنجز أى شيئ فى عملها لشدة تشتتها و الحالة النفسية السيئة التى أصابتها طرق أحدهم باب مكتبها فجففت عينيها سريعا و ارتدت نظارتها المعتمة و أذنت للطارق بالدخول انفتح الباب و دخل صلاح و بيده ملف ما تقدم باتجاه مكتبها بخطوات واثقة و وضع الملف على سطح المكتب قائلا بنبرة حماسية
أومأت له دون أن تنبس ببنت شفه أو تجادله كعادتها و وقعت مباشرة تحت ذهوله التام و نظراته المتعجبة فحالتها السيئة سلبتها الطاقة على المجادلة و المناقشة الأمر الذى سهل على صلاح مهمته و خدمه للغاية.
بعد مرور بعض الوقت ألحت عليه رغبة شديدة للدلوف إليها و الإطمئنان على حالتها فطرق الباب و دلف بعدما أذنت للطارق تقدم من مكتبها بخطوات مترددة و جلس قبالتها توترت أوداجها ما إن رأته و تصنعت الانشغال فى حاسوبها فأدار دفة الحديث قائلا بنبرة آملة
تحبى أجبلك قهوة معايا!
كادت أن ترفض إلا أنها تراجعت و أومأت بالموافقة حتى لا يشعر بأنها متأثرة و أن الأمر طبيعى للغاية بالنسبة لها و قالت بابتسامة مصطنعة
اوكى..مفيش مشكلة.
رأى كم الألم و الضعف الذى تحاول إخفاءه خلف تلك الابتسامة الأمر الذى جعله يمقت نفسه و يسبها أن أعادها لتلك المرحلة من العڈاب و التظاهر بالقوة.
نهض من المقعد و خرج من الغرفة و لكنه لم ينزل للمقهى و إنما طلب المشروبات عن طريق الهاتف و بعد قليل عاد لها و بيده فنجانين من القهوة فقال لها بابتسامة ودودة حتى يخرجها من حالتها السيئة
ايه رأيك نشربها ف الصالون!..يعنى علشان تغيرى مودك شوية..
يظن بذلك أنه يهون عليها لا يعلم أنه يزيد الأمر سوءا تود لو تصرخ به و تقول لهإلى هذا الحد و كفى..لا أريد قربك..أريد الابتعاد عنك..أريد أن اترك لعيناى العنان لتفيض بما تكنه من أوجاع و قربك يزيد البلة طين يا يزيد
و لكنها اضطرت لموافقته حتى تبدى له أنها طبيعية و ليس بها شيئ و لكن مهما تظاهرت بالقوة فهو بالذات دونا عن غيره من يشعر بهوانها و قلة حيلتها و لا يخفى عليه أبدا حزنها ود فى تلك اللحظة لو يأخذها بين أحضانه و يخبرها كم أنه يعشقها و أنها هى من ملكت قلبه و تربعت على عرشه ليته يستطيع فعل ذلك و لكنه يخشى الله و لا يريد أن يفعل ذلك معها إلا عندما تكون حلاله فلتصبر يا يزيد و ريثما انتشلتها من مستنقع الچرائم التى انوحلت به دون علمها ستخطفها من العالم بأكمله لتكون ملكك و حلالك....هكذا حدث نفسه و هو يتناول القهوة معها.
الفصل الخامس عشر
انتهى الدوام بالشركة و استقل الثلاثة السيارة منطلقين إلى القصر و أثناء قيادته للسيارة رن هاتفه عدة مرات بالحاح و ما إن رأى رقم المتصل حتى تأفف بضجر و أغلق الخط فى كل مرة استنبطت أثير أن المتصل ربما تكون خطيبته و عندما رن للمرة التى لا تعلم عددها حثته على الرد قائلة پقهر دفين
ما ترد يا يزيد يمكن فى حاجة مهمة..
رد بجمود
لا مفيش حاجة مهمة..
أثير
معقول حد يسيب خطيبته ترن كل دا من غير ما يطمنها حتى لو هيقولها هكلمك بعدين!
شهقت نادين بخفوت ما ان سمعت كلام أثير و قالت بملامح مستنكرة
خطيبته!...انت كنت مسافر علشان تخطب يا يزيد!
أجابت أثير بدلا منه بنبرة تهكمية
اه شوفتى يا نادين..طلع مش سهل خالص..كان مفهمنى إنه مسافر يطمن على مامته لأنها تعبانة..
رن الهاتف مرة أخرى فقالت أثير باصرار
رد عليها طمنها زمانها قلقانة عليك..
زفر پعنف و أخذ يسب سمر و يتوعد لها و لم يجد مفر من عدم الرد عليها فأجابها أخيرا قائلا ببرود
أيوة...
سمر...
يزيد بحدة طفيفة
أنا ف الشغل يا سمر..هكلمك بليل لما أخلص شغل...سلام.
تجهمت ملامح نادين و سألته بغيرة
اسمها سمر!
أجاب باختصار
أيوة..
سألته مرة أخرى بغيرة و فضول لم تستطع إخفاؤه
و يا ترى بقى حلوة زيك كدا!
قلب عينيه بملل ثم أجاب بضيق
حلوة...
انحبست أنفاس أثير و غلى الډم فى عروقها ما إن سمعت نعته لها بالحلوة تكاد ټقتلها الغيرة بنيرانها المستعرة بصدرها و لكنها تظاهرت بالثبات و باللامبالاة حتى تثبت لنفسها قبل أن تثبت ليزيد بقدرتها على تخطى عشقها له الذى تمكن من قلبها حد المړض.
لم تكتفى نادين بهذا الحد و إنما وصل فضولها لمعرفة مدى جمالها فسألته بسماجة
اممم..يعنى حلوة زييى كدا و لا زى أثير...
جحظت عينى تلك الجريحة و رمقتها پغضب فماذا تعنى بسؤالها
متابعة القراءة