رواية جديدة جامدة الفصول من الثالث عشر للسادس بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الفصل الثالث عشر
عاد زيدان بصحبة والدته إلى منزلهم تاركا زوجته فى منزل أبيها لتؤازر شقيقتها فى محنتها و ما إن دخلا من باب المنزل حتى صاحت به أمه پغضب
بجى اكده يا زيدان.. تعمل ف أخوك الفصل العفش ده و تغصبه على الچواز من المكلوبة دى.. بجى انت ترضى تتجوز واحدة بالطريجة دى و تخليها تمشى كلامها على رچالة العيلة و كباراتها!
ياما سمر لساتها عيلة صغيرة و متعرفش حاچة و اللى بيچى على بالها بتعمله من غير تفكير بس البت مش شينة للدرچة دى و يزيد هيعرف يربيها و يعلمها الأدب من أول و چديد.
لم تجبه و إنما أشاحت بوجهها الغاضب للجهة الأخرى كناية عن عدم رضاها عن قراره فجلس بجوارها و ربت على كفها بحب قائلا بهدوء
ردت بملامح جامدة
طاب و هتجوله إيه!.. لو عرف إن الموضوع فيه چواز و بالطريجة دى ما هينزلش.
رد بجدية
سيبيلى أنى الموضوع ده... أنى هعرف أچيبه و بأسرع وجت كمان... بس حذارى ياما تكلميه فى التلفون و تجوليله أى حاچة من اللى حصلت ف دار عمى!...
واه... أومال هتجوله إيه يا ولدى!
رد برجاء
مالكيش صالح انتى ياما بالموضوع ده.. أنى هتولى الحكاية كلتها من أولها لآخرها.
هزت الأم رأسها بقلة حيلة و هى تردد بقلق
چيب العواجب سليمة يا رب.
وصل يزيد لقصر عادل الشرقاوى و انتظر أثير بجوار السيارة حتى أقبلت عليه بابتسامة واسعة و هى تقول
أجابها بابتسامته الجذابه
صباح الفل...جاهزة!
ردت بحماس
استنى بس..فى خبر حلو عايزة أقولهولك..
يزيد
خير!
أثير
كنت لسة داخلة لبابى مكتبه علشان أقوله يجهزلك قوضة ف القصر لاقيته اول ما شافنى قالى بلغى يزيد إنه يجيب هدومه و كل حاجة ممكن يحتاجها معاه النهاردة علشان جهزلك قوضة هنا...قولت كويس إنها جات منه قبل ما أقوله أنا.
طاب دى حاجة كويسة...كدا هكون مطمن عليكى أكتر و انتى قريبة منى.
تطالعه ببلاهة و عيناها متسعتان على آخرهما لا تصدق أنه يقلق عليها و يهتم لأمنها لهذا القدر.
هز رأسه بتعجب يسألها بدهشة
مالك بتبصيلى كدا ليه!
مازالت عيناها هائمتان فى عينيه ذهنها شاردا فى ملامحه و قلبها يحثها بشدة على الاعتراف له كم أنها تعشقه و پجنون فقدت سيطرتها على لسانها الذى ينطق الآن بأمر من قلبها قائلة بجرأة رغما عنها
لوى ثغره بنصف ابتسامة و هو يقول
دا سر يعنى و لا إيه!
اقتربت منه خطوتين حتى لا يسمعها أحد تحت أنظاره المترقبة باستغراب ثم قالت بنبرة خاڤتة
يزيد أنا ب.....
بترت كلماتها عندما أتاها صوت نادين تصيح بهما على مسافة منهما
أثير..يزيد...استنونى أنا جاية معاكم.
أغمضت جفنيها بشدة متنهدة بضيق من تلك المتطفلة التى قطعت لحظة من الشجاعة لا تعلم إن كانت ستستطيع تكرارها ثانية أم لا.
رمقها يزيد بطرف عينه فلاحظ ضيقها و فطن ما كانت تود أن تخبره به و حمد الله أن نادين قد أتت فى الوقت المناسب و إلا إن حصل و أخبرته أنها تحبه لا يعلم بما سبجيبها و لا يعلم كيف له أن يتصرف حينها و دعى الله كثيرا فى نفسه ألا تحاول إخباره بهذا الأمر حتى لا تضعه بمأزق لا يدرى كيف الفرار منه.
تصنع عدم فهمه لما تود أن تقوله و تجاهل الأمر برمته قائلا لها
يلا اركبى.. اتأخرنا.
طالعته بغيظ دفين ثم قالت بعصبية
أوكى... هركب أهو... أوف.
وصل ثلاثتهم للشركة و اتخذت كل منهما مكانها المعتاد كما أن يزيد التزم مكانه بجوار باب غرفة مكتبها يقف على غير هوادة يريد أن يزرع جهاز التنصت بمكتب صلاح بأى طريقة و لكن يبدو أن الأمر فى غاية الصعوبة قرر أن يصعد لطابق مكتبه ربما يجد فرصة أو حجة ما يستطيع من خلالها التسلل لمكتبه دخل لأثير و أخبرها أنه سينزل للمقهى لإحضار مشروب ساخن يتناوله و أكد عليها ألا تغادر مكتبها بدونه.
صعد للطابق العلوى عن طريق الدرج حيث قلما ما يستخدمه أحد وقف قليلا على آخر درجة فوجده يخرج من مكتبه يسير باتجاه المصعد و استقله نازلا به لأسفل أسرع يزيد للنزول باستخدام الدرج و كان ينظر على المصعد بكل طابق إلى أن توقف بالطابق الأرضى خرج صلاح من الشركة قاصدا كراچ السيارات فاختبأ يزيد خلف أحد الأعمدة الضخمة إلى أن اختفى ثم سار بخطوات عادية متتبعا أثره.
تسلل يزيد من بين السيارات بخفة و مهارة حتى لا يشعر به إلى أن وصل لسياراته التى يجلس بها الآن مغلقا جميع فتحاتها باحكام حتى لا يسمع أحد مكالمته الهاتفية السرية.
انتظر يزيد بحوار السيارة يسترق السمع دون فائدة حتى يئس من سماع أى كلمة من صلاح فعاد أدراجه سريعا إلى مكانه و قام بالاتصال بأحمد....
يزيد بخفوت
ألو..أحمد أنا عايز حد محترف فى فتح العربيات دلوقتى..
أحمد باستغراب
ليه ايه الجديد!
يزيد
أنا ناوى أزرع جهاز التنصت فى عربية صلاح لأنى لاحظت إنه بيعمل كل مكالماته السرية فى العربية و طبعا بيقفلها كلها و هو جواها و واصخ جدا إن مكتبه مفيش فيه أى حاجه ممكن تدلنا على الصفقات المشپوهة لأنه عارف إن كل المكاتب فيها كاميرات فطبعا بيبعد عن المكتب و هو بيخلص اتفاقاته و مكالماته مع عادل...كويس انى لاحظت الموضوع دا و إلا كنت هعرض نفسى للشك ع الفاضى لو كنت دخلت مكتبه.
أحمد
براڤو عليك يا يزيد...انت كل يوم بتثبتلنا إنك أحسن اختيار عمله العميد بهجت.
يزيد
متشكر يا أبو حميد..بس انجزنى الله يخليك..على الساعة ١٢ الضهر كدا يكون تحت ف الجراچ و أنا هشوف أى حجة أنزله بيها.
أحمد
تمام يا بطل..لما يشوفك هيقولك رقم الكود السرى ك ك.٢٠ متنساش.
يزيد
تمام مش هنسى...سلام.
أغلق الخط ثم أخذ نفسا عميقا استعدادا لما هو مقدم عليه من عمل خطېر يدعو الله فى نفسه أن يوفقه دون أن يشعر او يشك به أحد.
انتظر قليلا ثم طرق باب مكتبها و دلف بهدوء فوجدها منكبة على بعض الملفات تراجعها بتركيز شديد مرتدية نظارة طبية جعلت شكلها مثير للضحك حقا رفعت رأسها من الملف تقول بجدية
اقعد يا يزيد..لحظة واحدة و هفضالك.
أومأ و هو يحاول كبت ابتسامته بصعوبة و جلس أمامها يتأملها و هى تراجع الأوراق يتأملها بابتسامة حالمة يدقق فى كل قسمات وجهها لأول مرة يركز بملامحها عن قرب بشرتها خمرية و لكنها صافية عيناها سوداوتين يدعوانه للاختفاء فى ظلامهما الحالك أنفها و ثغرها متناسبتان مع وجهها المستدير يكاد يجزم أنها لو صبغت بشرتها بمستحضرات التجميل كما تفعل نادين لفاقتها جمالا و رغم كل ذلك إلا أنه لم يحبها إلا لنقائها و جمالها الداخلى و قلبها الطيب.
نظرت له بغتة حيث شعرت بمحاصرته لها بعينيه الامر الذى أربكها للغاية و جعل تركيزها فى عملها أمرا مستحيلا.
حمحم يزيد و أردف بجدية
الساعة داخلة على ١٢
متابعة القراءة