رواية جديدة جامدة الفصول من الثالث عشر للسادس بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
و أوراق أخرى تابعة لدار أيتام و إيواء ترك ما بيده و قرأ شهادة الميلاد بتفحص فوجدها بإسم نور السيد محروس قرأ ورقة أخرى فوجدها شهادة من الدار بأن صاحبة الشهادة هى بنت لقيطة و أن اسمها هو اسم مستعار فقط للاستدلال عليها و تمكينها من استخراج أوراق رسمية و لتسهيل دخولها للمدارس الحكومية قرأ الورقة التى تليها فوجدها اقرار باسم عادل و زوجته أمانى بتبنى الطفلة نور السيد محروس البالغة من العمر شهرين فقط و انتقالها للعيش بمسكنهم نزلت عليه تلك الحقائق كالصواعق التى كادت أن تقصمه شطرين من فرط الصدمة فرغم أنه افترض ذلك الاحتمال إلا أنه لم يتوقع أن يكون الواقع بهذه المرارة و أنه سيشعر بكل هذا التيه و الۏجع من أجلها حقا لم يعد لديه قدرة على تحمل هذه الأهوال شعر و كأنه يواجه موجة عاتية من الظلام الدامس التى تداهمه بلا هوادة أو شفقة هذا حاله هو فما باله بحالها ان علمت هى تلك الصواعق المهلكة حتما ستصاب بسكتة قلبية.
بينما يزيد عاد ليتفقد حراس البوابة الرئيسية ليرى إن كانوا قد شعر أى منهم بهم و لكنه وجدهم كما تركهم فراح ليكمل مزاحه معهم ليتأكد أكثر و يطمئن قلبه.
بعد قليل عاد لغرفته و رأسه يغلى من الڠضب يريد أن ينفث غضبه فى أى شيئ حتى لا ينفجر رأسه المتأجج و سريرته الثائرة كالبركان النشط الذى يلقى بحممه لتنزل على قلبه تفحمه بوهجه الحارق.
يا حيوااااان...و رحمة أبويا الغالى موتك هيكون على ايدى يا عادل يا شرقاوى...
جلس بحافة الفراش و ډفن وجهه بين كفيه ليقلل من وتيرة تنفسه و يستعيد ثباته الذى تناثر و تبعثر مع فتات المرآة و أخذ يستغفر الله إلى أن هدأ قليلا ثم نهض و أخرج هاتفه من جيبه و اتصل بزميله أحمد و أخبره بتفاصيل المهمة التى تمت بنجاح ثم قام بجمع الفتات المتناثر على الأرض و ألقى به فى سلة المهملات.
فى صباح يوم جديد على الجميع و بمدينة شرم الشيخ....
حيث البحر ذو الزرقة الصافية و أمواجه الهادئة المتلاطمة التى تعانق رمال الشاطئ الصفراء و الشمس المشرقة تنثر أشعتها الذهبية عليه لترسم لوحة فنية من أبدع ما يكون تقف نادين غارسة قدميها فى الرمال الندية لتترك بصمتهما عليها تتأمل ذلك المنظر البديع و ذهنها شارد فى ذلك الذى شغل تفكيرها بدرجة مخيفة تفكر ترى ماذا يفعل مع أثير الآن بمفرديهما فى القصر ترى هل يميل لها أم أنه يحب خطيبته أطلقت تنهيدة عميقة تعبر عما يموج بصدرها من حسرة على حبيبها الذى فشلت فى الحصول على قلبه ثم راحت تحدث نفسها
خرجت من شرودها حين شعرت بيدى والدتها تطوقان خصرها و هى تقول لها
سرحانة ف إيه كدا يا نادو!
هزت كتفيها بلا مبالاة قائلة
و لا حاجة يا مامى..
وقفت أميرة فى مواجهتها ثم قالت بابتسامة حماسية
اعملى حسابك الرحلة دى مش هنروح منها غير و العريس فى ايدك...انتى دخلتى على ال٢٧ سنة..أظن كفاية كدا و جيه وقت الجواز بقى!
ابتسمت بسخرية مريرة قائلة
فين العرسان دول يا مامى!
قطبت جبينها باستنكار و هى تقول
بقى كل الشباب اللى زى القمر دول مش عاجبينك يا نادين!..دا نصهم حاطين عينهم عليكى و مستنيين بس إشارة منك..
أجابتها بملامح شاردة و نبرة حزينة
لو فى واحد بس منهم شبه يزيد مش هتردد لحظة عن ارتباطى بيه.
ضيقت عينيها باستغراب و هى تسألها
يزيد!!...مين يزيد!
البودى جارد الخاص بتاع أثير اللى أنقذها من ضړب الڼار اللى حصل قدام الشركة..
سكتت لوهلة تحاول أن تتذكره إلى أن هتفت باستنكار
انتى حاطة عينك على البودى جارد يا نادين...بقى دى أخرتها!
أجابتها بجدية تامة
يزيد مش بودى جارد عادى يا مامى...يزيد فيه المواصفات اللى أى بنت بتدور عليها وسامة و كاريزما و شخصية قوية و جادة و رجولة و شهامة حاجة كدا خيال وهم..من ساعة ما عرفته و أنا مش عارفة أشوف أى حد غيره بس يا خسارة مرتبط و خاطب بنت عمه.
أنا فعلا أخدت بالى إنه جذاب و يتحب...بس بردو مش من مستوانا خالص.
خلاص بقى يا مامى كل الكلام دا معادش ليه لازمة..قولتلك خطب...بس كل اللى بتمناه دلوقتى إنى أقابل حد زيه أو فيه مواصفاته الحلوة...بس كل الشباب اللى انتى بتتكلمى عنهم دول و لا يسوا رمش من رموش عيونة اللى تسحر..
رفعت حاجبيها باستهجان قائلة بسخرية
يا سلااام...للدرجادى يعنى!
أجابتها بجدية و نبرة صادقة
أيوة يا مامى للدرجادى..بقولك يزيد بالنسبالى حلم بعيد أوى بس بتمنى أعيشه لو مش معاه يبقى على الأقل مع واحد شبهه.
راحت أميرة تتأمل ابنتها الهائمة بذلك الحارس الغارقة ببحر وسامته و قوة شخصيته حتى أنها تكاد تجزم أن التى تقف أمامها الآن نادين أخرى غير التى ولدتها.
بجامعة الأزهر...
انتهى زايد لتوه من احدى المحاضرات الصباحية و جلس بحديقة الكلية ينتظر التى تليها و هو شارد الذهن فى ليلاه حزينا لما آلت إليه الأمور معها عاجز عن التفكير فى كيفية استرداد حبيبته التى سلبت منه قبل أن يخبرها
متابعة القراءة