رواية جديدة جامدة الفصول من الثالث عشر للسادس بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

بلهفة و قلق
تعالى نقعد على النجيلة أفضل.
أومأت بإيجاب ثم افترشا الأرض كل منهما فى مقابل الآخر و قد حافظ يزيد على مسافة لا بأس بها بينهما ثم أدار دفة الحديث قائلا
نتكلم بصراحة شوية!
أجابته بابتسامة
أوكى..
سألها بتوجس
ليه لمحة الحزن اللى شايفها دايما ف عنيكى
امتعضت ملامحها بحزن ثم أجابته بنبرة فيها من الأسى و الشجن ما فيها
من يوم مامى ما اټوفت و أنا حاسة إنى عايشة ف دنيا غريبة غير اللى كنت عابشة فيها معاها دنيا كلها كدب و غش و خداع مامى كانت محلية الدنيا ف عينى لو اشتكيتلها من أى حاجة أو أى موقف حصل معايا ضايقنى كانت بتاخد الأمور ببساطة و بتقدر تقنعنى ان مفيش حاجة أبدا ممكن تضايقنى أو تعكر مزاجى...بعد ما ماټت شوفت الوش التانى لكل اللى حواليا و أولهم بابى..كل اللى بيحاول يعمل معايا علاقة تنتهى بالجواز بيكون عايزنى علشان فلوس بابى مش عشانى حتى فادى...الوسط دا كله بيحب المظاهر و أنا مش بتاعت مظاهر و لا ميكاب و موضة و الكلام دا كله يبقى ايه اللى هيشدهم ليا غير الفلوس...معادش عندى ثقة ف حد يا يزيد الكل بيخدعنى...الكل واخدنى سكة لغرض معين.
أصابته تلك الكلمات فى مقټل حيث أنه من ضمن الخادعين و هو أول من اتخذها وسيلة للوصول إلى غرضه و لكن الأمر ليس بيده لقد أحبها بلا حدود و بلا مقابل ليتها تعلم ذلك.
ازدرى لعابه بصعوبة ثم سألها بتردد
معنى كلامك ان انتى ما انجذبتيش لحد قبل كدا!
سكتت لوهلة و هى تنظر له و تدور بعينيها فى ملامحه و كأنها تريد أن تقول له أنت و لكن سرعان ما تداركت حالها و أشاحت بوجهها بعيدا عنه و هى تقول پألم
حبيت واحد بثق فيه جدا يمكن هو الوحيد اللى قدرت أثق فيه بعد ۏفاة مامى...بس هيفيد بإيه الحب دا و هو مش حاسس بيا و م ر ت ب ط...
بدأت تشعر بثقل فى رأسها و لسانها و تتحدث بصعوبة إلى أن غلبها النوم و سقطت على الأرض من جلستها.
نهض سريعا و حملها و دلف بها بهدوء تام متجها إلى غرفتها فتحها ثم أغلق الباب بقدمه و وضعها على الفراش برفق بالغ ثم دثرها جيدا بالغطاء استند بركبته على الأرض ليتأمل ملامحها بعشق جارف ثم نهض متجها إلى الباب و عندما اقترب لمح ذلك الدفتر الموضوع على المكتب التقطه و فتح أول صفحة و قرأها ففهم أنها تحدث والدتها المتوفاة فانفطر قلبه لما قرأ من كلمات تدمع لها العين و يقشعر منها البدن و ينشطر لها القلب أشطارا قلب عدة صفحات فوقعت عيناه على جملةمامى عمرك شوفتى عيون بتسحر!
أكمل قراءة باقى الصفحة و ابتسم بتلقائية على كلماتها المكتوبة و التى تصفه بها قلب عدة صفحات أخرى فوقعت عيناه على جملة
مش عارفة هو بدأ يحبنى و لا أنا علشان نفسى يحبنى بيتهيألى كدا...مامى..أنا بحبه...بحبه أوى...لا أنا بعشقة و بقيت مش عارفة أتخيل يومى من غيره أول مرة أنسى الخداع و الكره من كل اللى حواليا و بفتكر بس حبى ليزيد..مش فارق معايا أى حاجة...خطڤ قلبى يا مامى و مبسوطة أوى بالخطڤ دا...نفسى يحس ان انا كمان بحبه...و هستنى اليوم اللى هييجى يقولى فيه أنا بحبك يا أثير
ما إن قرأ تلك الكلمات حتى رفع وجهه إلى السماء و تنهد بحړقة ثم نظر لها و هى نائمة و قال بابتسامة حزينة و نبرة مټألمة
و أنا كمان بعشقك يا أثير...و اليوم اللى هسمعك فيه الكلام دا هييجى قريب أوى أوى..بس انتى خليكى قوية و اتحملينى شوية..
اقترب من فراشها و جلس على حافته و استرسل حديثه الذى لا تسمعه
بكرة هنكون أسعد زوجين ف الدنيا دى كلها و مفيش حاجة هتقف قدام سعادتنا..بس انتى خليكى جنبى و اصبرى معايا.
مال على وجهها ليقبل جبينها و لكنه تراجع فى اللحظة الأخيرة و نهض من جانبها سريعا و هو يمسح على وجهه و يستغفر الله كثيرا ثم اعاد الدفتر كما كان و اغلق الغرفة و انصرف.
الفصل السادس عشر
أغلق يزيد غرفة أثير و نزل للطابق السفلى و أجرى إتصالا بقائد الفريق المساعد ليخبره بالتأهب للحظة الدخول من خلال تسلق الأسوار العالية بالجهة الخلفية البعيدة عن البوابة الرئيسية... 
سار باتجاه البوابة الرئيسية حيث حراس القصر الشداد الذين يتناوبون على حراسته و لا يغفل لهم جفن أبدا ألقى عليهم السلام ثم بدأ معهم حوارا عابثا بقصد تمويههم و اشغالهم لحين تسلل زملائه إلى داخل القصر حتى لا يلحظوهم و قد ساعده دهائه و خفة ظله فى نجاح مهمته بسهولة فقد اندمجوا مع نكاته و ألغازه و حكاياته المرحة التى عادة ما تكون نهايتها مضحكة و مبهجة. 
بعد نصف ساعة من المزاح و الضحكات الصاخبة قلب ملامحه للجدية قائلا 
بقولكوا يا شباب.. أنا هجرى شوية فى الجنينة و هتدرب ع الكاراتيه أصل بقالى فترة كبيرة بعيد عن الفورمة و العضلات راكنة و عايز ألينها شوية... فلو سمعتو أصوات تنطيط أو خبط او كدا متقلقوش.. دا أنا.. تمام!
ضحكوا على طريقته المرحة و أومأوا له بالموافقة دون ابداء أدنى ذرة شك منهم تجاهه فتنفس بارتياح و غادر سريعا باتجاه غرفة المكتب المقصودة وجد أفراد الفريق مختبئين فى أماكن متفرقة فى انتظاره ليدلهم على الغرفة... 
خرج له زميله المتخصص فى تعطيل الكاميرات و أشار له يزيد على الغرفة و ما إن رأى الكاميرا حتى سار بحذر تام بحيث لا يظهر لها ثم بدأ عمله فى تعطيل الكاميرا بمهارة و خفة فائقة بعدما أتم مهمته بنجاح عاد لمكان اختبائه ثم تقدم خبير الأقفال الالكترونية من الباب و قام بفك شفرة القفل ببراعة و ما إن انتهى حتى انفتح الباب فتهللت أساريرهم جميعا و لكن أشار لهم يزيد بكف يده ليتوقفوا حتى يتأكد من وجود كاميرات داخلية من عدمه. 
دلف خبير الكاميرات اولا بحذر تام و أخذ يمشط الغرفة بأكملها حتى تعرف على أماكن الكاميرات و قام بتعطيلها واحدة تلو الأخرى. 
عاد خبير الكاميرات لمكان اختبائه ثم جاء دور خبير الأقفال ليقوم بأهم خطوة ألا و هى فتح الخزينة السرية الكبيرة.. 
كان يزيد يراقب الموقف بأنفاس منحبسة و قلبه يكاد يقفز من بين ضلوعه من شدة القلق و التوتر إلى أن نجح الخبير فى فتح الخزينة أخيرا بعد معاناة.. 
تنفس يزيد الصعداء و تقدم بخطوات سريعة من الخزينة ارتدى قفازات بيديه ثم بدأ فى إخراج ما بالخزينة من أوراق و ملفات و قام بتصويرها جميعا بجهاز تصوير صغير يخزن الصور المصورة على فلاشة الكترونية كان يصور الأوراق و يطلع عليها فى حالة من الذهول من كم الچرائم المسجلة بها من صفقات مخډرات و سلاح و مواد غذائية فاسدة علاوة عن قوائم الأسماء المتورط أصحابها بمثل هذه العمليات المشپوهة و صلتهم بشبكة ماڤيا دولية. 
استمر فى تصوير الاوراق و فحصها إلى أن وقعت بيده شهادة ميلاد
تم نسخ الرابط