رواية جديدة جامدة الفصول من الثالث عشر للسادس بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
إلا فضحتها عيناها أمامه.
استقل مقعده و اخبرته أن ينتظر قليلا حتى تأتى نادين و ما ان ركبت الأخيرة السيارة حتى انطلق يزيد و نظره مسلط على أثير من خلال المرآة يرمقها بحزن دفين و اشفاق بالغ لا يدرى أيواسيها أم يواسى قلبه المكلوم و من شدة تركيزه معها و عدم انتباهه للطريق تعرض للإصطدام عدة مرات بالسيارات التى تسير حوله و استمر على هذا الحال وسط استغراب نادين لحالة التيه التى أصابته و عدم انتباهه للطريق إلى أن وصلوا إلى الشركة فى جو من الصمت التام.
ضحكت بغنج ثم قالت بابتسامة واسعة
يا بكاش...تعالى اقعد جنبى و ورينى وشك عامل ايه دلوقتى!!
جلس بالمقعد المجاور لها ثم قال
أنا بقيت كويس و كله تمام و احتمال أروح الشركة النهاردة.
ردت بجدية
لسة هتروح!!...انت كدا اتأخرت.
هز كتفيه لأعلى بعدم اكتراث مجيبا بغرور
أومأت بابتسامة و هى تقول
طبعا يا حبيبي براحتك.
سألها بنبرة ذات مغذى
أومال أونكل عادل فين!
ردت بلامبالاة
ما انت عارف انه بيروح الفرع الرئيسى بدرى..و بييجى متأخر جدا..أنا احيانا بفضل باليومين مشوفهوش من كتر أشغاله و سفره برا.
هز رأسه بتفكير ثم قال
ضحكت أميرة بصخب الشيئ الذى أثار دهشة فادى و سألها باستنكار
ايه اللى بيضحك فى كلامى!
توقفت بصعوبة عن الضحك ثم أردفت بتهكم
انت عايز عادل الشرقاوى يسيب مفتاح مكتبه اللى هو يعتبر كل حياته معايا أنا!...يبقى انت لسة معرفتهوش يا فادى..
أنا مش فاهم حاجة..ما تفهمينى و عرفينى يا أميرة هانم..
أجابته بجدية
عادل راجل حويط أوى و بيشك ف كل اللى حواليه..دا بيشك فيا أنا شخصيا و كل حاجة تخص شغله و شركاته و أسراره و عقوده و كله كله محتفظ بيه ف خزنة مكتبه الكبيرة و مانع أى حد يدخل المكتب حتى الشغالين بينضفوه و هو واقف بيراقبهم و لما بيخلصوا بيقفله بنفسه دا غير بقى النظام الأمنى اللى عامله عليه من كاميرات جوا و برا القوضة..و أقفال الكترونية و حاجات كدا تخليك تخاف تعدى من قدام القوضة مش تدخلها...ههههه.
معقول!!...للدرجادى!!...كويس انك قولتيلى يا مامى أصل يفتكر إن أنا عايز أفتش ف مكتبه و الشك يشتغل فى دماغه.
اجابته بسخرية
مش لو عرفت تدخله أساسا..
أصابه الإحباط الشديد و زم شفتيه بضيق قائلا بدهشة
أول مرة أعرف إن أونكل عادل شكاك و حويط أوى كدا رغم ان انا عايش هنا بقالى أكتر من سنتين.
ردت بمنطقية
لأنك مش مركز معاه و مفيش بينكم أى احتكاك...همك على شركة أثير و بس مع إنك لو ركزت أكتر هتلاقى انه عنده شركات أكبر و أحسن من شركة الهانم بس انت اللى غبى...بس خلاص بقى فات الأوان و معتقدش إنه هيوافق إنك تدير شركة منهم.
زفر پعنف فيبدو أن اختراق عادل بمكتبه بشركاته بات أمرا مستحيلا و لكن عليه أن يحاول بطرق أخرى عله يجد ضالته و ينجح فى مهمته التى أقحم نفسه فيها رغما عنه و لكنه مجبر على المضى قدما فيها و إلا خسر كل ما يرنو إليه و الأهم من ذلك ربما يخسر حياته.
فى مكتبة محمد و بعد أسبوع لها بالعمل بدأت يومها بهمة و نشاط كعادتها تحت أنظار محمد المراقبة لها باعجاب فيبدو أنها بدأت تخترق حصون قلبه بأخلاقها الحميدة و برائتها الواضحة و تدينها فقد أعجب كثيرا بعادتها فى انهاء ما بيدها من أعمال سريعا قبل كل فرض و عند الأذان تستأذن منه لتصلى فرضها بوقته بالمسجد المجاور للمكتبة قلما رأى مثلها من فتيات ملتزمات بالذات فى هذا السن الصغير و الذى يتميز أغلب ذواته باللامبالاة و اللهو و العبث و التقصير بفروضهن أصبح يجاهد نفسه بشدة ليغض بصره عنها حتى لا يحمل ما لا يتحمله من الذنوب و أخذ يستغفر الله كثيرا و عزم إن طال به الأمر على هذا المنوال فلا بد من أخذ خطوة جادة تجاهها و التقدم لأهلها لطلب يدها حتى تصبح نظراته لها حلالا طالما أنه يميل لها بهذه الطريقة العجيبة و عزم أن يشاور صديقه زايد فى هذا الأمر و يأخذ برأيه طالما أنه يعرفها و يعرف أهلها.
استأذنت ليلى فى الانصراف مبكرا فى هذا اليوم لتصطحب شقيقها للذهاب إلى الطبيب لمتابعة حالته الصحية و قد أذن لها محمد و انصرفت بعد صلاة الظهر.
بعد انصرافها بقليل حضر زايد الى المكتبة ليصور بعض الأوراق و ليطمئن عليها فى ذات الوقت أخذ يدور بعينيه فى أركان المكان فلم يراها فسأل محمد على استحياء قائلا
احم.. هى ليلى ماجتش النهاردة و لا ايه يا محمد!
أجابه بجدية
لا جات بس استأذنت بدرى علشان تروح مع أخوها للدكتور.. دى لسة ماشية قبل ما انت تيجى علطول.
شعر بخيبة أمل لعدم رؤيته لها و قال بوجوم
اااه... اممم.. ربنا يشفيه.
انتهز محمد فرصة عدم وجودها و استرسل حديثه قائلا بحماس
بقولك ايه يا زايد.. بما انها مش موجودة و الدنيا رايقة دلوقتى ما تيجى ندخل جوا نتكلم شوية... عايز آخد رأيك فى موضوع كدا...
أومأ بابتسامة ودودة قائلا
و ماله... تعالى يلا..
دخلا و جلسا بأحد أركان المكتبة بكرسيين صغيرين فأدار محمد دفة الحديث قائلا بجدية
بصراحة كدا يا زايد أنا معجب أوى بليلى و عايز أتقدملها... البنت ما شاء الله عليها أدب و أخلاق و التزام... و أنا هعوز ايه أكتر من كدا... ها ايه رأيك!
صدمة.. و كأنه ضربه على رأسه بمطرقة حديدية شعر بأن الدنيا تضيق به و أن حلقه جف من المفاجأة و وجهه احمر من الڠضب و لكنه حاول قدر الامكان أن يسيطر على مشاعره السلبية و تحلى بالثبات فازدرى لعابه بصعوبة ثم أردف بهدوء ظاهرى
بس هى صغيرة عليك اوى يا محمد..هى عندها تقريبا ١٧ سنة
متابعة القراءة