رواية روعة قوية الفصول من الواحد وثلاثون للخامس وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الفصل الحادي والثلاثون
عامت مع مخيلتها وذابت معها بأعين مجفلة تسترق فقط بعض اللحظات وهي برفقته لتقنع نفسها بأنها اختارت الأصح شعورها بلذة النعيم الفترة الدابرة كان يثنيها على ذلك لكن توترها ورهبتها مما حولها جعلت فكرها يتناقض ويتشوش لم تنكر سعادتها وخلوها من الشوائب التي تعكر متعة ما عاشته ويبقى فقط القلق المسيطر عليها لتستقبل القادم باستعداد ربما يتخلله القليل من الخۏف..
حمد الله على السلامة وصلنا!
كلمته الأخيرة استشعرت فيها أنها على محك معركة ربما مغامرة ليست بالسهلة تنهدت وقالت
أنا جهزت هقولهم أيه عارفة غيابي ده هيعمل مشاكل بس أنا هاعرف اتصرف معاهم
غزل زي ما اتفقنا لما أعوزك هنتقابل عندي!
اومأت بتفهم وقالت
يلا علشان محدش يشوفنا سوا وياخد باله أنا هطلع واكلم بابا يجي ياخدني علشان يتأكد إني كنت مع خالتي
سريعا وضع مراد قبلة على خدها كتوديع منه ثم ابتعد ضحكت على فعلته الصبيانية ثم فتحت الباب لتترجل فخاطبها بتحذير ابان غيرته
خليكي بعيد عن جاسم الكلام معاه بحدود
بعض اللقيمات الصغيرة فقط من تدخل جوفه كي يتابع فقط بحضور ذهن ما يحدث حوله حمل يوسف بألفة خالد على فخذه وهو جالس بممر المشفى ينتظر الجديد في حالة والدة الأخير حزنه لم يقتصر على فقدان ابنه لكن سوء وضعها جعله قلق بشأن الصغير كيف سيواجه الحياة بدون والديه.
أنا مش مطمنة أسبوع وهي كده خاېفة!
لاح توجسها من رحيلها بالفعل هو مثلها متخوف من ذلك لكن عليه الآن التأمل خيرا لاحظ انتباه خالد للحديث بينهما فقال ليرفع من معنويته
أنا حاسس إنها هتبقى كويسة هو بس اللي حصل معاها خلاها كده!
لم تقتنع فتحية بذلك بل سألته بجدية
سؤالها تفهمه سريعا احتدت نظراته واحتفظ بعدم إذاعة غضبه علنا قال
لو حصلها حاجة مش هرحمه ال ده وهي كمان مش هسيبها علشان كل حاجة بتحصل من وراها
هتفت باستنكار
غزل ملهاش دعوة هي مش ممكن تكون ليها يد في اللي حصل
تناسى يوسف أنه في المشفى وتعالى صوته المدروس وهو يقول
هي اللي بعتته يخلص عليا الجواب بتاعي لقيته في الشقة يعني وصله إزاي وأنا باعتهولها هي!
أنا قاعد ومستني في أي لحظة إنها هتروح وقتها هخليهم يحصلوها علشان اللي حصل دا حرام
بهتت تعابير فتحية ولم ترغب في وجود عداوة بينه وبين غزل قالت بتأن
طيب اهدى كده احنا في مستشفى وإن شاء الله خير
وعي يوسف لنفسه وكذلك اضطراب خالد من نبرته الغاضبة مسح على رأسه بلطف ليطمئنه تابعت فتحية بكمد
أنا حاسة بيك خصوصا إن مافيش دليل يثبت إنه اللي اعتدى علينا
اخفض نظراته للأرض مذبذبا كيف سيعاقب الأخيرة وهو من كن لها الحب يوما لكن بالطبع لن يمر الأمر بهذه السهولة فعداوته اضحت عڼيفة لكليهما............!!
صلب نظراته عليها وهي خلف والدها حين ذهب لاحضارها لم يلبث جاسم مكانه حتى تحرك نحوها وقد لاح الڠضب عليه وقف أنيس في مواجهته بصلابة هتف بتنبيه
ملكش دعوة بيها
رمقها جاسم باستشاطة فلم تبالي صاح بهياج
كانت فين فيه واحدة محترمة تهرب يوم فرحها
قال أنيس موضحا
كانت عند هدى حبت ترتاح شوية محصلش حاجة
استشعر جاسم خبله في تصديقها لكنه على النقيض لم يرضخ لهرائها رد بغيظ
لو مش جاهزة للجواز كانت تقول وكنت هأجله إنما مش تقل مني وتهرب ومنعرفش هي فين بقالها كام يوم!
هنا نطقت غزل بتردد
كنت عند خالتي واتفقت معاها متقولش إني عندها
كور قبضته مزعوجا من برودها ابتلعت غزل ريقها فتدخل أنيس ليقول بعقلانية
الحمد لله على كل حال وكفاية غزل كويسة وهي بخير ودا اللي يهمني دلوقت!
تحركت غزل منتوية الصعود لغرفتها قالت باستفزاز
هطلع آخد حمام واريح جسمي شوية
تابعت سيرها وجاسم يحدجها بنظرات حانقة الټفت ل أنيس ثم هتف
بسهولة كده مش هتعاقبها على اللي عملته يعني يرضيك شكلي اللي بقى زفت قدام الناس!
رد أنيس ليمتص ضيقه
دلوقت أو بعدين غزل مش هتجوز غيرك مش مشكلة اللي حصل ده الأهم إنها في وسطنا ومعانا
هدأ جاسم قليلا لكن ظل عبوسه جلي قال باصرار
بس لازم تتكلم معاها إنها لو عملت كده تاني هتزعل منها طريقتك معاها مخلياها حتى مش محترماك إنت شخصيا
بالفعل تضايق أنيس من فعلة غزل قال متفقا معه
هكلمها وافهمها غلطها متقلقش..........!!
_________________________________
حين فتح خزانة ملابسه ليبدل ثيابه تنبه بعض وقت أنها تحوي متعلقاته فقط بحث مراد عن أي شيء يخص هدير ولم يجد مط شفتيه بتعجب وتحير اكمل تغيير ملابسه ثم دلف للخارج قاصدا غرفة جده..
قابل هدير في طريقه ثم وقف أمامها خاطبته باطراق
حمد الله على السلامة!
دهش مراد من طريقتها الغير مفسرة سألها باهتمام
أنا لاحظت هدومك مش في أوضتنا
ردت بكل هدوء
أنا نقلتها في أوضتي القديمة قولت نبعد عن بعض شوية
لمح مراد حزن عميق في عينيها لم يرد أن يضايقها لكن ما حدث لا علاقة له به قال
اعملي اللي يريحك أنا بس مش عايزك زعلانة مني!
ابتسمت في تهكم قالت
بما إنك جوزي فأنا بستأذنك اخرج النادي أشم هوا
لم يمانع مطلقا حتى سمح لها تحركت هدير دون كلمة أخرى لتنهي معه أي حديث وقف مراد لبعض الوقت مكانه كأنه رغب في تركها له وتأتي منها أفضل تنهد بعمق ثم ولج لغرفة جده..
فور ولوجه وجد ولديه يقابلانه فرد ذراعيه ليستقبلهما وبكل حب ضمهما إليه قال شريف باندفاع
حمد الله على السلامة يا بابا فين غزل
سريعا هتف مراد بتنبيه
قولنا أيه مش عايز حد يقول اسمها هنا
هزوا رؤوسهما بتفهم وكذلك ضيق السيد رشدي نظراته من خوفه على الأخيرة خاطبهما مراد بأمر
سيبوني مع جدكم شوية
نفذوا أمره في الحال تاركين الغرفة له وللسيد فقط توجه مراد ناحية جده وباحترام قبل يده قال
عامل أيه يا جدي
رد بنبرة راضية
الحمد لله
انتبه السيد للمعة عينيه ولأول مرة يجده سعيدا هكذا لم يناقشه فيما حدث بل أخبره بمعنى
هدير كلمت عمك وطلبت الطلاق
تفاجأ مراد بذاك الخبر قال
هي مقلتليش كده لما شوفتها
رد السيد موضحا
أصل عمك وعمتك رفضوا قررها ده علشان افتكرت إن سفرك علشان تبعد عنها بس أنا فهمتهم إنه شغل
قال مراد بجدية
لو عايزة تطلق يكون أحسن بلاش الموضوع ياخد وقت واظلمها معايا أكتر من كده
تلك النقطة أججت قلق السيد قال
نسيت أنا مجوزك ليها ليه!
بات مراد يستنكر خوفه من أعمامه وجشعهم رد باستياء
حضرتك اللي مكبر الموضوع أنا عايز حد فيهم يعملي حاجة ولو هما قد كده كان حد فيهم اتجرأ يأذي ولادي بس هما جبنا
حديث مراد جعله يفكر في الأمر رغم ذلك قال بنفور لم يعجب مراد
تسيب بنت عمك علشان واحدة أبوها زي أنيس............!!
بدا
متابعة القراءة