رواية عن قصة حقيقية الفصول من السادس عشر للعشرين بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
ولم يجده اين يكون قد ذهب لا يعلم لماذا قفزت صورة مريم فى ذهنه فى هذه اللحظه فقال فى وجوم مريم وقرر ان يعود ادراجه للمنزل مره اخرى وقف ليطلب المصعد ليصعد اليها ولكنه سمع صوت تأوهات تأتى من خلف باب الشقه المهمله بجوار المصعد
نزلت صفعه مدويه على وجه يوسف جعلته يرتطم بالجدار بقوة...... لم يكن يشعر يوسف بقوة الصفعه بقدر ما كان يشعر بالتجمد التام ويحاول الوقوف بصعوبه وهو ينظر الى ابيه الذى كان يلف عبائته حول جسد مريم العارى وهى متشبثت به فى قوه وهى تبكى وتتأوه پألم ....
هاتفا حسابك معايا مش دلوقتى يا حقېر
كانت تمشى معه وكأنه يحملها حتى ادخلها شقتها ومنها الى غرفة نومها وضعها فى فراشها وهى تتألم بضعف ودثرها بغطائها وظل بجوارها حتى سكنت وهدأت انفاسها وأستغرقت فى النوم العميق........ نظر اليها وقلبه يعتصر عصرا من هول ما رأى
كانت مشاعره ثائرة لدرجه انه فكر ان يهبط اليه مرة اخرى وېقتله بيديه ولكن هذا لن يعيد لها ما قد سلب منها لن تجلب الحماقه الا الڤضيحه قرر فى نفسه ما سيفعله ليستطيع رأب هذا الصدع المدوى ونظر لها پألم وحسرة
دخل حسين شقته بهدوء شديد ودخل غرفة يوسف ولكنه لم يجده ظن انه ما زال بالاسفل
ولكنه سمع صوت مياه بالحمام فأقترب من الباب فتأكد انه بالداخل
عاد الى غرفته مره أخرى وأنتظره فيها....... وبعد قليل دخل يوسف غرفته وهو يرتدى منشفته ويتقطر منه الماء وعينيه لونهما احمر كالدم
تجمد مكانه بمجرد ان رأى والده الذى لم يتمالك نفسه حينما رآه مرة اخرى فصفعه صڤعة أخرى ألقته على الفراش
وقف حسين امامه وقال بلهجه غاضبه محذره اسمع يا ..... اعمل حسابك كتب كتابك على بنت عمك بعد أسبوع بمجرد ما اخواتها يرجعوا .. واياك وحذارى أي مخلوق على وجه الارض يعرفوا باللى حصل ولا حتى امك ....
لو سألوك كنت فين امبارح تقول انك روحت ورانا المطار ومعرفتش تركن عربيتك من الزحمه
اومأ يوسف برأسه ولم يستطع ان يتفوه بكلمه واحده ..
القى عليه والده نظرة احتقار وبغض وخرج مرة اخرى عائدا الى مريم
قضى الحاج حسين الساعات السابقه نائما على المقعد بجوار فراش مريم... ولكنه أستيقظ على همهماتها المتألمه وهى تستيقظ او تستعيد وعيها ببطء ايهما أصح
أقترب منها حسين مطمئنا ومسح على شعرها وأحتضنها ..وهو يقول اهدى يا بنتى انا جنبك وانتى فى بيتك اهدى...
نظرت له پألم وحسرة وهى تبكى... تأوهاتها مزقت قلبه كما زادت من غضبه على نفسه وعلى ولده وهو يسمعها تقول بهستريا انا عاوزه اموت انا عاوزه اموت.. موتنى يا عمى وريحنى
ظل يمسح على ظهرها بحنان وتنهمر عبراته بسكون وصمت ...كان كل ما يشغله هو طمئنتها..... وأخيرا وبعد ان سكنت قليلا قال بحنان قومى يابنتى ادخلى الحمام المايه الدافيه هتهديكى شويه ..قومى ولما تخرجى هنتكلم
ساعدها فى ستر جسدها بعباءته التى مازالت تلتحفها واسندها حتى دخلت الحمام واغلقت الباب خلفها ....
تركت العبائه لتسقط ارضا وفتحت صنبور المياه ووقفت تحت المياه بما تبقى من ملابسها الممزقه المتبقيه عليها .......
أنهمرت الماء عليها فنظرت تحت قدميها فوجدت المياه التى تغادر جسدها تتلون بلون دمائها فأغمضت عينيها وجلست تبكى تحت قطرات الماء والآلام تنتشر فى معظم نواحى جسدها
ياله من الم نفسى وجسدى يترك چرحا غائرا لا شفاء له ...مؤلمة هى الطعنه التى تأتى من اقرب الناس اليك ..
مرت امامها ليلة أمس كشريط سينمائى يمر من امام عينيها يزيد شقائها شقاء
تذكرت كيف كانت تشعر بالخۏف من الظلام ..
وأطمأنت بمجرد ان استمعت الى صوته لم تكن تتوقع ابدا ان يأتيها الغدر من حيث الامان
تذكرت انفاسه المتقطعه وهو يجذبها اليه ويعتصر جسدها بين ذراعه ...
تذكرت صړاخها وهى تتوسل له ان يتركها وكأنها تصرخ فى صنم لا يسمع...
تذكرت استجدائها وهى تقول له سيبنى يا يوسف ابوس ايدك ده انا بنت عمك ...
فوق يا يوسف انا مريم يا يوسف فوق
كانت تشعر وكأنه آله حديديه بلا روح بلا شعور وكأنه حجر بلا قلب ......
تردد بداخلها كلماته التى قالها بصوت كالسكارى وكأنه فى غير وعيه وهو يقول انتى متستحقيش غير كده ..انتى متستاهليش الحب اللى حبتهولك يا حقيره
ثم كانت الدفعه القويه التى افقدتها وعيها ببطء وهى تشعر به ېمزق ملابسها ..
ثم انقطع كل شىء وغابت عن الوعى تماما ..أستفاقت من ذكرياتها على صوت عمها من الخارج يطرق عليها الباب بصوت قلق مريم انتى كويسه يابنتى
قالت بصوت حزين فى ضعف ايوا يا عمى
وبعد قليل خرجت وهى تتسند الى الجدارن وترتدى منشفتها الكبيرة ..ساعدها على الوصول لفراشها ..وكاد ان يساعدها على الدخول اليه ولكنها صړخت عندما رأت اثار الډماء عليه استدارت بجسدها كى لا تنظر اليه فكادت ان يختل توازها..
احتضنها فى حنان وهو ينظر الى ما رات من أثار دماء وأغمض عينيه فى الم وأخذها الى غرفة ايمان ..وادخلها فراشها ودثرها وهى فى حالة اڼهيار شديد من البكاء .....ظل بجوارها حتى هدأت ..أتى اليها ببعض الحليب وساعدها على تناوله فى صعوبه برغم رفضها ولكنه اصرعليها ..هدأت قليلا ...
فابتدء بالحديث قائلا فى صبر اسمعى يا بنتى انا معاكى ..انتى مش لوحدك ابدا وعمرك ما هتبقى لوحدك وانا على وش الدنيا ..
لازم تبقى متأكده انى هجبلك حقك واكتر لكن قبل كل ده ..لازم الاول يكتب كتابك .....
بكت وهى تنتحب وقالت كمان.. كمان ...عاوز تجوزهولى يا عمى عاوز تجوزنى اللى دبحنى ..
ابنك دبحنى يا عمى ..ابنك دبحنى وضيع مستقبلى
قال فى تماسك انا مش هجوزهولك علشان اكفأه انا هعمل كده علشان الستر يا بنتى ...
الاول لازم يسترك وبعدين انا هوريكى هعمل فيه ايه
صړخت قائله مش طايقاه لو شفته قدامى هقتله
قال متقلقيش الجواز ده هيبقى للستر بس وبعدين يبقى يطلقك فى الوقت اللى انتى تحدديه
ثم تابع فى جديه واسمعينى كويس فى الكلام اللى هقوله ده..
مش عاوز مخلوق يعرف اللى حصل ..وانا هعرفهم انك عندك برد جامد وتعبانه...
وكلها اسبوع واخواتك يرجعوا ونكتب الكتاب عادى جدا ...هو طلبك منى وانا وافقت وانتى كمان وافقتى ...سمعانى يا مريم
أومأت فى ضعف ....فنظر لها متفحصا ثم قال لو شايفه يا بنتى ان كده حقك ضاع وعاوزه تبلغى عنه بلغى وانا هشهد
متابعة القراءة