رواية عن قصة حقيقية الفصول من السادس عشر للعشرين بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

بالسعاده المخلوطه بالخجل ولكنها لا تستحث الايام كما تفعل فرحه بل كلما مضى يوما تزداد لها اضطرابات قلبها
تم تحديد أقامة العرس فى الحديقة وتكفل ايهاب بها لمدة خمسة ايام قبل العرس وبالفعل خرجت من تحت يده زاهيه لاقصى حد كان يعمل بها بقلبه قبل يده وخبرته
كان عرس عائلى بسيط لم يكن به صخب كثير فقد كانت رغبة الجميع ان تكون الحفله الحقيقة هى يوم الزفاف
ارتدت ايمان فستان بسيط ورقيق من اللون الفضى المطعم بالخرز والكريستالات الملونه الصغيرة وضعت القليل من المكيب وكان حجابها من نفس لون الفستان والتى تتميز ببساطتها فى حين اصرت فرحه على ارتداء فستان منفوش من اللون الذهبى الفاتح يغلب عليه الخرز الامع كانت تريد ان تبدو كسندريلا فى فستانها ولفت حجاب صغير ووضعت ميكب يتماشى مع لون بشرتها الخمريه
تم عقد قرآن فرحه وايهاب أولا ثم تولى الحاج ابراهيم الولايه عن ايمان وتم عقد القرآنها على عبد الرحمن
وقف ايهاب فى مزاح وقال يالا يا جماعه كله يقولنا فى نفس واحد بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير..يالا واحد اتنين تلاته ضحك الجميع مع اختلاف الاصوات وتنابزها وأطلقت ام عبد الرحمن الزغاريد الواحده تلو الاخرى حتى كادت ان يغشى عليها من الفرحه
على قدر بساطته لكنه كان بهيج جدا بكل هذه القلوب المحبه ......
لا تعلم مريم لماذا كلما نظرت اليه تشعر بغصه فى حلقها وكانها تريد البكاء تلاقت نظراتهما فى صمت قطعه يوسف بالحديث مع والده
كان من المقرر ان يجلس كل عريس الى عروسه بعض الوقت بعد انتهار الحفل فى مكان مخصص لكل منهما قد اعده ايهاب من قبل أنصرف الجميع كل الى شقته وظل الاربعه تحت مظله واحده نظر ايهاب الى عبد الرحمن قائلا ايه
عبد الرحمن ايه
ايهاب احنا هنستهبل من اولها متاخد مراتك وترح تقعد هناك
قال عبد الرحمن بتصنع عدم الفهم ليه ما احنا قاعدين مع بعض احسن
نهض ايهاب وهتف به ليه هى جمعيه تعاونيه ولا ايه ما تمشى يابنى انت هى الجوازه دى منظوره ولا ايه يا جدعان
نهض عبد الرحمن وهو يضحك ضحكات مستفزة وأمسك بيد ايمان وقال يا يا ايمان لو استنينا اكتر من كده هنقضى الليله فى التخشيبه
رغم ان تصرفات عبد الرحمن كانت للمداعبه الا ان ايمان شعرت بقشعريرة فى جسدها جراء لمس عبد الرحمن ليدها ربما لانها اول مره تسمح برجل ان يلمسها
أخذها عبد الرحمن الى مظله صغيره اخرى كان ايهاب قد زينها بقماش التل تزينها الالوان الكهربائيه الملونه
جلس وهو يقول شفتى الواد اخوكى طردنا ازاى ..ابتسمت ايمان فى خجل قائله معلش بقى اصله بيحب فرحه اوى ونفسه يقعد يتكلم معاها براحته
وضع عبد الرحمن كفه تحت ذقنه وظل ينظر اليها تاره والى الحديقة تارة اخرى فى صمت ويبتسم ابتسامات صماء
كانت ايمان تجلس فى مكانها ترى مظلة ايهاب وفرحه وترى علامات السعاده المرسومه على وجهيهما وترى انسجامهما سويا وهو ممسك بيدها يبثها مشاعره فى شوق وحب انسجمت معهما كأنها تجلس بينهما
تتبع عبد الرحمن نظراتها فوجدها شارده مع الاحبه كان يريد ان يتكلم معها ولكن لم يجد كلمات يقولها ومعه حق كيف يقول ما لا يشعر به فاللسان مغرفة القلب فأراد ان يقول اى شىء حفظا لماء الوجه فقال 
على فكره انتى النهارده زى القمر
أنتبهت على كلماته ونظرت اليه وكأنها لا تصدق انه تحدث اخيرا وقالت بحزن بتقول حاجه
لمس عبد الرحمن حزنها فشعر بالاسى قال بقولك انتى النهارده زى القمر
ابتسمت ابتسامه صغيرة لمجاملته وقالت جزاك الله خيرا على المجامله اللطيفه
قال بسرعه لا مش بجاملك انتى فعلا زى القمر اول مره اشوفك بميكب حتى ولو خفيف
ابتسمت فى صمت حزين وأطرقت برأسها ولاول مره تشعر انها تسرعت بالموافقه على الزواج منه ..
هو لا يحبها كانت لابد ان تتاكد من مشاعره تجاهها قبل ان توافق
كان يطرق على الطاوله بانامله ويحاول ان يتكلم او يقول اى شىء ولكنه كلما وجد جملة معينه يشعر انها جوفاء ستخرج منه بلا معنى او احساس شعرت بتوتره اول مره تراه متوتر هكذا فرأت رفع الحرج عنه فقالت تحب نقوم
عبد الرحمن ليه بتقولى كده
كادت ان تبكى ولكنها تماسكت وقالت يعنى شايفاك مرهق والظاهر ان الارهاق خلاك متوتر
زفر بقوة وقال فعلا انا مرهق شويه
قالت طب خلاص لو تحب نقوم علشان تنام مفيش مشكله
قالت هذه الجمله وهى تنظر الى اخيها وفرحه وهما غارقان فى بحر العشق وتقول فى نفسها ماشاء الله لا قوة الا بالله اللهم بارك كانت تخاف ان تصيبه بالعين فتؤذيه اوتقلل من فرحته
فنهضت قائله طيب يالا بجد مفيش مشكله
شعر عبد الرحمن لاول مره انه لا يملك الا الصمت لا يعرف ماذا يقول وماذا يفعل فاتجه معها الى مدخل المنزل ومنه الى المصعد دلف الاثنان الى المصعد وأوصلها حتى باب شقتها وقال تصبحى على خير
قالت بخفوت وانت من اهله
تفاجأت مريم بعودة ايمان بهذه السرعه ولكنها كانت غارقه فى احزانها هى الاخرى فلم ترفع رأسها من تحت وسادتها وظلت تتصنع النوم
ابدلت ايمان ملابسها وخرجت الى الشرفه تنظر الى اخيها وفرحته فوجدتها تقف ثم يمسك يديها ويجبرها على الجلوس مره اخرى فابتسمت لشغف اخيها بحبيبته وعادت مره اخرى الى غرفتها أطفاءت المصباح ولاول مره تفعل كما تفعل مريم دائما تضع الوساده على وجهها وتبكى بصمت
سمع يوسف صوت غرفة عبد الرحمن وهو يغلق الباب بعد دخوله فخرج من غرفته وتوجه الى غرفة اخيه دخل خلفه وقال متعجبا انت لحقت يابنى ده انت مكملتش نص ساعه
القى عبد الرحمن رابطة العنق على فراشه وهوى اليه بضيق قائلا 
معرفتش اقولها ولا كلمه..كان منظرى يكسف
جلس يوسف بجواره وقال متسائلا انت مبتحبهاش يا عبد الرحمن
زفر عبد الرحمن بضيق وقال يا اخى حتى لو مبحبهاش كنت المفروض اتكلم معاها انت مشوفتش وشها وهى بتبص على ايهاب وفرحه كان عامل ازاى وهما منسجمين وبيتكلموا وانا قاعد جمبها زى خيبتها
ربت يوسف على كتفه وقال انت كده يا عبد الرحمن مبتعرفش تقول اللى مش حاسس بيه..معلش بكره تحبها وتعرف تتكلم معاها
شعر عبد الرحمن پاختناق صوته وهو يقول طب هى ذنبها ايه تنام يوم كتب كتابها حزينه كده وقلبها مكسور
نهض يوسف وشرد قائلا ناس كتير اوى قلبها مكسور من غير ما يكون ليهم ذنب فى حاجه يا عبد الرحمن

كان ضميره يؤنبه بشده حتى انه لم ينم جيدا وفى الصباح انتبهت ايمان على صوت هاتفها قفز قلبها تلقئيا عندما وجدت اسمه على شاشة الهاتف اجابت فى التماسك على سؤاله عنها الحمد لله ..اه انا صاحيه
بره فين ..على باب مين...قالت وهى تنهض فى سرعه على باب شقتنا احنا وفتحت الباب فوجدته امامها ملامحه يكوسها الاعتذار قال فى اسف عملتلك قلق ولا حاجه
أغلقت الهاتف وهى تقول لا ابدا انا كنت صاحيه
نظر لها متفحصا اياها كانت اول مره يراها بملابس البيت العاديه بدون حجابها شعرت بالحرج من نظراته وقالت
تم نسخ الرابط