رواية كاملة قوية الفصول من الواحد وخمسون للستون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

منى ومن تصرفاتى.. تحملك لى عندما ألقى بجم غضبى عليك.. وكنت صابرا دائما دون أن تشكو.. لن أئتمن غيرك على حماية عائلتى.. ساندهم كما كنت تساندنى دوما.. كن لهم الحصن المنيع بعدى.. أثق تمام الثقة بأنك قد قمت بتأجيل زفافك الى أجل غير مسمى.. لهذا أرجو منك إتمام زفافك وذلك فى أقرب وقت ممكن.. كما أرجو منك ألا تحزن.. واعلم أنى بجانبك فى كل حين.. وأشهد لحظات فرحك وحزنك.. شكرا لك أخى وسلاما على من ثبت على عهد الصداقة ولم تغيره الظروف.. أخيك يوسف لم يستطع تمالك دموعه فاڼفجر باكيا.. لازال لا يصدق أنه غير موجود.. كيف يقوم بزفافه وهو ليس معه.. من سيسانده يومها غيره.. كيف يتركه وحده بهذا اليوم.. مسح دموعه وشغل المحرك منطلقا الى منزل حنين.. يحتاجها الآن حقا..
أما ياسين فترك عمه وعاد الى الفيلا.. صعد لغرفته وفتح الرسالة أخى ياسين.. يعلم الله أنى أخاف عليك من طريق الفساد.. لا تعد الى تلك الأماكن وابتعد عن أصدقاء السوء.. فأريد أن ألقاك بالجنة.. وأريد أن أخبرك بأنى أعلم بحبك لمريم.. لاحظت هذا منذ أول يوم بزواجى حين حضرت أنت والعائلة صباحا.. لم أغفل عن نظراتك العاشقة لها.. فهمت مقصدك حين قلت لى يكفى ما أخذته منى.. كنت تقصد زواجى بمريم.. لا أنكر غيرتى الشديدة عليها منك.. ولكن أتمنى منك الحفاظ عليها كأختك.. أعلم أن هذه أنانية ولكنى أريدها زوجتى فى الجنة.. لا أريد رؤيتها زوجة لآخر.. وأطلب منك العناية بشقيقتك.. فأنت سندها بعدى.. لا تجعلها تشعر بغيابى.. ويشهد الله أنى أسامحك على كل شئ.. حماك الله وهداك.. أخيك يوسف كان يعلم طوال الوقت بأنى أحبها.. ولم يخبرنى.. كان يتمنى لو أتوقف عن حبها.. ولكننى لم أفعل... كيف آذيته الى تلك الدرجة.. كيف كنت متحجر القلب هكذا.. انهمرت دموعه ندما على ما فعله..
أما مريم.. خرجت من الفيلا وقد استقلت سيارتها الحمراء.. انطلقت الى منزلها وحين وصلت دلفت الى غرفته واستلقت بفراشه ثم فتحت الرسالة.. قرأت حروفها ببطئ وكأنها تستشعر صوته وهو يكتبها حوريتى الصغيرة مريم.. يشهد الله كم أحبك وكم دعوته ليال طوال كى يبقينى جانبك.. ولكن إرادته فوق كل شئ.. انت جميلة والأشياء الجميلة لا يجب أن تكون حزينة.. فابتسمى ولا تنسينى فى دعائك وصلاتك.. اقرأى لى ولو آية من القرآن لعلها تشفع لى.. وأرجو منك مسامحتى إن أغضبتك يوما.. زوجك يوسف انخرطت فى بكاء شديد وهى تحتضن الرسالة.. عقدت العزم على فعل ما طلبه منها.. مضت ليلها تصلى وهى تدعو له.. حين انتهت التقطت مصحفه الذى كان يقرأ به وظلت عاكفة عليه ل ساعات تستشعر كل كلمة قرآنية.. أصبحت الساعة تدق السادسة صباحا.. أغلقت مصحفه ثم وضعته بمكانه وذهبت الى غرفته مرة أخرى.. وجدت دفتره على الكومود كما كان حين وضعته.. أمسكته لتكمل قراءته.. فتحت آخر الصفحات فوجدت مكتوب فى الأعلى خواطرى قرأتها بلهفة دمتى لقلبى يا حوريتى حتى نشيب سويا انهمرت دموعها پقهر.. كنت تتمنى أن تشيب معى ولكن اختطفك المۏت منى ولم تظل معى سوا 4 أشهر فقط.. أكملت أنت فى حفظ الله.. فى قلبى أنا يا حبيبتى تلمست حروفها بشوق.. كم اشتاقت الى كلماته المعسولة التى كان يخطها لها كل صباح.. عاودت قراءتها أنا أحببت.. والحب كان عقابى كانت بخط مهزوز وكأنه كان يكتبها وهو يرتعش.. سالت دمعة من عينيها ثم أكملت لا يأتى الإهتمام إلا من قلب خاف غيابك.. فلا تغيبى مجددا ابتسمت فيبدو أنه كتبها حين غابت عن المنزل برفقة سارة.. سارة.. إنها لم تحادثها أو تطمئن عليها حتى.. ابتسمت بحزن.. ليت سارة كحمزة.. تابعت قراءتها الصدمة تضعفك لحظة وتقويك عمر.. ولهذا.. لن أضعف كانت تفهم ميعاد كل جملة كتبها.. فيبدو أنه كتب ذلك حين أصبح زواجهما حقيقيا.. لقد عانى حقا وهى لم تستشعر ذلك حتى.. شعرت بالألم لأنها لم تسانده يوما.. رغم أنها تتمنى النوم.. ولكن كلماته جذبت كل اهتمامها فلم تنم حتى تنتهى منها.. تابعت قد تكونين مجرد شخص فى هذا العالم.. ولكن بالنسبة لي.. أنت العالم رغم آلامها ابتسمت.. نعم.. شعرت بالسعادة لكلماته.. فاكملت احذر ممن تصنع ذكرياتك معه فتلك الأشياء ستبقى مدى الحياة.. وكنت أنت أجمل ذكرياتى شعرت بدقات قلبها التى تخفق بشدة وكأنه أمامها الآن ويقول لها تلك الكلمات.. تمنت حقا لو كان معها.. اشتاقت له بشدة.. أكملت قراءتها بفرحة داخلية يبقى الحب كلمة.. حتى يأتى شخص ويعطيها معنى.. فأتيت أنت كان يحبها بشدة.. بل يعشقها.. إن حبها له لا يساوى شيئا أمام حبه لها.. لم تضحى من أجله بشئ.. وكان هو من يضحى دائما.. استلقت على الفراش ونامت ملىء عينيها براحة شديدة وهى تحتضن الدفتر وكأنها تحتضنه هو..
مرت الأيام حتى أتى يوم زفاف حمزة وحنين بنفس اليوم الذى به خطبة وعقد قران خالد وياسمين.. قاما بحفلة بسيطة فى احدى القاعات.. خارج القاعة.. كان خالد وحمزة يقفان منتظرين لحوريتيهما حتى توقفت سيارتان باللون الأسود تزينهما الورود.. ترجل محمود والد حنين من السيارة الأولى بينما حنين تتأبط ذراعه بفرحة تقفز من قسمات وجهها الملائكى.. أما السيارة الثانية ترجل منها عبد الله بينما ياسمين تتأبط ذراعه هى الأخرى وتشع البهجة من بسمتها على ثغرها الصغير.. ابتسم الرجلان فور رؤيتيهما.. بينما كانت هناك عينان تترصدهم من شخص مجهول على ثغره ابتسامة حنونة وحزينة.. دلفت الفتاتان لقاعة السيدات والرجال الى القاعة الأخرى وقد تم عقد القران بين خالد وياسمين لتطرب أذن الأخيرة حين قال قبلت زواجها بدأ الزفاف فأخذت الفتيات فى الرقص على الأناشيد العذبة وكذلك الرجال يراقصون خالد وحمزة.. بعد مرور بعض الوقت اتخذ حمزة ركنا صغيرا ليخرج صورة ما من جيب جاكيت بذلته.. تطلع فى وجه الشخص متمعنا بعيون حزينة قائلا الله يرحمك يا صاحبى انقضى الزفاف ليذهب الزوجان كل الى منزله.. دلف حمزة برفقة حنين الى شقتهما البسيطة وقد رددا دعاء دخول المنزل الجديد.. قالا دعاء الزواج ثم جلس حمزة على اقرب أريكة.. اقتربت منه حنين فوجدت الدموع تلتمع فى مقلتيه.. فهمت شعوره فجلست جانبه وأمسكت كفه.. شددت قبضتها وهى تقول بحنان ادعى له.. هو فى مكان أحسن بكتير ابتسم بحزن قائلا كان نفسى يبقى معايا فى يوم زى دة ابتسمت له تسانده فبادلها الابتسماة قائلا باعتذار اسف.. المفروض منكدش عليكى فى اهم يوم ابتمست بمشاكسة فبادلها بنظرات عاشقة.. اخفضت أنظارها خجلا قائلة هدخل البس الاسدال عشان نصلى أومأ مبتسما وذهب ليتوضأ.. بينما على الجانب الأخر.. فور دخولهما.. أمسك خالد يد ياسمين وقبلها وهو ينظر لها بحب شديد قائلا بحبك نظرت أرضا بخجل وهى تقول بخفوت وانا كمان رد مصطنعا عدم الفهم وانتى اية توردت وجنتيها وهى تقول بخجل شديد بحبك ابتسم بسعادة ثم قبلها من جبينها بعمق وقال يلا عشان نصلى أومأت موافقة فاتجها الاثنان الى ركن
تم نسخ الرابط