رواية كاملة قوية الفصول من الواحد وخمسون للستون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
بجانبه طوال الوقت .. وقد تخلت هى عنه بكل بساطة.. فهمت الآن لم يردد دعاءه بإطالة عمره حتى يرى طفله ويفرح بزواج أخته وصديقه.. فهمت الآن كل شيء ولكن أتى فهمها متأخرا.. لم يستطع حمزة إخراجهم من المكان وهو يراهم على تلك الحالة.. نظر لهم بإشفاق وهو يقول نادما فهمت دلوفتى لية مكنتش عايز تعمل العملية.. انت لو كنت معايا وشوفتهم كدة وهما خايفين وقلقانين عليك مكنتش هتقبل أبدا انك تعملها.. دلوقتى فهمت قصدك يا صاحبى.. بس بعد فوات الأوان مضت 3 ساعات ثقيلة على الجميع.. وقد كانت مريم وياسمين تبكيان بشدة بينما تسيل الدموع من عينى الرجال فى صمت وهم يدعون الله أن يكون سالما حتى لو لم يسامحهم.. أصبحت الساعة السادسة صباحا حين خرج الطبيب بملامح متجهمة.. نظر لهم بحزن شديد قائلا بأسف الحالة كانت متأخرة جدا.. البقاء لله سقطت مريم مغشيا عليها بينما أمسك عبد الله ذراعه الأيسر پألم شديد فكان على مشارف جلطة.. بينما صړخت ياسمين بهيستيرية قائلة اخويا عايش.. يوسف مش ھيموت.. اخويا عايش بينما ياسين قد انهار وسقط أرضا يبكى فقدانه لسنده وهو غير راض عنه.. لقد أغضبه بشدة.. لم يستطع الاعتذار له.. لن يراه مرة أخرى.. بينما حمزة كان أكثرهم صدمة وذهولا.. قال للطبيب بعدم استيعاب أتأكد تانى يا دكتور.. يوسف كويس.. انا متأكد ربت الطبيب على كتفه بحزن ثم تركه وذهب.. لقد ذهب يوسف بلا رجعة..!
كانت تراه يقف بعيدا عنها وعلى وجهه ابتسامة صافية.. كان يمد يده لها يريدها أن تذهب معه.. وحين وضعت كفها بيده لتراه يبتعد عنها وقد أصبح سرابا.. انتفضت قائلة بفزع يوووسف ذهبت إليها ياسمين بسرعة فكانت مريم شاحبة تماما وقد ذهب الډم من وجهها.. لهثت بشدة.. لقد كان كابوسا.. لم يرحل يوسف.. أجل كان كابوسا.. رفعت أنطارها لياسمين الباكية فقالت بقلق مالك يا ياسمين.. بتعيطى لية نظرت لها ياسمين بذهول.. ألا تتذكر ما حدث.. ردت پبكاء يوسف ماټ يا مريم.. يوسف ماټ ضحكت مريم قائلة لا طبعا دة كان كابوس بس هزتها باسمين بشدة وهى تصرخ فيها لتفيق بقول لك يوسف ماټ.. أخويا ماټ رمشت بعينيها عدة مرات بعدم تصديق.. أقالت يوسف.. كيف.. ردت بنظرات تائهة لا مستحيل.. يوسف عمره ما يسيبنى ويمشى.. مستحيل انهمرت دموعها وهى تهز رأسها بشدة نافية لحديثها فاحتضنتها ياسمين بقوة وقد انخرطت الفتاتان فى بكاء شديد..
أما فى الخارج.. كان حمزة يجلس على أحد الكراسى ينظر الى الفراغ.. كيف يتركه رفيق دربه بمنتصف الطريق ويرحل ليجعله يكمل طريقه وحده.. كيف يذهب دون وداعه.. كيف يفعل هذا به.. يعلم إنه ليس بمقدور يوسف ولكنه كان يتمنى أن يبقيا سويا حتى يشيبان على طاعة الله ولكن إرادة الله فوق كل شيء.. إنه لا يستطيع تمرير يوم دون أن يراه أو يحادثه على الأقل.. كيف تستمر حياته وهو غير موجود.. حتى أنه لا يستطيع أن ينعم بسماع صوته العذب فى تلاوة القرآن.. لن يصلى بهم مجددا فى مسجد الشركة.. كيف سيبدأ يومه وهو يعلم أنه لن يراه.. يحتاجها بجنبه.. يحتاج أن تطمئنه بأن كل شئ سيكون على خير ما يرام.. اتصل بحنين فأتاه الرد على الفور وهى تقول بقلق بالغ حمزة.. انت كويس.. بتصل بيك من امبارح مردتش لية رد بصوت متهدج كمن يوشك على البكاء يوسف ماټ يا حنين.. أخويا ماټ ذهلت من رده.. أقال يوسف.. كيف.. لقد كان يحادث حمزة منذ عدة ساعات فقط.. انهمرت دموعها قائلة انت فين هاجى لك انا وبابا حالا أعطاها عنوان المشفى فأغلقت الخط وأخبرت والدها بسرعة الذى تسمر مذهولا.. يوسف الراوى.. مدير الشركة المحبوب.. كيف.. إنه بصحة جيدة وفى سن صغير.. ارتديا ملابسهما بسرعة واستقلا سيارة أجرة متجهين الى المشفى..
فى المساء.. كان بفيلا يوسف الراوى ما لا يقل عن خمسمائة شخص.. أتى كل فرد من الصغير الى الكبير من جميع فروع الشركة ليقدمون تعازيهم فى أكثر شخص كان يعاملهم بتواضع كأخ لهم.. وقف حمزة وخالد وياسين بعيون دامعة ليقومون بتحية الحاضرين بينما مريم فى الأعلى بغرفته.. كانت تتلمس كل شئ بيدها وكأنها تدعوه للحضور.. تتمنى لو عاد الزمن لتقف بجانبه وتدافع عنه.. ولكن بما تفيد أمنيتها الآن..
مضت أيامها متشابهة وروتينية.. أصبحت ذابلة ووزنها قل للنصف.. تظل طوال الوقت شاردة وهى تطالع صورهما سويا.. لا تستطيع النوم سوا وهى نائمة بفراشه تحتضن قطعة من ملابسه التى لا تزال رائحته متعلقة بها.. تنثر عطره فى أنحاء الغرفة علها تشعر به بجوارها..
متابعة القراءة