رواية كاملة قوية الفصول من الواحد وخمسون للستون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

مرت نصف ساعة أخرى حتى خرجت الطبيبة أخيرا.. ليذهب لها يوسف بسرعة.. لم تتأخر الطبيبة عنه فقالت مطمئنة الحمد لله المدام والبيبى بخير زفر عبد الله وخالد براحة فأردفت هى فى الشهر الاول.. والفترة دى محتاجة راحة فيها عشان الحمل يثبت.. وواضح انها وقعت لإن فى كدمات فى جسمها.. وقفنا الڼزيف الحمد لله وانقذنا البيبى التقط أنفاسه أخيرا فارتمى على الكرسى غير قادر على الوقوف.. ظل يردد الحمد لله.. الحمد لله ذهبت الطبيبة بعدما شكرها خالد ثم خرجت مريم محمولة على الفراش وهى غائبة عن الوعى.. انتفض يوسف واقترب منها.. عدل حجابها وأمعن النظر فى وجهها الملائكى وهو يكرر عبارات الحمد.. اكملت الممرضات طريقهن الى غرفة قريبة ثم حملنها ووضعنها فى الفراش برفق.. قالت احداهن ليوسف واحد بس اللى يفضل معاها لو سمحتم فقال يوسف لعمه وخالد بحزم روحوا انتم وطمنوهم.. انا هفضل هنا هز عبد الله رأسه بإيجاب ثم قبل جبين ابنته وذهب برفقة خالد.. بينما هو جذب أحد الكراسى ووضعه بجانب فراشها.. أمسك يدها بقوة وكأنه ېخاف أن تبتعد عنه.. قبل جبينها ويديها بعمق وظل مستيقظا طوال الليل لعلها تستيقظ من غفوتها او تحتاج شيئا.. رتل القرآن بجانب اذنها بصوت عذب فوجد ملامحها يبدو عليها الراحة.. ابتسم واكمل ترتيله حتى سمع أذان الفجر يصدح فى الأنحاء فقام وتوضأ ثم وقف بين يدى الله يدعوه بحفظ زوجته وطفله سالمين.. انتهى وعاد يجلس بجانبها وأكمل ما كان يفعله دون أن يغمض له جفن..
بالفيلا.. وصل خالد وعبد الله وطمأنا الجميع بأنها وطفلها بخير ليزفر ياسين وياسمين براحة.. تسائل عبد الله وهو ينظر فى أنحاء المكان أمال فين فريدة ردت ياسمين بعفوية رجعت الفيلا شعر عبد الله بالڠضب لأنها لم تنفذ مطلبه.. خرج برفقة خالد متجهين الى فيلتهم ليجدا فريدة تجلس أمام التلفاز.. شعر خالد بالذهول من برود والدته.. ان ابنتها فى المشفى وهى تجلس تتابع التلفاز.. بينما عبد الله قال پغضب هادر يا برودك يا شيخة بنتك فى المستشفى كانت ھتموت وانتى قاعدة هنا بتتفرجى على التليفزيون نظرت له ببرود ثم الټفت الى التلفاز مرة أخرى لتتفاجئ بشعرها بين يديه وهو يقول بصوت عالى يشق الجدران انتى شكلك عايزة تتربى من اول وجديد صړخت من شدة الالم بينما خالد حاول أن يبعد والده عنها قائلا اهدى يا بابا.. سيبها بس انت بتعمل اية أفلت شعرها من بين يديه لتمسكه هى بملامح مټألمة وقد شعرت بچرح كرامتها التى أصبحت فى التراب وهى ټضرب أمام ولدها.. بينما قال عبد الله مهددا بعيون مشټعلة شوفى لك اوضة تنامى فيها وطول مانا فى البيت مش عايز اشوف خلقتك صعد لغرفته وهى تقف مذهولة من كلامه الذى لم تتوقعه أبدا بينما خالد يحاول مواساتها..
الفصل الثانى والخمسين
أشرقت الشمس ببهجتها وآشعتها الذهبية التى أقسمت أن تزعجها.. تململت مريم فى فراشها حين أصابتها آشعة الشمس لتوقظها من نومتها العميقة.. شعرت بمن يقبض على يدها.. ففتحت عينيها الزرقاوتين وتطلعت حولها لتجد نفسها فى غرفة بلون البحر الذى يبعث الراحة فى النفوس.. لفت وجهها پألم من جلستها الطويلة فوجدت يوسف يقبض على يدها بكفه يحتضنها وهو يتكإ على الفراش ونائم بعمق كما يبدو عليه الإرهاقفنومته غير مريحة بالمرة.. كان يبدو كالطفل الصغير الذى نام من شدة تعبه بعد اللعب.. ابتسمت بحب ومسدت على شعره الغير مهندم.. كان يوسف منذ صغره ونومه خفيف جدا.. فور شعوره بيدها على رأسه انتفض بفزع.. حين رآها استيقظت وتبتسم له قال بسرعة انتى كويسة.. حاسة بإية هدأته قائلة اهدى.. انا كويسة ثم أكملت بحزن البيبى ماټ.. صح ابتسم قائلا لا لسة موجود.. وان شاء الله ييجى بالسلامة شعرت بالسعادة الشديدة فارتمت بأحضانه وهى تحمد الله على حمايته لطفلها الذى لم ير الدنيا بعد.. بادلها العناق قائلا بندم أنا آسف ابتعدت عنه وهى تنظر له بعدم فهم فقال شارحا انتى استنجدتى بيا وانا ملحقتش انقذك.. لو كنت واخد بالى منك مكنش دة حصل تلمست وجنته بحنان قائلة بابتسامة صغيرة متلومش نفسك.. انا مكتوب لى دة يحصل مكنتش هتقدر تمنعه.. الحمد لله انها عدت على خير.. والبيبى كويس ابتسم لها بامتنان ثم اقترب منها.. وغاب الاثنان فى عالمهما الخاص حتى أخرجهم صوت دقات الباب.. دفعته مريم بعيدا عنها بفزع لينظر لها يوسف بغيظ قائلا حتى المستشفى مش عارفين يخلونا على راحتنا فيها.. احنا هنرجع البيت بعد ما تخرجى.. مينفعش كدة قهقهت عاليا ليسمعها الطارق من الخارج ففتحوا الباب ودلف عبد الله وخالد وياسمين وياسين.. حزنت مريم لعدم وجود والدتها.. ألا تهتم بالاطمئنان عليها.. شعر يوسف بالضيق من وجود أخيه.. لاحظته مريم فابتسمت له بمشاكسة.. رحبت بهم قائلا منورين.. بس مكنش لازم تيجوا.. انا كويسة وهخرج انهاردة ان شاء الله رد يوسف بحزم مش هتخرجى من هنا غير لما الدكتورة تقول أكد عبد الله على حديث قائلا ايوة يوسف معاه حق زمت شفتيها بضيق فكانت تبدو كالأطفال.. غمزها يوسف بعينيه فلم تستطع كتم ابتسامتها.. لاحظ ياسين ما يدور بينهما لتشتعل ڼار الغيظ والغيرة بداخله.. لقد شعر بالڠضب الشديد حين علم من ياسمين خبر حملها من أخيه.. الآن باتت مهمته أصعب.. بينما ياسمين قالت مازحة مش هاين عليكى تقعى فى الفيلا عندكم.. الجنينه اتعكت ضحك الجميع على مزاحها لتقول مريم بغيظ اتعكت.. بدل ما تقولى لى فداكى يا مريوم رد يوسف بدلا من ياسمين قائلا بابتسامة عاشقة فداكى الف جنينة يا روما أخفضت أنظارها بخجل شديد.. فعائلتها بجانبها وهو يغازلها كما لو كانا بمفردهما.. وكان ياسين يقف بعيدا يلقى عليهم نظراته الحاقدة.. انقضت جلستهم ثم رحلوا بعد قليل.. بينما يوسف سأل الطبيبة عن موعد خروجها فأخبرته بأنها يمكنها الذهاب الليلة.. كانت ياسمين قد أحضرت ملابس نظيفة لها فقال يوسف بخبث وهو يعطيها الملابس تحبى اساعدك ردت بسرعة لا ضحك عليها لتغتاظ هى.. تسائل بمكر متأكدة ردت بثقة اة أخذت الملابس ثم دلفت الى المرحاض.. ارتدت الفستان الرمادى ولم تستطع غلق السحاب فيدها لا تستطيع الوصول إليه.. تذمرت بغيظ وتمتمت كان لازم تجيبى فستان يا ياسمين سمعها يوسف من الخارج فكتم ضحكاته حتى لا تسمعه ثم قال بجدية مزيفة خلصتى يا روما ردت بتلعثم اااا.. ها.. اة ثوانى بس كان واثقا أنها لن تخرج حتى لو بعد أيام فقال ضاحكا طب اخرجى كدة فتحت الباب فتحة بسيطة وهى تنظر أرضا بخجل.. فهى من رفضت مساعدته.. فلتدفع ثمن ذلك.. حاول كتم ضحكاته بصعوبة ثم قال مبتسما حتى ظهرت غمازتيه لفى توردت وجنتيها ثم الټفت ببطء شديد.. كما توقع لم تستطع إغلاق السحاب.. اقترب منها وأبعد شعرها الطويل لتظهر رقبتها البيضاء.. شعرت بأنفاسه الساخنة تلفح رقبتها.. انقطعت أنفاسها وهى تتمنى أن ينتهى بسرعة.. بينما هو نظر لظهرها.. حين شعرت بيده ټلمسها ارتجفت تلقائيا..
تم نسخ الرابط