رواية كاملة قوية الفصول من الواحد وخمسون للستون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
بحزن وحسرة ثم حملته وصعدت الى غرفتها.. أما ياسين فجلس بجوار عبد الله كل منهما يبكى على ما فعلاه بالوحيد الذى كان لهما كل شئ..
الفصل الأخير الجزء الأول
كان فى سيارته ينطلق الى حيث لا يعلم.. يشعر بالضيق والڠضب.. أنا الذى لم أفكر بهم.. كيف.. أحميهم بكل ما أتيت من قوة.. أساندهم حتى شدوا أزرهم.. أخاف عليهم أكثر من نفسى.. والآن لا أفكر بهم.. ضړب المقود پغضب وهو يشد شعره الطويل بيده الى الوراء.. اشتقت لها حقا.. انقطعت أنفاسى حين اقتربت منى ولمست وجهى.. صړخ غاضبا لسة بتحبها.. لسة قلبك بيدق ليها بعد كل اللى عملته فيك.. غبى هدأت ثورته حين تذكر آدم.. ذلك الملاك الصغير الذى يشبهه الى حد كبير.. ابتسم تلقائيا داعيا الله أن يحفظه لهما.. بل له.. ڠضب ثانية.. لم يفكر بها ويجمعهما بكلمة واحدة.. لم يهتم لأمرها الى تلك الدرجة.. تمنى لو يكسر أضلعها داخل أحضانه.. تمنى لو يفعل ذلك حقا.. اشتاق لها بشدة.. لكن لا.. التمعت عينيه بالتحدى.. لن يسامحها بتلك السهولة.. لن يسامحها إلا حين يتأكد من حبها له كما يحبها هو.. حين يثق بأنها لن تتخلى عنه مجددا.. تذكر حين كادت تحتضنه ولكنه ابتعد عنها.. ابتسم بسخرية.. كان من الممكن أن يعانقها بسهولة.. فهى لازالت زوجته على أية حال.. طلقها بالفعل ولكنه ردها لعصمته حين رآها لأول مرة بعد عودته من باريس.. لم يتحمل فكرة أن تبتعد عنه وتصبح غريبة بالنسبة له.. لقد عانى كثيرا حتى تزوجها.. لن يتخلى عن حبه لها بهذه السهولة.. ولكن فقط.. بعض الصبر.. التمعت عينيه بالإصرار.. بعد دقائق كان قد وصل الى الفندق الذى يقيم فيه.. ترجل من سيارته وصعد لغرفته.. خلع جاكيت بذلته وألقاه بإهمال على الأريكة ثم فتح أزرار قميصه فقد شعر بالاختناق.. ارتمى على فراشه ينظر للسقف بشرود.. عادت ذكرياته الى الوراء لسبعة أشهر.. بعدما خرج من غرفة العمليات تحت تأثير المخدر.. وضعه إبراهيم بغرفة بعيدة حتى لا ينتبه له أحد.. اعتنى به حتى استطاع أن يقف على قدميه مجددا.. سافر الى باريس لا يحمل معه سوا بعض الحاجيات القليلة حتى تقابل بصديقه أدهم.. رحب به أدهم واستقبله.. كان هزيلا ضعيفا بعدما سرق منه هذا المړض اللعېن كل قوته.. كان يعانى تلك الفترة كثيرا حتى يعود الى سابق عهده.. يقضى كل أوقاته بصالة الألعاب.. عاد الى الملاكمة والسباحة.. اشتد أزره وعاد الى ما كان عليه قبل ذلك بل أفضل.. وقد ساعده أدهم كثيرا.. يذكره بحمزة.. صديق الطفولة والمراهقة والشباب.. عليم يوم زفاف صديقه واخته من مالك فعاد الى مصر.. حضر الزفاف كالغريب يجلس بمكان بعيد جدا يراقب سكناتهم قبل حركاتهم وقلبه يؤلمه لأنه لا يعيش تلك اللحظات معهم.. وعند انتهاء الزفاف عاد فورا الى باريس ليكمل انتقامه.. حين أخبره مالك بتعرض شادى لمريم.. شعر بالڠضب الشديد وأصر عليه أن يقوم بتقديم الأدلة حتى لا يتعرض لها مجددا.. خاف عليها كثيرا أن تتأذى ولا يكون هو بجوارها ليحميها.. وحين انتهى من انتقامه من أعداءه.. عاد الى موطنه ثانية.. علم بحمل ياسمين وزوجة صديقه.. شعر بالسعادة لهما حقا.. كان يراقب سكنات مريم قبل حركاتها.. يرافقها بكل خطوة متخفيا دون أن تنتبه له.. يراها تذهب برفقة خالد وياسمين الى عيادة الطبيبة فيشعر بالألم الشديد.. كان من المفترض ان يكون مكانهما.. حين وضعت.. لم يستطع تمالك نفسه حتى اليوم التالى حين يذهب للفيلا.. ذهب للمشفى بعد صلاة الفجر.. دلف ببطء لغرفتها فوجد فراش الصغير.. حمله برفق وهو ينظر له بحنان.. أذن بحوار أذنه اليمنى ثم وضعه ثانية وقبله من جبينه.. نظر لها وهى نائمة تبتسم براحة.. ود تقبيلها بشدة.. ولكنه خرج مسرعا قبل أن تنجرف مشاعره.. مضى ليله يفكر فيها وفى طفله.. لم يغمض له جفن حتى ذهب فى اليوم التالى للفيلا.. تذكر كل هذا وهو لازال ينظر للسقف.. تنهد بضيق ثم قام وأبدل ملابسه لينام بعد ذلك والإرهاق واضح على قسمات وجهه..
متابعة القراءة