رواية كاملة قوية الفصول من الواحد وخمسون للستون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

أغلق السحاب ببطء وهو يتمنى أن تطول الثوانى ليبقيا كذلك.. انتهى أخيرا لتلتف هى بنظرات منخفضة وخجل يغطى ملامح وجهها.. رفع وجهها بأصابعه لتقابل عينيه الرماديتين التى أسرتها.. لم تشعر بنفسها سوا وهى محاصرة بين ذراعيه التى تقبض على خصرها بينما هو قد انقض على شفتيها ينهل من شهدها.. لم تستطع قدميها أن تحملانها فكادت تقع حين التقطها بين يديه وعاود تقبيله لها.. أفاق الاثنان بعد قليل فأبعد يوسف وجهه عنها ليجدها تلهث لانقطاع أنفاسها.. لم تجرؤ أن تنظر له فابتعدت عنه والتقطت حجابها ثم ارتدته تحت أنظاره العاشقة.. خرجا سويا ثم استقلا السيارة وعاد بها يوسف الى فيلا عبد الله الراوى.. كانت الساعة تدق الثامنة.. انتبه يوسف الى رنين هاتفه فنظر له ليجد المنبه الذى يذكره بميعاد الجلسة.. أغلقه بعدم اهتمام ثم وضع الهاتف بجيبه لتقول مريم متسائلة مردتش لية قال بلا مبالاة دة منبه ردت باهتمام عندك مشوار ولا اية رد بضيق اة بس مش رايح.. مش مهم قالت بحزم هتروحنى الفيلا وروح مشوارك يا يوسف كاد يعترض الا أنها أوقفته قائلة هتوصلنى وتروح تأفف بضيق ولم يرد.. يكره تلك الجلسات بحق.. يكره دخول المشفى من الأساس.. وصل الى الفيلا فترجلت من السيارة.. تابعها بنظراته حتى اطمئن من دخولها ثم ذهب الى مشفى الطبيب إبراهيم.. حاول إبراهيم أن يقنعه بالعملية ولكن كان رد يوسف حازما وهو يقول مش هعملها يا دكتور.. العملية آخر حاجة ممكن افكر فيها عشان علاجى دخل الى الغرفة المجهزة للجلسة فيسمع صرخاته المټألمة كل من يمر من أمامها.. انقضى العڈاب أخيرا ليبدأ العڈاب الآخر.. الإعياء المتكرر والصداع المزمن.. جلس بسيارته لساعة كاملة حتى شعر باستعادة بعضا من قوته الهزيلة وقد بدأ الصداع يحتل رأسه كعادته بعد كل جلسة.. فرك عينيه ذات الرؤية الضبابية ثم شغل سيارته وسار ببطء عائدا الى الفيلا.. ولم ينتبه الى تلك العيون التى تترصده..
فى منزل شادى.. بالتحديد فى غرفة النوم.. كان يستلقى على فراشه عارى الصدر لا يرتدى سوا سروال منزلى بينما سارة تقف أمامه بقميص نوم قصير وهى تسكب بعض الخمر.. قالت متسائلة تفتكر نبعت حد يقول لعبد الله رد شادى مبتسما بشړ انا عملت كدة من زمان عقدت حاجبيها بعد فهم فيقول شارحا بعتت واحد من رجالتى لشركته وقال له ياخد باله من تصرفات ابن اخوه من غير ما يقول لية.. فريدة قالت لى انها سمعته بيتكلم فى الموبايل مع واحد من البودى جارد وقال له يراقب يوسف ويقول له على تحركاته ثم أكمل براحة وقالت لى ان ياسين ممكن نطلع منه بمصلحة.. فبعتت حد يراقبه هو كمان ولاحظت انه بيروح لكباريه كتير.. بالفلوس رشيت حراس المكان.. وانا كنت عارف ان هييجى يوم ويوسف يروح ورا ياسين.. وفعلا حصل.. وطبعأ عبد الله باعت راجل وراه.. لما دخل يوسف هناك.. الراجل سأل الحراس عنه.. قالوا له انه بييجى هنا كتير يسكر ويقعد مع بنات.. وطبعا الراجل راح قال لعبد الله اللى سمعه.. وبما ان يوسف بيروح مستشفى ياخد جلسات كيماوى رشيت ممرضة هناك تقول لجاسوس عبد الله انه بيتعالج هنا من المخډرات.. وبرده الراجل لما عرف كدة راح قال لعبد الله.. وانا عرفت من الدكتور اللى بيعالجه انه مش راضى يعمل العملية وممكن فى اى وقت يفلسع.. فبكدة ضمنت ان انا فى السليم ويوسف ھيموت مۏتة ربنا بعد ما ياخد صډمته من عمه ضحك عاليا بعدما انتهى من حديثه بصوت تشمئز منه الآذان بينما سارة تصفق له بإعجاب على خطته الذكية..
بينما فى منزل حمزة.. كان يجلس على فراشه يفكر بعمق فى حال صديقه تلك الايام.. عندما أخبره يوسف بأن خالد سيتقدم لطلب يد ياسمين.. انتظر حتى تنقضى الجلسة على خير حتى يذهب لعبد الله ويقول له عن مرض صديقه.. انتظر يومين.. والآن هو الوقت المناسب.. انتفض من جلسته ثم أخذ من خزانة ملابسه ما استطاعت يده أن تلتقطه ثم استقل سيارته وذهب لفيلا عبد الله الرواى..
بينما يوسف قد وصل أخيرا الى الفيلا بعد عناء.. دلف للداخل بصعوبة فى الحركة فوجد الجميع يجلس بالصالون.. بينما عبد الله فور رؤيته ليوسف ببشرته الصفراء وجسده الهزيل انتفض واقفا وهو يقول بمزيج من السخرية والاحتقار أهلا بالبيه المحترم 
الفصل الثالث والخمسين
اندهش الجميع من لهجة عبد الله الساخرة بينما فريدة ابتسمت ابتسامة شامتة.. حتى يوسف نفسه نظر له بنظرات مدهوشة.. فلم يحادثه عمه بتلك اللهجة قبل ذلك.. كان ياسين وياسمين يجلسان معهم أيضا وقد شعرت ياسمين بالدهشة من تصرفات عمها.. ليريح عبد الله عقولهم من التساؤلات وهو يردف بتهكم كنت فين صمت يوسف ولم يرد بينما ردت مريم بدلا عنه كان عنده مشوار مهم يا بابا رد عبد الله ساخرا مشوار مهم.. وهو البيه جوزك مقالكيش انه كان بيسكر اول امبارح فى كباريه فى أحضان الستات نظر له الجميع بذهول بينما يوسف يقف وهو يسأل نفسه أيتحدث عمى عنى ام عن من ألجمت الصدمة مريم فلم ترد بينما فريدة تتابع الموقف بنظرات شامتة وخبيثة.. ليتابع عبد الله حديثه وهو يشير ليوسف باحتقار يوسف ابن احمد الراوى.. اللى الكل يشهد بأخلاقه.. بيتعالج فى مستشفى من المخډرات.. بصوا لشكله وانتوا تصدقوا كلامى حقيقة لم يستطع أحد أن يتحدث.. فقد وقفت الكلمات بحلقهم من جراء ما يسمعون .. توجهت أنظار الجميع الى يوسف المتسمر بمكانه ينظر لعمه بذهول وصدمة.. انتفضت ياسمين ثائرة على عمها قائلة پغضب حضرتك جايب الكلام دة منين.. محدش يصدق على يوسف انه ممكن يعمل كدة رد عبد الله مبتسما بسخرية كان واحد من رجالتى مراقبه.. محبيتش اظلمه وقلت أتأكد بنفسى.. روحت لحراس الكباريه وسألت ممرضة فى المستشفى وأكدوا لى كلامه صدمت ياسمين من رده.. أخيها لا يفعل ذلك.. هو من رباها تربية صالحة لا يمكن أن يفعل ذلك.. ولكن حديث عمها مقنع تماما.. صمت الجميع مفكرين فى كلامه.. فهم لاحظوا بالفعل غياب يوسف لوقت متأخر وحين يحضر يكون غريبا جدا تصرفاته غريبة وشكله أيضا.. وما أثبت صحة ذلك بالنسبة لمريم.. أنها سألته عن وجهته حين خرج مسرعا فى وقت متأخر ولم يجاوبها.. كما أنه منذ فترة ينام كثيرا وأصبحت بشرته صفراء وجسده هزيلا بشدة.. إن والدها محق.. انفطر قلبها الى نصفين.. أهذا زوجها الذى أحبته.. من كان يطربها بكلماته المعسولة.. وعلى ما يبدو كان يسكتها بتلك الكلمات حتى يستطيع الذهاب لغيرها.. ارتمت على الأريكة وقد انخرطت فى بكاء شديد.. بينما يوسف يطالعها بنظرات مذهولة.. أصدقت عليه هذا الحديث.. أما خالد فكان يشعر بالصدمة.. أخيه وابن عمه الذى علمه الكثير من الاشياء وكان سندا وعونا له بعد الله ليصبح فى تلك المكانة العالية.. من كان يوجهه للطريق الصحيح ويرشده الى الصواب يفعل هذا الفعل الشنيع.. أما ياسمين فكانت مضطربة المشاعر.. هى لا تصدق هذا
تم نسخ الرابط