رواية كاملة قوية الفصول من الواحد وخمسون للستون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

الفصل الواحد والخمسين
بفيلا يوسف الراوى.. كانت الجلسة يشوبها الحب من جهة العائلة والبرود من جهة فريدة وياسين.. طلب خالد الانفراد بها ليحدثها قليلا فاتجه يوسف الى الحديقة يرافقه خالد وياسمين.. جلس العروسان على طاولة بكرسيين وجلس يوسف قريبا منهما يكاد يسمعهما فقط وانشغل بمطالعة النجوم فى السماء يفكر بعمق.. كان يشعر بنغزات فى قلبه تنذره باقتراب شئ سئ ظل يستعيذ ويستغفر ولكن هذا الهاجس لم يبتعد عن تفكيره وقلبه..

أما خالد وياسمين.. كانت ياسمين تفرك يدها بتوتر وخجل شديد وقد صعدت الډماء الى وجنتيها ولم تجرؤ على رفع أنظارها بينما خالد يطالعها بحب وسعادة حقيقية.. حمحم قائلا احم.. عاملة اية ردت بخفوت الحمد لله ساد الصمت بينهما ثانية كلا منهما لا يعلم كيف يبدأ حديثه حتى قطع خالد هذا الصمت قائلا بابتسامة صغيرة المفروض ان دى رؤية شرعية.. مش هتبصى لى كاد الخجل ېقتلها حتى استجابت أخيرا لمطلبه ورفعت أنظارها ببطئ فقابلتها نظراته العاشقة.. أخفضت انظارها سريعا ليضحك سرا على فعلتها.. فقال ليزيل عنها الحرج طب مش عايزة تسألينى عن أى حاجة كادت تقول لا ولكنها قالت فجأة اختارتنى لية رغم انك..يعنى..انت.. اكمل خالد بهدوء رغم انى شوفت بنات كتير نظرت الى الارض بحرج ليكمل هو مبتسما بصى يا ياسمين.. انا بعترف انى كنت بكلم بنات كتير.. بس انا توبت وندمت.. وعمرى ما حسيت بالراحة لواحدة فيهم.. غيرك ارتعش قلبها لكلمته الأخيرة فتابع سبب اختيارى ليكى هقولهولك يوم كتب كتابنا ان شاء الله شعرت بالسعادة من كلامه الغير مباشر بحبه لها.. تمت الجلسة على خير وهما يسألان بعضهما عن بعض الأشياء المهمة فى مثل تلك المواقف.. بينما كانت فريدة بالداخل تتآكلها ڼار الڠضب والحقد والكره لتلك العائلة التى يعيلها يوسف..
طلب يوسف من أخته التفكير بالأمر لبعض الوقت حتى يتفقان على الخطبة.. فأعلمته الموافقة لتملأ السعادة أجواء المكان.. وتهللت أسارير الجميع عدا فريدة بالطبع.. وقد انهالت عليهما المباركات.. اتفق عبد الله ويوسف على اتمام الخطبة وعقد القران بعد اسبوع من الآن والزواج بعد شهر حتى تتجهز الشقة من كل شئ وقد أصر خالد قائلا انا اللى هجيب كل حاجة وعايز ياسمين بشنطتها بس حاول يوسف الاعتراض ولكن أصر عبد الله أيضا فلم يجد بدا من الموافقة.. انقضت الجلسة على خير وكادت عائلة عبد الله الراوى أن تخرج من الفيلا.. بواجهة الفيلا بعض السلالم للخروج الى الحديقة ومن ثم البوابة.. خرج عبد الله وفريدة أولا وبعدهما خالد ويوسف ومريم.. توقف يوسف ليحتضن شقيقته بحنان أبوى قائلا مبروك يا مينو.. ربنا يتمم لك على خير ويدينى العمر لحد ما اسلمك لخالد بنفسى ابتسمت له ياسمين بخجل بينما مريم نظرت له پخوف.. لم يردد هذا الدعاء دائما.. تشعر بالخۏف لمجرد سماعه.. احتضنت ياسمين وكادت تخطو خطواتها الأولى على الدرج حتى حدث كل شئ فى لحظة واحدة.. انزلقت على الدرج وهى تصرخ مستنجدة يوسف انخلع قلبه لرؤيتها ملقاة على أرض الحديقة.. تسمر مكانه من هول الموقف بينما الټفت عائلة عبد الله بعد صړختها فيفاجئوا بها تتسع دائرة الډماء حولها.. جرى خالد عليها ليحملها بينما يوسف أفاق من صډمته وذهب لها مسرعا.. قال بهلع مريم.. مريم.. فوقى يا حبيبتى صړخ فيهم اطلبوا الاسعاف كان عبد الله اكثرهم تماسكا فقال بسرعة الاسعاف هيطول.. شيلوها ع العربية بسرعة حملها يوسف فى لمح البصر واتجه الى سيارته وهو يبتلع خطواته.. كان قد اشترى سيارة جديدة بعد الحاډث الذى أصابه.. وضعها برفق ينافى هول الموقف ثم استقل السيارة وانطلق بها كالصاروخ الى اقرب مشفى دون أن ينتظر أن يركب أحدهم معه.. بينما استقل خالد سيارته مسرعا ومعه عبد الله.. وقد قال عبد الله لفريدة وياسمين بحزم خليكم فى البيت هنا سوا وياسين معاكم.. هنطمنكم بالتليفون انطلق خالد بسرعة شديدة وراء سيارة يوسف تاركا وراءه ياسمين تبكى بشدة وياسين يكاد ينخلع قلبه وفريدة تقف بملامح متجهمة دون أن تتاثر بما حصل.. بينما يوسف فى سيارته يقود بتوتر شديد وهو ينادى مريم قائلا مريم.. فوقى يا حبيبتى قربنا نوصل كان ېصرخ بها كل دقيقة تقريبا حتى تفيق ولكنها غائبة عن الوعى تماما.. وصل أخيرا الى المشفى.. فأوقف السيارة فورا وحملها بين يديه ثم دلف اليها وهو يقول صارخا حد ييجى بسرعة اندفعت الممرضات اليه وحملوها ليضعوها على التروللى ثم اتجهوا بها الى غرفة العمليات بينما هو يقف امام الغرفة وينظر لها من الزجاج وقد التمعت عينيه بالدموع.. اوقف خالد سيارته امام المشفى حين وجد سيارة يوسف.. دلفا للداخل مسرعين وهما يبحثان عن يوسف حتى وجداه يقف أمام العمليات وهو يعطيهم ظهره.. ذهب له خالد وامسك كتفه ليواجهه عينين يوسف الدامعة.. شعر بالذهول الشديد حين رأى دموعه.. يوسف يبكى.. الصخرة يبكى.. انه لم يبك فى ۏفاة والده ويبكى الآن لأن مريم سقطت من على الدرج فقط.. من كان حصنا منيعا لهم طوال تلك السنين لم يتأثر بأى رياح عاتية.. انهار الآن من ضړبة بسيطة.. حاول ان يتحدث ليخفف عنه ولكن الكلمات وقفت بحلقه.. وجد يوسف ينظر ليديه ويقول بهدوء مخيف ملحقتهاش انتبه الى ما يقول فرد باطمئنان متقلقش.. ان شاء الله هتبقى بخير تابع يوسف وكأنه لم يسمعه كان فى ايدى انقذها وملحقتش شعر خالد بالقلق من شكله الهادئ والمخيف وكلماته الغريبة فكرر بقلق كل دة كان مقدر ومكتوب.. مش هتقدر تنقذها طالما مكتوب لها كدة رفع يوسف أنظاره له فيصيب خالد الذهول من رؤية عينيه شديدة الاحمرار.. وجده يقوم فجأة الى حيث لا يعلم ولم يستطع إيقافه لسرعة خطواته.. بينما يوسف كان الله وحده يعلم بما يشعر الآن.. ذهب الى المسجد ووجد نفسه يقف بخشوع والدموع تسيل من عينيه.. دعا الله كثيرا أن يحفظها له.. لا يهم الطفل.. سيعوض بإذن الله.. ولكن هى.. لن يستطيع العيش بدونها.. لن يتحمل حياته وهى غير موجودة.. يكفيه أنها بجانبه ليبقى على قيد الحياة.. انتهى من صلاته بعد فترة ليست بالقليلة.. مسح دموعه ثم عاد لهم مجددا.. نظر له خالد بقلق يساوره بينما عبد الله كان يقرأ القرآن فى نفسه.. مرت نصف ساعة كالسنين عليهم.. كان يوسف يعد الدقائق منتظرا خروج أى أحد ليطمئنه.. حتى وجد ضالته أخيرا وحرجت أحد الممرضات.. انتفض مسرعا وقال بقلق شديد هى كويسة.. طمنينى لم تعطيه الممرضة أى رد شافى.. بل ذهبت لإحضار ما طلبه الطبيب دون أن ترد عليه.. ضړب الحائط بقبضته غاضبا بينما خالد يحاول تهدأته..
بالفيلا.. بعدما ذهب خالد وعبد الله اتجهت فريدة الى فيلتها غير عابئة بما أخبرها به زوجها بأن يظلوا سويا.. بينما ياسمين كانت تهز ساقيها بتوتر شديد ولازالت الدموع تسيل على وجنتيها.. أما ياسين فكان يجوب الصالون يمينا ويسارا بقلق شديد يتآكله.. كما كان يشعر بالڠضب والغيرة الشديدة لأنه ليس معها الآن بل أخيه من يساعدها..
بالمشفى..
تم نسخ الرابط