رواية كاملة قوية الفصول من السابع عشر للعشرين بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

عملت كده!.. أنا عليااااء!
وكأنها لکمتها في وجهها لتستفيق لواقعها صاړخة پجنون وكأنها تحدث نفسها
علياء.. نادية.. هتفرق.. نادية ملكته.. سرقته مني.. وسابت بنتها تكمل من وراها..
ثم هزت رأسها بقوة فتناثرت خصلاتها المصففة جيدا.. وبرقت عيناها بشدة وهي تقترب منها بشدة
أنت جريمتك أكبر.. أنت خطفت فرحة عمري كله.. خلتيني أشوفك في عيون ابني ليل ونهار.. كأنه عايش في ملكوت ما فيش فيه غيرك.. كان لازم حياتنا ترجع زي ما كانت قبل ما تظهري فيها.. وهو يتجوز ريناد.. ويفضل حبيب أمه وبس.. لكن أنت.. أنت.. أنت لازم تختفي من الدنيا!
صړخت بها علياء وهي تتراجع للخلف وتلف بطنها بذراعيها
ما تقربيش مني.. أخرجي بره..
اقتربت سهام وأمسكت بكتفي علياء وهي تهزها بشدة وتردد هاتفة
لازم تختفي.. لازم..
ماااامااا..
صړخة يزيد التي أتت من باب الغرفة المفتوحة وقد برزت حدقتاه ذهولا من المشهد.. والدته تهز علياء بشدة.. بينما علياء تلف ذراعيها حول بطنها ودموعها تتساقط وعلى وجهها ارتسمت أقصى درجات الړعب..
تحرك بسرعة لينتزع علياء من بين يدي والدته ليزرعها في صدره ويضمها بقوة بين ذراعيه محاولا السيطرة على نوبة الهيستريا التي بدأت تظهر علاماتها واضحة عليها وهي تتخبط بين أحضانه وتشهق بقوة متمتمة بكلمات غير مفهومة..
هتف بوالدته بقوة
ماما من فضلك سيبيني معاها لوحدنا..
تجمدت سهام وهي تسمع نبرة ابنها الحازمة والتي تناقض تصرفاته الرقيقة نحو الفتاة فهو يضمها.. يقربها.. يهمس لها.. يحاول طمأنتها وهدهدتها بكل الطرق.. وهي أمه يطلب منها الخروج بتلك اللهجة الباردة التي أعادها للمرة الثانية وهو ېصرخ بأمه
ماما.. من فضلك أخرجي بره الأوضة..
رمقته سهام بنظرة ضائعة ثم خرجت مهرولة من الغرفة وصورة ابنها وهو يضم عدوتها بين ذراعيه لا تنمحي من أمام عينيها..
أنت سيبتني لها.. سيبتني لوحدي.. لوحدي.. بعدت.. عني.. بعدت عني.. وأنا لوحدي.. كلهم.. كلهم.. سابوني.. آذوني.. ۏجعوني قوي.. ما فيش حد عايزني.. أنا عايزة ماما.. عايزة أروح لماما.. هقولها أنا مش رخيصة.. أنا متجوزة.. مش رخيصة.. ماما.. ماما..
ظلت تخبط رأسها بصدره وهي تناجي أمها وتبكي بلا توقف.. بينما هو ثبت رأسها بكفه زارعا إياها بصدره ومتمتما بأذنها
اهدي يا علياء.. اهدي الله يخليك.. مش هينفع تاخدي مهدئ ولا منوم.. هدي نفسك شوية..
أخذت شهقاتها تتعالى واستبدلت رأسها بقبضتيها وهي ټضرب صدره بقوة هاتفة
عايزة ماما.. أروح لها.. عايزة أروح لها..
وازدادت انتفاضاتها وهي تحاول التخلص من ذراعيه اللتين أحكمتا الطوق حولها.. حتى فقدت معظم قوتها وتهاوت 
عارفة ليه عمري ما ناديتك باسم غير علياء..
سكنت شهقاتها قليلا وبدا أنها بدأت تستمع له.. فأكمل
اسمك بيوصفك يا علياء.. اسم أجمل وأغلى من أنه يختصر.. حتى لو بغرض الدلع والدلال.. مش بيقولوا كل واحد له نصيب من اسمه.. وأنت بقى اسمك بيوصفك كلك.. قلت لك قبل كده أنت غالية.. غالية قوي يا علياء..
سكنت بين ذراعيه وقد استسلمت لقبضته على خصرها وأخذت ترمش بعينيها الدامعتين وقد تعلقت الدموع بأهدابها.. وهي تستمع لكلماته التي يخبرها بها للمرة الأولى.. حرك جبهته قليلا.. ليتمكن من رؤية عينيها اللتين تحدقان في وجهه پخوف وأمل.. فقبل وجنتها برقة شديدة هامسا
جننتيني لما بدأت تقلدي نيرة في لبسها.. ما كنتش ببقى فاهم إيه اللي بيحصلي.. عايز أغطيك وأخبيك عن عيون الناس.. كنت ببرر ده الأول وأقول لنفسي.. أختي الصغيرة.. زي ما بابا كان بيقولي..
ابتسم بسخرية من حاله وأكمل لعينيها المنتظرة بلهفة تكملة حديثه
لحد ليلة الحفلة في النادي.. وأنت بترقصي مع مازن.. من جوايا اتأكدت أنك مستحيل تكوني أخت لي.. كل اللي فكرت فيه أني عايز أخدك من إيدين مازن وأخبيكي.. لأنك بتاعتي..
ازدادت قبضته حول خصرها وهو يهمس بشراسة
بتاعتي.. فاهمة إزاي بتاعتي..
اللي حصل بعد كده أني أثبت ملكيتي بغباء.. وأنت دفعت التمن..
عاد الحزن مرة أخرى يترقرق في عينيها مع الدموع وحاولت إبعاد وجهها عنه... ولكنه ثبته بشراسة لتسمع باقي كلماته وهو يخبرها
أنت بتاعتي.. مراتي..
ومد كفه يتحسس بطنها في شغف
أم ابني.. ومش هسمح لأي حد بعد كده يقلل منك.. ولا حتى أنت..
أغمضت عينيها فجرت إحدى الدمعات المعلقة في أهدابها وسألته في خفوت
ولا حتى مامتك..
عاد إليه مشهد والدته وهي تهز علياء بقسۏة لحظة دخوله الغرفة.. فزاد من ضمھ لها وهو يقول بحزم
ما فيش حد هيقرب منك ولا ھيأذيك تاني يا علياء.. ده عهد علي.. يا ريت تصدقيني وتسامحيني على اللي فات..
خرجت الكلمات منها قبل أن تستطيع منع نفسها
أنت سيبتني لوحدي..
اتكأ بجبهته فوق جبهتها ليهمس
لأني غبي!..
همست
بس أنا مش عايزة حاجة..
هز رأسه نافيا
لا.. المرة دي مش هينفع.. ومش هوافقك.. أنا بس اللي موقفني أنك توصلي لواحد وعشرين سنة عشان ما فيش حد من أعمامك يتدخل تاني..
أخفضت بصرها أرضا والتزمت الصمت ولم تجبه.. فمد يده ليرفع ذقنها حتى
تواجهه عيناها وسألها هامسا
عجبك الخاتم..
انتقل بصرها بدون إرادة منها الى الخاتم في بنصرها.. كانت الماسة ذات اللون الأزرق الشاحب تتألق في يدها.. وقد ارتكزت على قاعدة بلاتينية ودعمها من الجانبين.. وردتين ماسيتين براقتين.. كان مميزا بالفعل ولم ترى مثله من قبل وخاصة ماسته الملونة.. سمعته يهمس لها وهو يتناول يدها يقبل الخاتم بها
أنا طلبت الخاتم ده.. ولون الماسة الأزرق مخصوص.. ومن فترة.. ولسه الجواهرجي مكلمني الصبح عشان استلمه.. آسف أني اتأخرت عليك..
عادت لتلوذ بالصمت وكأنها تذكرت الآن أن تعاقبه بصمتها..
ابتسم بتفهم أمام صمتها الذي لاحظه على الفور.. ولكن ما يطمأنه أنها كفت عن البكاء.. وأمسكت قميصه بيدها التي ألبسها فيها الخاتم.. ويدها الأخرى الټفت حول خصره لتدعم نفسها.. وأغمضت عينيها وهي ترمي برأسها على صدره وتباعدت شهقاتها.. وبدا أنها ستخلد للنوم بين ذراعيه.. فاستمر يهمس لها بمواقف وأحداث مرت بهما معا.. بشعوره بالغيرة من مازن لأنه
تم نسخ الرابط