رواية كاملة قوية الفصول من السابع عشر للعشرين بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

وبلاش تنولهاله.. أنت عايز أرضك.. وأنا عايز مراتي.. يبقى متفقين..
سكت لحظة ونظراته تتركز على مجموعة الرجال.. ثم قال لصالح بتأكيد
أعتقد أنك أتأكدت إنها مراتي.. نقعد بقى ونتفاهم.. أنا مش عايز غير مراتي.. وتحت أمركم في كل طلباتكم..
وإحنا هنتفاهم معاك أنت ليه.. فين بوك..
الكلام معايا أنا.. أنا جوزها وأي مسائل قانونية هحلها بس تروح معايا الليلة..
وبالفعل.. تمت المفاوضات _كما أطلق عليها سرا_ معه هو.. حيث بدا اهتمامهم جليا بالأراضي التي تخص علياء.. وقدمها لهم يزيد بدون نقاش.. واعدا نفسه أن يعوضها عنها بمجرد أن تبلغ الحادية والعشرين..
ثم بدأت طلباتهم تتزايد.. فأرادوا.. مهر.. شبكة.. مؤخر.. باختصار بدا أنهم يريدون كسب كل ما يمكن من وراء إتمام تلك الزيجة.. ووافق بدون معارضة فهو لم يكن يعلم أن موافقة أعمامها ما هي إلا خضوع لنساء الأسرة اللاتي قررن التخلص من وجود علياء بأي طريقة.. فهي تمتلك من الجمال والفتنة ما جعل كل واحدة منهن تخشى على رجلها أو أبنائها منها.. وخاصة بعد الخبر الذي زفته إليهن أم عواد.. فقد حسمن الأمر.. بضرورة إبعادها فلن يحمل أي من أبنائهن حمل الفتاة.. وعارها..
وافق على كل طلباتهم بدون نقاش.. حتى حفل الزفاف التقليدي الذي أرادوه.. ولكنه اشترط أن يراها ويخبرها بنفسه.. ولم يعترضوا.. فهم حصلوا على ما أرادوه من خلفها ولم يعد يهمهم إلا إنهاء الموضوع بما يليق..
أصرت عمتها على مرافقته ومعهما عمها الأصغر مهدي فاصطحباه إلى غرفتها والتي ما إن دلف إليها ورآها حتى تجمد في مكانه.. لا يصدق أن فراشته الرقيقة هي تلك الكتلة الضئيلة والتي ترتدي السواد بداية من وشاحها الأسود الكبير إلى جلباب واسع يكاد يخفيها تماما.. لولا لونه القاتم الذي ناقض بشرتها الشاحبة ما ميز وجودها داخله..
أجبر قدميه على التحرك خطوات بطيئة أولا.. ثم ما لبث أن أسرع لاهثا نحوها.. ركع على ركبتيه أمام الفراش الذي تكومت فوقه.. ليكتشف مع اقترابه كم الچروح والكدمات التي تملأ وجهها.. تكورت قبضتيه پعنف وهو يحاول منع نفسه من الذهاب إليهم لينتقم لها من كل خدش لكنه يعلم أن خروجه بها من ذلك المكان يعتمد على تحكمه في غضبه وثورته..
مسح بيده على وجهها وناداها برفق
علياء..
لم تصدق علياء نفسها وهي تسمع همسته.. ظنت أنها تحلم بوجوده لينقذها.. ولكن رائحة عطره التي تحفظها جيدا كانت واضحة جدا.. حقيقية جدا بالنسبة لحلم..
عاد يهمس پخوف
علياء..
حركة بسيطة من أجفانها المغلقة أنبأته أنها تسمعه.. فعاود النداء
علياء ردي علي..
حركة ضئيلة أخرى من أجفانها ولكنها مصرة على عدم فتح عينيها.. تحرك ليجلس بجوارها في الفراش ورفعها من رقدتها ليضعها على صدره.. ويزيح بيده الوشاح من فوق رأسها.. لحظتها اتسعت عيناه پألم وهو يرى شعرها الجميل وقد اختفى بعد أن تم قصه بطريقة بدائية وهمجية..
وصلته شهقتها الضعيفة فأخفض بصره ليلتقي بزرقة عينيها وقد غشيتها نظرات الوحدة والخۏف.. الألم والړعب.. وعتااااب وولوم بلا نهاية ممتزج بنداء استغاثة جعلها تغلق أجفانها عليه وكأنها لا تصدق أنه أتى بالفعل من أجلها..
خلل أصابعه في خصلاتها المشعثة.. فعادت تفتح عينيها لتواجه نظراته وعندها لم تستطع التحمل فاڼفجرت في نوبة بكاء ډمرت تماسكه الهش من البداية فضمھا لصدره بقوة هامسا
هششششش... هنبعد عن هنا في أسرع وقت..
لم تجبه بشيء واستمرت في البكاء.. بينما أصابعه تتحسس چروح وجهها العديدة.. وهنا تعالى صوت عمتها
اتحشمي أنت ورجلك..
الټفت يزيد نحوها وقال بقسۏة وحزم مخاطبا مهدي
من فضلك.. عايز أكلمها على انفراد..
ابتسمت السيدة باستخفاف تقريبا قائلة
جول اللي أنت عايزه.. وحد مانعك!
بنبرة باردة كالصقيع أجاب يزيد
عايز أكلم مراتي لوحدها..
سامحيني.. والله ما كنت أعرف.. والله ما كنت أعرف..
ظل جفناها مغلقين ودموعها تجري على وجنتيها الجريحة 
افتحي عينيك يا علياء.. شوفيني..
ضغطت على جفونها بشدة وكأنها ترفض طلبه.. بينما ازداد انهمار دموعها.. فركن جبهته فوق جبهتها بتعب وهو يهمس
عاقبيني زي ما أنت عايزة.. أما نكون في بيتنا.. بس اسمعي الكلام وجاريهم في موضوع الفرح..
ظلت تحرك رأسها برفض بينما استمر هو في همسه لها حتى هدأت بين ذراعيه وخضعت مضطرة لمراسم زفافها الصوري.. ارتدت ذلك الثو
ظل يزيد يجوب أروقة المشفى كأسد حبيس فهو منذ سمع منها كلمة بڼزف.. فقد إدراكه بكل ما حوله ومن حوله.. ولم ينتبه إلا وهم بالمشفى بالفعل ومازن يتولى الأمور.. بينما تمسك بعلياء رافضا الابتعاد عنها.. حتى هتفت به نيرة في حنق
أنا هدخل معاها.. أبعد أنت بس..
ظل يجوب الردهة أمام حجرة الكشف بالمشفى ومازن يحاول جاهدا تهدئته.. حتى خرجت الطبيبة إليهما تجاورها نيرة..
بدأت الطبيبة كلماتها موجهة حديثها لمازن فهي صديقة وزميلة دراسة قديمة له
الحمد لله.. الڼزيف كان بسيط وقدرنا نوقفه.. الجنين بخير دلوقت..
هتف يزيد بقوة مقاطعا
جنين!!.. هي علياء حامل..
رمقته الطبيبة بنظرة ڼارية وتعاود الحديث إلى مازن
هي محتاجة راحة لفترة بسيطة.. بس أنا ملاحظة..
قاطعها يزيد مرة أخرى
كلميني أنا.. دي مراتي..
فقدت الطبيبة أعصابها وهي تصيح به
من فضلك يا أستاذ.. أنا بحاول أتحكم في أعصابي أني ما بلغش البوليس.. مع أنه واجب علي أني ابلغ.. أنا بس عاملة
تم نسخ الرابط