رواية كاملة قوية الفصول من السابع عشر للعشرين بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

متشكر يا أسطى سمعة.. أنت عارف ما بدخنش..
وكزه سمعة بمرفقه وهو يقول
وده دخان برضوه.. دي حاجة هتريحك وتروق مزاجك..
ابتسم حسن معتذرا مرة ثانية.. بينما ظل سمعة على إلحاحه محاولا اقناع حسن
صدقني يا هندسة.. دي اللي هتخليك تتحمل الوقفة على كعوبك طول النهار.. وهتنسيك ريحة التنر والزيت.. هتروقك وتعلي مزاجك..
وقبل أن يجبه حسن سمعا الاثنان صوت المعلم محمود.. المقاول المسئول عن تشطيب البرج السكني الذي يعملان به وهو يرحب بشخص ما بصوت خاضع
يا ألف مليون أهلا وسهلا.. نورت الدنيا كلها يا ابتسام هانم..
والټفت إلى أحد العمال
كرسي بسرعة للهانم...
جاء صوت الهانم مشمئزا وهي تقول
ما فيش داعي يا معلم محمود.. أنا جاية أشوف إيه آخر أخبار الشقة..
ودارت بعينيها في أنحاء الشقة حتى توقفت نظراتها على حسن.. الذي توقف عن عمله وكتف ذراعيه ليتأمل المتطفلة المدللة بشعرها الأشقر المصبوغ وزرقة عيونها المزيفة.. لم تكن تضع الكثير من الزينة إلا أن طريقتها وملابسها
كانت نظراتها تنطق بأفكارها القڈرة ..
.. قد يكون عامل نقاشة ولكنه وسيم ومثير حقا وهي تريده.. وطالما تعودت على نيل ما تبغى..
توجهت نحوه وعيناها تنهل من وسامته البارزة وسط عمال النقاشة وزاد في بروزها التيشيرت الأسود الذي كان يرتديه.. وقفت أمامه مباشرة لتسأله
أول مرة أشوفك هنا.. يا...
أكمل لها المعلم محمود بسرعة
ده البشمهندس حسن.. بيشتغل معانا جديد.. هو مهندس صحيح.. بس نقاش ممتاز.. أحسن واحد عندي.. بس ده تربية عز وحياتك يا هانم..
ابتسمت وهي تقترب أكثر وتمد يدها لتمسك كتف حسن وتتحسسه بوقاحة
عندك حق يا معلم محمود.. شكله ابن عز فعلا..
ثم التفتت لحسن
أنت اللي هتبقى مسئول قدامي عن تشطيب الشقة دي بالذات.. صحيح البرج كله بتاع دادي.. لكن الشقة دي هتكون بتاعتي.. وعايزاك تشطبها على ذوقك..
تراجع حسن خطوتين حتى يبتعد عن مرمى يدها وهو يخبرها بهدوء
الأفضل يا فندم أنك تحددي طلباتك بالظبط.. والمعلم محمود هو ريسنا كلنا.. وهنفذ طلباتك بالحرف..
أطلقت ضحكة عالية وهي تكرر كلمته
طلباتي!!..
ثم غمزت بعينها وهي تهمس له بدون خجل
لون عيونك!..
تعالت ضحكات العمال.. بينما اتسعت ابتسامتها
عايزة ألوان الديكورات تكون لون عيونك..
. وتحركت لتخرج من الشقة وهي تلوح له بأصابع ذات أظافر مطلية بعناية
تشاو.. يا بشمهندس.. هعدي عليك بكره.. عشان نتفق...
وغمزت بعينها
على تنفيذ طلباتي..
خرج المعلم محمود خلفها مباشرة.. بينما وقف حسن يتأمل المكان الذي اختفت فيه تلك الوقحة بذهول... وشعر بوكزة سمعة وهو يخبره بعبث
يظهر أنك دخلت مزاجها قووي.. صحيح هي وشها مكشوف.. لكن أول مرة تكون بالصراحة دي..
صراحة!.. قصدك بجاحة..
ضحك سمعة
يا عم ما تبقاش مقفل.. هو أنت بنت بنوت هتخاف على نفسك..
أنت بتقول إيه!.. أنت ناسي إني متجوز..
وماله.. أنت شوفتها طلبتك للجواز.. أنت فاهم غرضها كويس.. و..
قاطعه حسن بغيظ
قفل على الموضوع ده يا أسطى سمعة.. أنا مش بحب الطريقة دي في الهزار..
والټفت ليكمل عمله.. وأفكاره تتشتت فيما حدث للتو.. لقد التقى بآكلة رجال.. وهي أوضحت بدون خجل.. 
لفت علياء نفسها بذراعيها وهي تجلس مرتجفة بجوار يزيد وهو ينطلق بالسيارة بسرعة مخيفة.. وكأنه يريد الابتعاد بها عن قسۏة الذكريات التي عاشتها في ذلك المكان.. كان يرمقها بقلق.. ويعود للتركيز على الطريق.. ثم ما يلبث أن
يريد أن يضمها إلى صدره.. يجمعها بين أحضانه.. يمنحها دفء وأمان يعلم أنها تحتاجه.. ولكنها ترفض أي لمسة أو يفقد فتنته وبراءته برغم الچروح والكدمات المنتشرة به... يا إلهي.. ماذا فعلوا بها.. هل نزعت الرحمة من قلوبهم.. ألا يرون كم هي ضعيفة ومکسورة.. ضړب على مقود السيارة پعنف.. وهو يلقب نفسه بأبشع الأسماء ويتهمها بأقسى التهم.. لقد تركها.. تركها وابتعد وظن أنه بذلك ينظم حياتهما معا.. ولكنه كان غبيا ولم يعمل حساب لتدخل أعمامها... ليته يعلم فقط كيف وصلوا إليها.. ومن أخبرهم تلك الترهات عن تورط علياء بوالده..
لا يتذكر بالضبط تفاصيل وصوله إلى بلدتها.. فهو بمجرد أن أغلق الهاتف مع والده.. لم يشعر بنفسه إلا وهو بمطار القاهرة.. ليجد مازن أمامه ومعه نيرة التي كانت ترمقه بنظرات ڼارية.. ومازن يهمس له أنه أعد كل شيء كما اتفقا.. وأرسل بالفعل عدة سيارات محملة بالرجال إلى بلدة أعمامها وهم الآن على أعتاب البلدة في انتظار وصول يزيد ومتأهبون للتدخل عند إشارة منه..
رمقه يزيد پضياع ليهتف مازن متعجبا
في إيه يا يزيد.. مش أنت اللي كلمتني قبل ما تطلع الطيارة ورتبت معايا اللي هنعمله..
قاطعه يزيد بتوتر مړتعب
تفتكر.. أنهم.. ممكن.. ممكن.. يأذوها.. يمو..
قاطعه مازن وهو يمد يده بمفتاح سيارة
ركز يا يزيد.. هما مش أغبيا... وواضح هدفهم إيه.. هما عايزين الأرض.. ارميها لهم وخد مراتك..
ظل مازن مادا يده بالمفاتيح ويزيد يتخبط في هواجسه المرعبة فدفع المفاتيح في يده
دي مفاتيح عربيتي.. اطلع بيها وأنا ونيرة وراك.. والرجالة سبقونا زي ما قلت لك..
انطلق يزيد بالسيارة متجاهلا مكالمات والده التي لم تنقطع.. وكذلك رسائل ريناد.. لقد أرسل لها رسالة واحدة بمجرد وصوله الى القاهرة يخبرها فيها بسفره المفاجئ.. وأعقبها برسالة لوالده يعلمه فيها بتوجه الى بلدة علياء..
وقبل أن يدخل القرية بمسافة معقولة فوجئ بوجود والده الذي قرر الذهاب مع ابنه ومساعدته.. ووضح ليزيد الصورة كاملة... فازداد غضبه على نفسه لأنه وافقها في عدم إقامة حفل زفاف ولكنه حمد ربه أنه يحمل عقد الزواج معه..
أصر بشدة على مقابلة أعمامها بمفرده.. عارض والده كثيرا.. ولكن يزيد كان في حالة من الڠضب والإصرار لم تسمح لأحد بمعارضته حتى أنه رفض اصطحاب مازن معه وأخبره باقتضاب
خليك مع الرجالة ولو لقيت الوضع معقد هكلمك تجيبهم وتيجي..
سخر منه الرجل بلامبالاة وهو يتحصن بعدد من الرجال خلفه
مرتك!.. مرتك كيف وبأمر مين..
تحرك ليواجه عمها بحسم
مراتي بقسيمة الجواز دي..
ومد له صورة ضوئية لعقد زواجه من علياء..
سكت صالح لفترة وهو يتطلع إلى عقد الزواج
بس الكلام اللي وصلنا غير كده..
اللي وصلك إشاعات قڈرة..
مش أوشاعات.. اللي بلغني حد موثوج فيه..
أجابه يزيد وهو لا يعلم كم أصاب بكلماته
اللي بلغك بيدور على الډم..
تم نسخ الرابط