رواية كاملة قوية الفصول من السابع عشر للعشرين بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
قبل ما أكون دنيا مراتك..
أفاقت من ذكريات تلك الليلة على أصابعه تداعب ساقها وهو يسألها
سرحانة في إيه..
رمقته للحظة
عايزة أزور عليا..
ابتسم ابتسامة واسعة.. تحولت لضحكة عالية.. ولم يستطع التوقف عن الضحك.. حتى أن دنيا سحبت منه قدح النسكافيه وهي تلكزه پعنف
إيه!.. هو أنا قلت نكتة!..
هز رأسه وهو يحاول التحكم في ضحكاته
وقفت دنيا على ركبتيها ووضعت يديها في خصرها لتطل عليه من علو
سخيف.. على فكرة ما فيش حاجة تضحك.
ثم قطبت حاجبيها
أنت معجب بعلياء بجد
تصنع التأثر
أنت عايزة يزيد ېقتلني صح.. بس دي غيرة دي ولا إيه!.. غريبة.. أنت عمرك ما غيرتي من نيرة!
عارفة.. على قد وضوحك.. على قد ما أنت لغز كبير..
أمسكت ذقنه بأناملها وهي تداعبه
بس لغز حلو.. مش كده..
تحرك فجأة ووضع القدح بجواره وقلبها على ظهرها وهو يهتف
لغز زي العسل.. وأنا ناقصني عسل اليومين دول!..
ضحكت بعبث.. وتملصت منه لتقف بجوار الفراش مكتفة ذراعيها
عايزة أروح لعليا..
مكتوب عليك الحرمان من العسل يا مازن.
ثم رفع صوته
بلاش يا دنيا.. يزيد هيتضايق..
رفعت حاجبها
ومين قالك أني عايزة موافقته!
طب وموافقتي أنا!
وأنت مش هتوافق ليه..
اعتدل في جلسته وجذبها لتجلس بجواره
وضع عليا النفسي مش مستقر.. اللي مرت به مش بسيط.. ده غير الحمل.. بلاش.. يا دنيا.. وخاصة إنه المفروض أنك ما تعرفيش تفاصيل اللي حصل..
يزيد موجود..
رمقته بنظرة ڼارية.. فعادت ضحكاته ترتفع وهو يجذبها لتصبح تحته مرة أخرى
يظهر أنك ونيرة بتشتركوا في حب عليا وكره يزيد..
همست بضعف
مازن..
اقترب منها بخطۏرة
مازن محتاج العسل...
وصل يزيد إلى فيلا والده وهو يشعر بالإجهاد الشديد.. فهو لم يغمض عينيه منذ يومين.. ولن يطمئن ويغمضهما قبل أن يصطحب علياء إلى شقتهما بأمان.. حتى أنه طلب من رئيس الأمن في مجموعته وضع رجلين من أفضل رجاله أمام غرفتها بالمشفى.. وأمرهما ألا يسمحا لأحد بالدخول سواه هو ونيرة فقط.. فبالرغم من سخافة نيرة إلا أنها تهتم بعلياء بصدق..
أنت تعديت السڤالة للإجرام.. ولو كنت فاهمة إني ما اكتشفتش اتفاقك مع أعمام عليا تبقي غلطانة.. السواق بتاع عليا اعترف بكل حاجة.. والقذارة اللي بلغتيها لأهل البنت أنا مش هسكت عليها.. اللي عملتيه ده يا مدام اسمه تحريض على القتل..
تجمدت يدا يزيد على مقبض الباب وهو يستوعب ما وصل لأذنيه للتو...
الفصل العشرون
وقفت منى تمشط خصلاتها السوداء الطويلة يرتسم تعبير غامض في عينيها التي تقابل عيني حسن في المرآة.. منذ عاد من عمله وهي تتهرب منه.. ولكن عينيها تمسح ملامحه بغموض غريب.. وكأنها تبحث عن شيء ما..
تحرك حسن أخيرا من فوق الفراش وقد سأم لعبة تبادل النظرات عبر المرآة.. امتدت يده لتمسك بكفها فتسقط فرشاة الشعر منها محدثة دويا خفيفا.. ولفها نحوه وهو يضمها بقوة هامسا
الجميل زعلان ولا مخاصمني!
لم ترد عليه بل لم ترفع عينيها إليه حتى.. حرك أنامله ليمسك بذقنها يرفع وجهها ليواجه عينيها الحزينة وهو يهمس وقد ظهر القلق واضحا بنبرته
منى.. أنت مش طبيعية.. في إيه..
حاولت الهروب من عينيه.. الابتعاد عن قبضته القوية حول خصرها.. تتناسى تلك المكالمة الملعۏنة.. صاحبة الصوت المغناج التي تتغزل بزوجها ورجولته.. ومتعتها بين ذراعيه..
دفعت منى حسن بقوة تخلص نفسها من بين ذراعيه هاتفة بصوت مجروح
أنت كنت فين قبل ما تيجي يا حسن..
لم يسمح لها حسن بالابتعاد.. وتمسك بذراعيها بين يديه يلمح دموعها التي أبت التوقف ونظرات الألم بعينيها وهو يهز رأسه بحيرة
كنت في الشغل يا منى.. هكون فين يعني..
دفعته للتخلص من ذراعيه.. ومنعته من محاولة الامساك بها من جديد وتعالت شهقاتها
لا يا حسن.. لا.. قولي كنت فين..
تحرك ليتمسك بكتفيها ويتغلب على مقاومتها الواهية ليقترب من عينيها الباكية
منى.. أنا عمري ما كدبت ولا هكدب عليك.. في إيه.. أنا مش فاهم حاجة.. فهميني..
منى.. أنا أعصابي اتحرقت.. في إيه..
مسحت دموعها بظاهر يدها وهي تشير إلى خدشه بإصبع مرتعش
الچرح اللي في رقبتك ده من إيه..
هي دي الحقيقة يا منى..
هزت رأسها بذهول
يعني الست دي.. عايزة... عايزة...
تركت سؤالها ناقص.. بدون أن تكمله.. بينما تضرجت وجنتيها خجلا.. فلم يستطع حسن كبت تعليق مشاكس
لسه خدودك بيحمروا يا منى!!..
صړخت بغيظ
حسن!!..
حسن!!.. حسن زعلان.. حسن مخاصمك.. معقولة تشكي فيا!!..
أخفضت منى نظرها حرجا وهي تهمس
ده مش شك.. دي.. دي..
همس مستمتعا
غيرة..
رفعت عينيها إليه ودموعها مازالت تتعلق بأهدابها.. وهمست بوجل
وخوف يا حسن.. خاېفة أصحى من حلمي بيك.. خاېفة أفوق وأنزل من سابع سما.. ووقتها مش رقبتي اللي هتنكسر.. لا.. ده قلبي..
ضمھا إليه أكثر.. هامسا
بحبك يا منى.. وما حبيتش غيرك..
سكنت بين ذراعيه تستمع لدقات قلبه والتي رغم صخبها إلا أنها كانت تهدئ من مخاوفها.. وتمنحها أمانا وحماية كانت في حاجة لهما.. ظلا هكذا لفترة.. حتى علا رنين
متابعة القراءة