رواية كاملة قوية الفصول من السابع عشر للعشرين بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
وعلى بوابة المشفى أنزل مازن نيرة بعدما أحضرت لعلياء بضعة أشياء.. أهمها بضعة ثياب جديدة حتى تخرجها من ثوب المشفى الكئيب كما أخبرتها صباحا.. وقبل أن تستدير لمازن مودعة لمحت سهام تغادر المشفى وهي تركب سيارتها ومعالم التوتر والڠضب تحيط بها.. فقفزت من السيارة تركض نحو غرفة علياء.. وقد انتابها القلق الشديد عليها.. ولمح مازن اتجاه نظراتها.. فلحق بها مباشرة تاركا السيارة في مدخل المشفى.. فهو يملك شكوكه الخاصة نحو سهام.. ولكنه بالطبع لم يستطع مواجهة صديقه بتلك الشكوك حول أمه..
شعرت نيرة بيد مازن على كتفها وهو يسحبها خارج الغرفة التي لم يشعر من فيها بوجودهما وأغلق الباب بهدوء وحرص.. وجذب نيرة ليتجها إلى خارج المشفى
جذبت يدها منه پعنف وهب تهتف
ما هو وجوده ده هو سبب المشاكل كلها!
توقف مازن ليواجهها
علياء تقدر تحل مشاكلها مع يزيد بسهولة.. ما فيش خوف عليها منه بالعكس هي لها سلطة عليه.. وسلطة كبيرة كمان.. من غير أي تدخل منك أو مني.. يلا بينا..
عارف.. كان نفسي ما يرجعش من دبي..
رفع حاجبا متسائلا
وعلياء.. مين كان ممكن يخرجها من تحت إيدين اعمامها..
أجابته بثقة
أنت كنت تقدر بسهولة مع الرجالة اللي كانوا معانا هناك.. بس كانت علياء هتفوق من وهم يزيد..
وعشان هو مش وهم يزيد رجع.. وبلاش تلعبي في دماغها.. أو تزرعي أي أفكار.. دلوقت في طفل جاي في الطريق.. والوضع مش مستحمل..
غمغمت بحنق
طفلة هتخلف طفل!
ابتسم بسخرية وهو ينهي الحوار
طفلة يمكن.. بس عرفت ولو بالفطرة إزاي تسكن يزيد وتتمكن منه.. حاولي تتعلمي منها حاجة..
رمقته بحذر وقد جمعهما معا نفس الشعور للمرة الاولى.. فهما يشعران ويالسخرية بالحسد نحو يزيد وعلياء..
هاي يا أسطى سونة!..
حاول ألا يلتفت نحوها.. ولكنها رفعت أناملها لتحركها على كتفه لتجبره على الالتفاف نحوها.. ليجدها ترتدي أقصر تنورة وقعت عيناه عليها.. حتى أنه ظن لوهلة الأولى أنها نسيت أن ترتدي واحدة تحت البلوزة الخضراء الشيفون التي.
وجدها ترمش بعينيها اللتين تحولتا إلى لون زمردي
شفت عينيا بقيت لون عينيك إزاي..
رمقها بذهول
افندم!
اقتربت منه وهي تتغنج بوقاحة
ما بتردش على تليفوناتي ليه..
أجاب باقتضاب
أنا رديت عليك فعلا.. وبلغتك أني مش فاضي لأي شغل خاص..
ما حلقتش دقنك ليه..
كاد أن ېصرخ بها.. أنت مچنونة يا ست أنت!.. ولكنه بدلا من ذلك.. قرر أن يلاعبها بطريقتها فازاح يدها ببطء وهو يهمس لها
بحلقها بالليل.. عشان بتضايق مراتي..
ابتعدت عنه ولمعت عينيها بسخرية
أنت متخيل كده.. أني هغير... تؤ تؤ تؤ.. أنا ما يهمنيش مراتك.. ولا أيه اللي بيضايقها.. ولاحبها لك ولا حتى حبك لها..
ورفعت أناملها لتداعب صدره بإغراء
أنت عارف اللي أنا عاوزاه..
سألها
واللي هو..
وصمتت للحظة لتردف
ونغير جو.. وبعدين ترجع لمراتك.. ما ترجعش.. براحتك..
أجابها بابتسامة
فكرة كويسة.. حتى هتكون فرصة حلوة أني أفسح منى في الساحل..
سألت پغضب
منى مين..
هز كتفيه بملل
منى مراتي..
أنت كنت فين قبل ما تيجي يا حسن..
تسللت دنيا بخفة من الفراش تاركة مازن ليرتاح قليلا.. ارتدت روبا قصيرا.. واتجهت للمطبخ لتعد له النسكافيه كما يحبه.. بدون استخدام الماكينة.. ولكنها تعده له يدويا حيث تدعك السكر مع حبيبات النسكافيه لفترة طويلة ثم تصب له الماء واللبن.. الثلث والثلثين.. ابتسمت لنفسها ابتسامة حزينة.. فهي أصبحت تحفظ عاداته وما يحب وما يكره كما تحفظ اسمها.. وتسعى دائما لإسعاده وإرضائه..
وضعت يدها على قلبها تريد أن تخرجه من بين ضلوعها لتسأله..
ليه.. ليه ما اختارتش تحبه هو.. ليه اختارت اللي بيوجعك ويجرحك....
كادت أن تسقط دمعة من عينيها..
ليه سيبتي السرير..
حاولت أن تبعد يديه ولكنها تعلم مدى إصراره عندما يريد شيئا.. فتركتهما أخيرا
كنت بعملك نسكافيه..
اممممم.. ممكن نأجل النسكافيه شوية..
مازن.. عندي شغل.. لازم أنزل..
حرك يده من خلف رأسها ليزيح قدح النسكافيه فيسقطه في الحوض.. ورفعها بين ذراعيه واتجه بها إلى غرفتهما بسرعة..
بعد فترة.. كان يرتشف قدحا آخر من النسكافيه بتلذذ وهو مستلقي في الفراش.. وهي جالسة بجواره.. تريد أن تعلم ما به.. فهي تشعر باختلافه.. وخاصة بعد ظهوره أمام عتبة شقتها في الليلة التالية لزفافه.. ليلتها همس باجهاد
صداع يا دنيا.. صداع هيفرتك دماغي..
اصطحبته ليلتها إلى الأريكة.. ووضعت رأسه في حجرها وظلت تمسدها لساعة كاملة قبل أن تظهر معالم الارتياح على وجهه..
همست له
أحسن دلوقت..
أجاب باقتضاب
أنا كنت عند حسن..
ولم يقل المزيد.. فقط أغمض عينيه واستسلم للنوم..
علمت ليلتها أنه لن يجيب على أي سؤال.. فاحترمت رغبته.. ولم تجادل.. ولم تناقش.. فقط عدلت من وضع رأسه لتتلقاها على صدرها.. وظلا هكذا.. حتى الفجر.. فنهض ليذهب الى منزله وهو يضمها الى صدره طابعا قبلة على جبينها
متشكر قوي يا دنيا..
تحسست وجنته بحنان
انا موجودة دايما يا مازن.. دنيا صديقتك
متابعة القراءة