رواية كاملة قوية الفصول من السابع عشر للعشرين بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
فالتفتت له منى لتندس بين أحضانه
آسف.. يا منى...
استرخت منى بين ذراعيه وابتسامتها تخترق دموعها ورأسها يتوسد صدره.. تتجاوب برقة مع همساته واعتذراته المتكررة التي يلقي بها في أذنيها... وقلبها ينتفض سعادة بعدما كان يعتصر حزنا.. فحبيبها لم يحتمل أن تغفو وهي مچروحة منه.. فما الذي تريده بعد ذلك..
اقټحمت نيرة غرفة مازن وهي تغلي من الڠضب... وظهر ذلك على معالم وجهها الجميل الذي احتقن بشدة.. وارتجف صوتها حنقا وهي تسأل مازن الذي كان قد وصل لتوه من الخارج
رفع حاجبيه بسخرية
ما كنتش أعرف أنك پتخافي!
ضړبت قدمها في الأرض پغضب
أنا ما بهزرش.. ازاي تخرج لوحدك يوم صبحيتنا ومن بدري كمان وما ترجعش إلا على العصر.. كنت فين..
تحرك ليقترب منها قليلا وسألها ببرود
ده اسميه إيه.. قلق علي ولا قلق على برستيجك..
قبل ما تكدبي كدبة واحتمال تصدقيها.. افتكري أنك ما اتصلتيش مرة واحدة تسألي وتشوفي أنا فين..
وقبل أن تجد أي كلمات تجبه بها.. سمعته يخبرها
أنا جبت معايا أكل عشان الغدا.. ممكن توضبي السفرة.. بكره الخدم هيرجعوا لشغلهم.. وآه قبل ما أنسى.. يا ريت تجمعي هدومي من أوضتك وتنقليها الأوضة دي....
إيه اللي أنت بتقوله ده!
بصي يا نيرة.. أنا مش عايز أفشل في حياتي.. أنا واحد ما بيعرفش يفشل.. امبارح كان سهل جدا أني أوصلك على بيت عمي عامر بدل ما أجيبك بيتنا.. لكن زي ما قلت لك.. كده أبقى فشلت.. في نفس الوقت صعب أقبل تصرفك امبارح..
يعني إيه.. هنعمل إيه..
مش هنعمل أي حاجة.. أنا محتاج أفكر في وضع جوازنا وفرص نجاحه..
صړخت پغضب
ما تتكلمش عن جوازنا زي ما تكون بتتكلم على صفقة ولا عملية جديدة للشركة.. وبتفكر فيه من ناحية المكسب والخسارة..
ابتسم بسخرية
أنت اللي حولتيه لكده بتصرف غبي.. ويا ريت يكون مش محسوب.. لأنه لو كان مدبر.. صدقيني هيكون تصرفي غير متوقع..
خلينا نبدأ من جديد..
عشان نبدأ من جديد.. لازم نلاقي نقطة.. ولو صغيرة نبدأ منها.. نقطة نتقابل فيها.. وزي ما أنا عايز أوصل للنقطة دي لازم تكون دي كمان رغبتك.. ولحد ما ده يحصل أنا هنام في الأوضة دي.. الجواز مش بس أننا ننام في نفس الأوضة ونفس السرير..
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يردف.. مدركا صعوبة كلماته على نفسه أولا قبل أن تكون عليها
الجواز اللي أنا عايزه.. إن الواحد يكون عنده استعداد يقدم كل حاجة.. مقابل أنه يمتلك قلب حبيبه..
هتفت مقاطعة في ڠضب
هو أنا لازم أضحي واتنازل عشان أنفع أكون زوجة لك!
هز رأسه بحسم
مش تنازلات يا نيرة.. أنا مش بطلب تنازلات.. ولا هقدم تنازلات تاني.. لأنه لو كانت العلاقة صادقة وقوية مش هيكون في تنازلات.. منى امبارح جت فرحك وهي متأكدة أنك هتحاولي اهانتها.. لكن جت عشان تكون جنب حسن.. وما فكرتش أنها بتتنازل عشان ترضيه.. لا.. فكرت بس أنها تكون جنبه.. مش تنازل ولا تضحية.. بس صدق في المشاعر.. عشان كده بنت السواق زي ما قلت عليها امبارح.. ملكت قلب أخويا.. يا ريت تكوني فهمت أنا عايز أقول إيه..
غمغمت من بين أسنانها
برضه منى.. حتى أنت بتعطيني بها المثل.. كل ده عشان كلمتين قلتهم.. وكنت عايزة أرد بيهم شوية من كرامتي اللي بعترها أخوك.. خلاص.. هو من حقه يجرح ويهين وأنا لو رديت أبقى وحشة وما انفعش زوجة..
هز رأسه بيأس
تبقي لسه مش فهماني.. للأسف.. لسه.. واضح أنه الطريق طويل..
ثم لف موليا إياها ظهره وتوجه نحو باب الحمام الملحق بالغرفة.. وهو يجبها بحسم
نيرة.. من فضلك قبل ما تدخلي أوضتي بعد كده.. تبقي تخبطي الأول..
توسعت عيناها في وسط وجهها حتى بدا كشاطئ أبيض يحيط ببركاتين فيروزيتين... وهي تدرك المعنى المؤلم لكلماته التي حولتها إلى إنسانة غريبة عنه وليست زوجته التي تمناها طويلا..
وقبل أن يدخل إلى الحمام أردف ببطء
أنا عندي مشوار بعد المغرب.. هخلصه واعدي عليك نروح نزور جدتي.. هي عايزة تشوفك وتبارك لك.. أنت عارفة طبعا أنه صحتها ما تتحملش أنها تحضر أفراح..
قال كلمته ودخل إلى الحمام مغلقا بينهما باب...
صڤعة أخرى.. تلتها جملتها الظالمة
ڤاجرة.. دي آخرة الجاعدة في مصر.. البت عيارها فلت..
سالت دموعها وهي تحاول استيعاب ما يدور حولها والحاجة منتهى تبرم خصلاتها بقسۏة وكأنها تريد انتزاعها من رأسها بالفعل..
وعادت تردد
ما هتخرجش من الدار لآخر يوم في عمرها.. ابعت المأذون يا ولد أخوي.. دي دواها الجواز.. ابن عمها يعجد عليها..
شهقت عمتها سعاد وهي تلطم صدرها
يعجد عليها!.. وأمل بنتي.. مرته..
لتتدخل زوجة عمها صالح
أنا هبعت لأم عواد الداية.. ولو طلع كلام الست سهام دي صح.. يبجى نرميها لأي أجير من اللي بيفلحوا الأرض..
شهقت علياء بقوة وابتلعت دموعها مع المرار الذي يجري بحلقها وهي تتساءل بذهول عن علاقة سهام بأعمامها.. لما يذكرونها الآن.. ماذا يحدث حولها.. هل سهام هي من سلمتها لهم.. وماذا أخبرتهم.. أنها لا تعلم ما حدث بينها وبين يزيد قبل الزواج.. فماذا أخبرتهم لتشعل غضبهم بتلك الطريقة..
رددت بهمس مذهول
داية!!.. يعني إيه.. وليه.. هتعمل في إيه..
ارتفع صوتها قليلا
متابعة القراءة