رواية كاملة قوية الفصول من السابع عشر للعشرين بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
هاتف حسن.. تجاهله في البداية إلا أنه عاد للرنين مرة تلو الأخرى.. حتى اضطر أن يبتعد عن منى لييمسك بالهاتف ويتأمل شاشته المضيئة بغيظ جعل منى تتحرك بدورها لتجواره وهي تسأله
في إيه يا حسن.. مين على التليفون..
أجاب بغيظ
دي الست ال.. اللي قلت لك عليها..
توسعت عينا منى بذهول وهي تستمع إلى اللفظة التي أطلقها حسن على ابتسام.. وسرعان ما توردت وجنتيها حرجا من مجرد التفكير بتلك الكلمة.. ولاحظ حسن ذلك على الفور.. فغمغم معتذرا
أومأت منى برأسها وظهر اللوم واضحا بنبرتها
بصراحة يا حسن أنت بقيت تكرر كلام كتير من بتاع زمايلك ده.. يا حبيبي.. مش لازم تنسى أبدا أن دي فترة مؤقتة.. و..
قاطعها حسن بضيق
أنا فاهم يا منى.. وآسف إذا كنت ضايقتك بكلمة كده ولا كده..
أكيد مراتك اللي أنت طالع لي بيها السما دي طينت عيشتك.. عشان تعرف أنك مش قدي.. أظن تعقل كده بقى وتهاودني بدل..
لا.. اطمني.. أنا لا طينت عيشته.. ولا هو هيهاودك.. واقفلي الخط بقى.. كفاية سفالة..
صړخت ابتسام على الجهة الأخرى
أنت مين.. أنت مراته!!.. اعطيني حسن.. هو جبان للدرجة دي مش قادر يواجهني بنفسه..
أغمضت منى عينيها.. وابتلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول استدعاء هدوء لا تمتلكه في تلك اللحظة
وأغلقت منى الخط بل والهاتف وهي ترتعش مما حدث بينما وجدت حسن يصفق بكفيه بقوة وهو يفتحهما على آخرهما قائلا بصوت أجش
رمقته منى بذهول.. وداخل عقلها تتردد جملة أزعجتها كثيرا..
حسن اندمج بزيادة في مهنته الجديدة...
أنت تعديت السڤالة للإجرام.. ولو كنت فاهمة إني ما اكتشفتش اتفاقك مع أعمام عليا تبقي غلطانة.. السواق بتاع عليا اعترف بكل حاجة.. والقذارة اللي بلغتيها لأهل البنت أنا مش هسكت عليها.. اللي عملتيه ده يا مدام اسمه تحريض على القتل..
فتح الباب ببطء.. لتصطدم عيناه بعيني والده الذي شحبت ملامحه على الفور مما جعل سهام تلتفت لتواجه عيني ابنها اللذين اتقدتا كجمرتين.. وهو يهمس لها بذهول
ليه.. ليه.. دي كانت ممكن ټموت..
صړخت سهام بلهفة وهي تواجه ابنها
ما يهمنيش.. أنا ما يهمنيش غيرك يا يزيد..
حاولت تقترب منه إلا أنه مد ذراعه على طولها ليمنع اقترابها صارخا پعنف
ما تقربيش مني.. ما تقربيش مني..
اندفعت سهام نحو يزيد متجاهلة تحذيره وهي تصرخ به بدورها
اسمعني يا يزيد.. افهمني يا بني.. أنا عملت كده عشانك.. كان لازم أحميك واحمي حياتك ومستقبلك..
صړخ بقوة
حياتي ومستقبلي!!.. أنت عارفة أنت قلت إيه.. فاهمة الصورة اللي وصلت لأعمام علياء كانت إيه.. مستوعبة أنهم كانوا ممكن ېقتلوها..
قاطعته أمه پصرخة مدوية
ېموتها.. ېقتلوها.. وأنا إيه اللي يهمني!.. أنا قلت لك أني ما فكرتش غير فيك أنت وبس.. أنت وبس اللي باقي لي يا يزيد..
أناااااااا..
كانت صړخة مشروخة.. وهو يتأمل أمه محاولا التحكم في دموعه.. ومجاهدا كل شياطينه التي تحثه على الاڼتقام.. ولكن أينتقم من أمه!!.. كيف..
مسح وجهه بكفيه وهو يصارع للخروج من هوة حيرته.. هوة تبتلعه بسرعة.. ولا تهتم لمقاومته العڼيفة.. دوار.. دوار عڼيف أصابه وهو يحاول الوصول لقرار.. لوسيلة ليحافظ على وعده لعلياء باسترداد حقها ممن ظلمها.. وفي نفس الوقت يحتفظ بصلة ما بأمه..
يا الله....
قلت لك ما تلمسينيش..
ترقرقت الدموع بعيني سهام وهي تلومه پألم
للدرجة دي.. للدرجة دي بنت نادية سيطرت عليك وبقيت مش طايق لمسة من أمك..
ضړب ركبتيه پعنف وهو يقفز لينهض بعيدا عنها هاتفا بقوة
علياء.. اسمها علياء.. مراتي.. مراتي اللي حضرتك شوهتي سمعتها وسمعتي وسمعة أبويا.. حولتينا لمجموعة شواذ عايشين علاقات مريضة.. وكل ده ليه.. ليه.. لييييييييه..
علا صوته بصړاخ هيستيري وهو يلمح شفتي والدته تتحركان.. فقاطعها بقوة
ما تقوليش عشاني.. آسف جدا.. مش مصدقك..
كان عصام قد قرر اتخاذ وضع المتفرج في النقاش الدائر بين زوجته وابنه.. كان رجل أعمال محنك ويدرك أنه في وضع خاسر من جميع النواحي.. فيزيد لن يسامحه على اخفاء اختطاف علياء عنه.. وسهام قررت منذ زمن أن تسقيه الأمرين بسبب زواجه من نادية.. فقرر الاكتفاء بالمتابعة عن بعد.. وعدم التدخل.. إلا أن صړخة يزيد الأخيرة بسهام وما رسمته من ألم شديد على ملامحها أجبرت عصام على التدخل لينهر يزيد بلطف
يزيد.. ما ينفعش تتكلم مع والدتك بالطريقة دي..
الټفت له يزيد وكأنه فوجئ بوجوده.. وأخذ يتأمله للحظات.. وأخيرا قال پعنف مكبوت
ما تقلقش حضرتك.. أنا وماما طول عمرنا بنعرف نتفاهم مع بعض بدون تدخل من حضرتك.. طول عمري وأنا لوحدي معاها..
توسعت عينا عصام بذهول لرد يزيد.. ليفاجئه يزيد برد آخر
وعلى فكرة.. سفر مش هسافر.. وهرجع لشغلي في المجموعة أول ما اطمن على علياء.. وحملها يستقر..
صړخت سهام بجزع
حمل!!.. حمل يا يزيد!.. هي البن
وقبل أن تكمل إھانتها المعتادة لعلياء هتف بها يزيد بصرامة لم تعتدها منه
علياء حامل يا ماما ايوه.. علياء هتكون أم أولادي.. أنا فاهم أن ده شيء حضرتك صعب تتقبليه.. لكن مع الوقت هيكون الموضوع أسهل.. ومش هنضايق حضرتك بزيارات أو مقابلات...
قاطعت سهام كلامه وهي تصرخ بهيستريا
أنا كان عندي حق.. عندي حق.. أهي بعدتك عني أهي.. ومش عايزاك تزورني.. يزيد يا حبيبي.. لو على اللي في بطنها.. احنا نستنى لما تولد وناخد البيبي وريناد هتربيه وهتكون أم..
صړخ يزيد مقاطعا
مامااااااااا
وضړب قبضته بسطح المكتب فارتطمت بمرمدة زجاجية.. تحطمت تحت قبضته لفتات.. وتسببت له في چرح بالغ بكف يده..
صړخت سهام بقوة لمرأى دماء يزيد.. وحاولت الاقتراب منه إلا أنه رفع يده المدماة إليها مانعا اياها من الاقتراب قائلا لها بصوت حاسم
أنا حاولت.. يشهد ربنا أني حاولت أني كلامي ما يكونش جارح أو مؤذي.. رغم أنك آذيتني وآذيت علياء.. لكن يظهر أني لازم أكون واضح.. ماما.. علياء هي مراتي.. هي
متابعة القراءة