رواية تحفة الفصول من الرابع للسابع بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الحديث عن حياتها الشخصية لنصف ساعة متصلة دون ملل أو كلل بينما شقيقتها تستمع إليها بإنبهار تام ..
أستعرضت الأولى حياتها بالخارج طوال الخمس سنوات المنجلية متباهية بجميع التغيرات التى أحدثتها بشكلها الخارجى قبل تلك التى أثرت على شخصيتها بالداخل وجعلتها أكثر إنفتاحا ونضجا تلك النظرات المتسعة المطلة من أعين شقيقتها دفعتها للإستمرار فى الحديث الشبه مصطنع بعد أن أضافت إليه بعضا من الخيال كى يتزايد اللمعان فى هذه العدسة المندهشة والتى تباطئت أنفاس صاحبتها محاولة إستيعاب تلك الحياة التى عاشتها توأمتها ...
_ ها بقى وأنتى عملتى إيه فى حياتك السنين اللى فاتت دى ..
شعرت فرح بضآلة إنجازاتها ورتابة حياتها التى تخلو من الإثارة عكس حياة شقيقتها الشيقة المشټعلة بالحماس فأجابت بخجل بعد أن انكمش جسدها فى إحدى أركان الأريكة بنية اللون المجاورة لمقعد شقيقتها
قاطعتها هنا ساخرة وهى تتأمل أظافرها
_ مدرسة ! وعيال بقى وزن مبيخلصش ..
ثم أضافت عقب ملاحظتها نظرات الحزن تطل من أعين شقيقتها فنظرت إليها متسائلة بإهتمام صادق
_ ليه تعملى فى نفسك كده.. مشتغلتيش ليه فى السياحة أو الترجمة بدل الپهدلة دى
_ ابدا يعنى محبتش الموضوع أوى وأرتحت مع الاطفال أكتر ..
هنا بلهجة حاولت إخراجها طبيعية رغم علامات الإذدراء التى ملأت وجهها
_ أرتاحتى مع الأطفال .. آه .. طيب ..
ثم أستطردت بينما تلك الإبتسامة المتحمسة تعلو وجهها
_ طيب المهم بقى أحكيلى عن اللى أنتى مصاحباه والاكس وكل حاجة ..
_إكس إيه ومصاحبة مين ! لا طبعا إيه اللى أنتى بتقوليه ده ..
وضعت هنا ساقا فوق أخرى قبل أن تجيب بإستهانة
_ ايه يابنتى عادى .. هو انتى مرتبطيش بحد فى الفترة دى كلها !
رغبت فرح بشدة داخلها أن تروى لها عن ذلك الحب الذى سيطر على كل ذرة بكيانها طوال تلك السنوات لكنها رغما عنها وجدت نفسها تهز رأسها بقوة نافية
أرتسمت إبتسامة ساخرة على شفتى شقيقتها قائلة
_ إيه يابنتى كلام الإنشا ده هو انتى قاعدة قدام ناظرة المدرسة ..
هنا بإرتباك
ثم تسائلت بفضول
_ هو أنتى حبيتى حد لما كنتى مسافرة وأرتبطتى بيه !
هنا دون تفكير
_ يووووووه كتيييير
أتسعت عينى فرح بذهول قبل أن تتسائل
_ كتير إزاى هو مش واحد بس !
حركت هنا رأسها نافية
_ لا طبعا واحد إيه بس .. عادى لما مبرتحش أو بحس إنى اتخنقت بفركش وبعد كده لما يعجبنى حد تانى بتعرف عليه ولو تمام ب go on
وهكذا .. ده عادى جدا برة مش شرط نكمل ..
فى تلك اللحظة ظهرت علامات الصدمة على وجه فرح بعد أن مر على خاطرها ذلك الأمر فشهقت بقوة قائلة بخفوت
_ أوعى تكونى ...
ثبتت هنا نظراتها على عدستى فرح قبل أن تقول بجرأة
_ أكون إيه كملى ..
أحمرت وجنتى فرح فى الحال قائلة بتلعثم
_ تكونى .. يعنى ...
صدرت ضحكة عالية من بين شفتى هنا بعد أن غادرت مقعدها قائلة أثناء إقترابها من أذن شقيقتها
_ إذا كان انتى مكسوفة تقولى السؤال يبقى هتستحملى الإجابة !
أبتلعت فرح لعباها بقوة بعد أن إزداد إحمرار وجهها وأنفرج فمها بدهشة غير مصدقه ماقالته أختها للتو
تابعتها بأعين متسعة لاتقدر على النطق وهى تهم بمغادرة الغرفة لكن الأولى ألتفتت إليها بثقة وهى على أعتاب الغرفة لتتسائل بصورة مباشرة
_فرح هو فى حاجة بينك وبين هشام !
بوغتت فرح من سؤال شقيقتها فأزداد إرتباكها ليظهر ذلك على كلماتها المتلعثمة والتى حاولت على قدر الإمكان إخراجها بصورة طبيعية قائلة
_ هشام .. لا ..لا أناااا .. أنا وهشام مجرد أصحاب بس مش اكتر ..
أطالت هنا النظر إلى توأمتها بصورة متفحصة قبل أن تتسائل من جديد
_ متأكدة إنكوا مجرد صحاب !
أرادت فرح من جديد الإعتراف بفيض المشاعر ذلك بداخلها لكنها لم تشعر بالإرتياح فتسائلت بتردد
_ ليه بتقولى كده هو قالك حاجة !
هنا بنظرات ثاقبة شملت بها تلك المرتبكة
_ لا هشام مقاليش .. أنا بس كنت عاوزة أعرف منك انتى ..
ثم أضافت بإبتسامة مشجعة
_ أكيد لو كان فى حاجة كنتى هتحكيلى .. صح
فرح بدون تفكير
متابعة القراءة