رواية تحفة الفصول من الرابع للسابع بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

وبس ومستنى يشوف رد فعلى انا إيه ! ماهو حد بأخلاق هشام مش هيعمل غير كده ومش هيفرض نفسه عليا خصوصا لو حس إنى معجبة بصاحبه .. بس معقول هو كل ده مش حاسس بيا !
شعرت فى تلك اللحظة بالحماقة لتسرعها فى الحكم عليه لماذا أخذت الأمور على محمل الجد لتلك الدرجة وغادرته
لما لم تحاول معرفة مابداخله حقا !
أراحت رأسها فوق ذلك السور الرفيع المحاوط لشرفتها ومع نسمات الليل العليلة الرقيقة شعرت بالنعاس يسيطر عليها فأرتخى جفنيها بتثاقل أثناء تفكيرها ولم تمر دقائق حتى كانت فى سبات عميق ..
هو لسة فى حد بينام زى الملايكة كده ..
خرجت تلك الكلمات من بين شفتى كريم الهامسة اثناء تأمله لوجهها الهادىء عقب أن غفت على ضوء القمر مستندة برأسها على جدار الشرفة ببراءة لاتقل عن براءة طفلة لم تكمل عامها العاشر بعد وكأن شعاع القمر ونجومه المتناثرة من حوله أتحدوا جميعا مع إنارة الشرفة ليسلطوا أضوائهم بصورة مباشرة على تلك البشرة الناعمة البيضاء التى خلت من أى شوائب إلا من تلك النقاط الوردية المتناثرة بعفوية جذابة أضافت إلى الفاتنة النائمة حمرة خجل زادت من جمالها الهادىء...
أستطاع هو رؤية كل ذلك عقب خروجه من مخبأه بعد أن تأكد من غفوتها من الأساس هو لم يفارق شرفته منذ ان رآها تجلس فى الحديقه بحزن منذ عدة ساعات لم يستطع سوى أن يشعر بتلك الغصة المؤلمة تملأ فؤاده فور أن رآى إبتسامتها تشرق لغيره أحس بأنفاسه تضيق وهو يراها تجالسه بسعادة متناسية همومها وحزنها فور رؤيته ..
جذبه الفضول للتاكد من تعبيرات وجهها التى تبدلت إلى النقيض خلال ثوان لذا توجه إلى نافذة غرفه أخرى تطل على حديقتها بشكل مباشر لكن لم يستطع المكوث لأكثر من دقيقتين لقد أحس بتلك الأنقباضة بداخله تزداد قوة مع شعور بالڠضب المتزايد من صديقه لذا فضل الإنسحاب إلى الداخل عوضا عن ذلك حتى لاتلتهمه الغيرة وتزيده حنق وسخط عليهما ..
لكن ماإن هم بالدخول حتى لاحظ تلك المرأه تطل من شرفة فرح ..
تأمل ملامحها بصعوبة من وراء نافذته دون أن تراه للوهلة الأولى كانت تشبه فرح إلى حد كبير بخلاف فمها المتسع وشعرها الأشقر الطويل وأيضا تلك الملابس المكشوفه التى تكشف اكثر مما تغطى ..
رغم الظلام إلا أنه أحس بشىء ما غريب بطلتها تلك ..
ترى من تكون فهشام لم يخبره بوجود أخت لها .. وهو لم يرها فى الأيام السابقة إطلاقا ...
لفت إنتباهه فى تلك اللحظة صوت فرح يتعالى من الأسفل فوجه أنظاره إليهما ليراها وقد أنقلبت قسمات وجهها إلى الإمتعاض والڠضب ثم إلى الحزن والإنكسار ولم تمر لحظات إلا وقد غادرت إلى منزلها بهدوء حيث توقفت قليلا على عتباته قبل إختفائها بداخله أما عن هشام فقد غادر هو الآخر بعد عدة لحظات بينما تلك الواقفة بالأعلى تتبعته بعدستيها حتى أختفى داخل المنزل ...
ظلت عيناه مثبته عليها لبضع ثوان قبل أن تختفى هى الأخرى بالداخل وأسرع هو إلى غرفته من جديد متلاشيا التحدث مع صديقه فى تلك اللحظة كى لا تفضحه غيرته وغضبه وفضل الإنتظار للصباح عل صديقه يخبره بما دار بينهما دون ان يضطر هو إلى السؤال ..
حينها توجه إلى شرفته فى الظلام عل قلبه يهدىء ونفسه تستقر لكن بعد بضع دقائق لاحظ ظلال خفيفة تلوح بداخل شرفة فرح فتوارى قليلا بالداخل إلى أن بدأت هى بالظهور عقب أن أنارت مصباح شرفتها فأصبح يراها بوضوح ..
لاحظ نظرات الضيق والحزن تتجلى أعلى محياها فدفعه قلبه إلى التقدم إليها ومحادثتها لكن أبت نفسه بكبرياء وفضل تأملها من داخل غرفته بوجه يعلوه نظرات العتاب والملامة لكن تلك النظرات تبدلت إلى أخرى محبة رقيقة متلهفة عندما مالت فرح برأسها على حامل الشرفه وغفلت عيناها بهدوء ....
خطا كريم أولى خطواته داخل شرفته بهدوء إلى أن أستقر بجسده أعلى حامل شرفته حاول الإستمالة بجذعه العلوى على قدر المستطاع حتى يستطع الإقتراب منها فكم تمنى فى تلك اللحظة لو أنه تمكن من أن يكون بجانبها على بعد عدة سنتيمترات قليلة ليربت على رأسها برقة ويتلمس شعيراتها بلطف ويهمس بداخل أذنها بعذوبة 
_ مالهذا الجمال أن يحزن ..

داعب ذلك الهواء البارد وجه النائمة بلطف فكشفت غطاء عيناها بتأفف قبل أن تنكمش عدستيها من ذلك الضوء المباشر الذى أغدق فراشها استغرقت ثوان حتى أستطاعت الرؤية من جديد ووقعت عيناها على تلك الشرفه المفتوحة على مصرعيها تاركة أشعه الشمس الأولى تملأ الغرفة حتى آخرها .. 
زاد تأففها قبل أن تطالع شاشة هاتفها لتجدها السادسة صباحا تمطأت بكسل عدة مرات وهى لازالت مستلقية بإسترخاء مغمضة العينين أعلى فراشها وبعد لحظات من السكون المطبق قررت الإستيقاظ والإستعداد للتريض ..
فى النهاية تذكرت شقيقتها التى لم تنم بجوراها ففتشت عنها بعدستيها فى أرجاء الغرفة
تم نسخ الرابط