رواية تحفة الفصول من الرابع للسابع بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
موحد ..
وبالنسبة لملابسها البيتية فمعظمها بيجامات قطنية يعلوها الرسومات الكرتونية تناسب ذوق فتاة فى السابعة عشر من عمرها وليس فى الخامسة والعشرين ..
حسنا فى النهاية لايسعنا سوى الإعتراف بأن خزانة ملابسها بالفعل لم تتغير كثيرا منذ كانت فى السابعة عشر ..
ولم ذلك وهى لازالت بداخل ذلك الجسد الضئيل والذى لم يظهر به بعض النتوئات والبروزات التى تنم عن النضج سوى بداخل ملابسها البيتية الشبه منحسرة بعض الأوقات ..
فهناك سر صغير لم يلحظه أحد حتى فرح نفسها ..
أنها أكثر أنوثة وجاذبية من توأمتها هنا .. تلك الفتاة المٹيرة الجميلة التى ماإن يراها أى شخص حتى يرغب فى الإرتباط بها أو حتى التقرب منها ..
جلست وحيدة بداخل حديقتها بعد أن خيم عليها الصمت المختلط بخيبة الأمل حيث مرت الدقائق ولم يظهر هشام فى الأفق فكرت فى محادثته إلا أنها فضلت الإنتظار وبعد مرور أكثر من نصف الساعة قضتها هى فى العبث بهاتفها سيطر عليها الضجر فى النهاية وقررت الصعود إلى شقيقتها لولا أن أستوقفها صوته قائلا
ألتفتت إليه محاولة التأكد من هويته فى ذلك الظلام إلا أن أبتسامته المشرقة لم تدع لها مجالا للشك لتجيبه فى الحال
_ غيرت رأيى فى إيه ..
أقترب منها كريم مفسرا
_ مش هتخرجى معانا يعنى أصلى شايفك داخلة البيت تانى ..
قطبت فرح مابين حاجبيها بتساؤل
_ ليه هو أنت جاى معانا !
_ ده لو مش هيضايقك يعنى
هزت هى كتفيها بلامبالاة معلقة
_ لا عادى يعنى بس هنا مقالتليش ..
كريم غامزا
_ ولا أنا كنت اعرف إنى جاى معاكوا .. هشام لسه قايلى من شوية وبصراحه مقدرتش إنى مجيش وأضيع فرصة إنى أشوفك ..
أطرقت فرح برأسها خجلا قبل أن تحاول الهرب من كلماته قائلة
أدخل كريم كفيه بداخل جيبى بنطاله وهو يجيب بتلقائية
_ متقلقيش هشام كمان لسه بيجهز .. هو قالى أصلا إن لسه فاضل عشر دقايق
فرح بإستغراب
_ عشر دقايق على إيه !
ثبت كريم عدستيه أعلى قسمات وجهها يتأملها قبل ان يجيب
ثم أستطرد عقب لحظات
_ إيه رأيك نتمشى شوية على مايجهزوا وأكيد لما يخلصوا هيكلمونا ..
شعرت فرح بالتردد لعدة ثوان وكادت أن ترفض دعوته لولا شعورها بالضجر الذى دفعها للموافقة على مضض قائلة بشرود
_ آه آه أكيد هيكلمونا يلا بينا بدل مانستناهم كل ده ..
لم تدرى هى بقلبه الذى تراقص فرحا إثر موافقتها تلك فرغم ذلك المظهر الرزين والذى حاول إظهاره إلا أنه بداخله ود لو بإمكانه القفز بأعلى مايمكنه من فرط سعادته فهو لا يصدق أنه إلى جوارها يتنعم بصحبتها الآن ..
على ضوء القمر وحدهما يمشيان جمبا الى جمب يلفح وجوههم الهواء البارد المنعش والذى أعانه قليلا على الثبات وعدم إظهار فرحته الزائدة تلك إلا أن ذلك لم يمنع إبتسامته الجذابة من الظهور أعلى محياه لتعبر عن سعادته الطفولية وأصابعه التى أمتدت إلى مؤخرة رأسه تداعبها بخجل مراهق لم يتعد الثامنه عشر من عمره ..
كل تلك المتناقضات بداخله لم تشعر هى بها ولم تولها أى إهتمام فقد أنغمست بالتفكير فى شخص آخر لم تستطع زحزحته عن ذهنها تنتظر إنجلاء الدقائق العشر لرؤيته لم تنفك أن تنظر إلى ساعة هاتفها كل دقيقة فى إنتظار مكالمة من إحداهما يحثها على الرجوع للإنطلاق لكن إنقضت الدقائق العشر ولم يهتم لأمرها أحد ..
أفاقت من شرودها على صوت رفيقها يتسائل بهدوء أثناء تقدمهما فى خطوات ثابتة
_ تحبى نرجع
فرح بقلق وهى تطالع هاتفها للمرة الأخيرة
_ لا عادى أنا بس قلت محدش كلمنا لحد دلوقتى ليه ..
أدخل كريم كفيه داخل جيبى بنطاله من جديد قبل أن يقول مبررا
_ متقلقيش ..انتى أصلك متعرفيش هشام لما يتشيك .. مبيحسش بالوقت
فرح بإستغراب
_ يتشيك !!
كريم وهو ينظر إليها
_ آه طبعا مش رايحين مطعم .........
توقفت فرح بمنتصف الطريق قائلة بتفاجؤ واضح
_ إيه ! أنت بتقول رايحين فين !
ثم أضافت وهى تتأمل ملابسها البسيطة
_ هنا مقالتليش ليه كنت ألبس حاجة تانية بدل الجينز ده..
همت بالمغادرة قائلة بتوتر
_
متابعة القراءة