رواية تحفة الفصول من الرابع للسابع بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

إلى أن لمحت جزء منها بداخل الشرفة ..
تعالى صوتها وهى تغادر الفراش بتكاسل قائلة 
_ حد يفتح البلكونة كدة على الصبح ..
لم تأتها الإجابة فتقدمت نحو الشرفة بتذمر واضح إلا أنها فوجئت بشقيقتها تغط فى نوم عميق ..
أقتربت منها بهدوء قائلة بصوت خفيض 
_ فرح انتى نايمة ..
لاحظت شعيرات فرح التى غطت معظم وجهها بفعل نسمات الهواء بالخارج فمدت أصابعها إليهم تضمهم جميعا خلف أذنها .. 
لم تستطع سوى أن تنظر إلى توأمتها بحب واضح فهى لازالت تلك الفرح الصغيرة كما أعتادتها لم يتغير بها شيئ حتى طريقة نومها البريئة لازالت طفولية ..
تأملت تفاصيل وجهها بإعجاب خاصة تلك النقاط الورديه التى تزين وجنتيها وأنفها وشعرها الناعم الذى أحتفظ بنفس طبيعته المجعدة ولونه الرمادى إلا من تلك النهايات الشقراء المصبوغة حديثا والتى أضافت إليه مظهرا جذابا وحيوية ملحوظة ..
كم تمنت هنا فى تلك اللحظة لو أنها استطاعت إسترجاع برائتها من جديد تمنت لو أنها لم تقم بتغير لون شعرها أو طبيعته تمنت لو أنها لم تقم بتجميل بعضا من ملامحها أو وضع تلك العدسات اللاصقة نعم لقد أصبح شكلها الخارجى أكثر جمالا وإثارة إلا أنها بداخلها لم تشعر سوى بالضيق والفراغ ..
زفرت بحرارة وهى تربت على شعر شقيقتها بحنان بعد أن أحضرت إليها بعضا من الأغطية تدثرها بها قبل أن تنسحب إلى الحمام ..
سرعان ما أستعدت هنا وغادرت منزلها بعد أن أرتدت تلك الملابس الرياضيه خاصتها بنطال رياضى أبيض يعلوه توب ذو حملات عريضة من نفس خامه ولون البنطال بينما يلتف حول خصرها جاكيت اسود يخفى بعضا من ملامح جسدها الشبه مكشوف وصففت شعرها على هيئة ذيل حصان يخرج من خلال فتحة الكاب الأبيض الذى أرتدته لحمايتها من أشعة الشمس ..
ألقت نظره أخيرة على هندامها بالمرآه لتتأكد من مظهرها المكتمل قبل أن تضع واقى الشمس وترتدى نظارة الشمس وسماعات الأذن خاصتها ثم تنطلق إلى وجهتها ..
بالطبع أينما ذهبت ووضعت أولى خطواتها تابعتها نظرات المعجبين بذلك القوام الممشوق والمظهر الملفت وبالتأكيد تطلعت هى إليهم بغرور متزايد أتبعه تجاهلها وإعراضها عنهم رغم رضاها الداخلى لتلك النظرات التى تلاحقها عن عمد ..
وبعد وقت ليس بالكثير عندما وقفت بإحدى الأركان تلتقط أنفاسها وترتوى ببضع رشفات من المياه رأت شخص يلوح لها من مسافة بعيده فتجاهلته فى البدايه حتى أقترب منها فى حين كانت تستعد هى للتريض من جديد ..
من النظرة الأولى وفور أقترابه منها نجحت فى التعرف عليه فى الحال كيف لا وهى من أنتقته من البداية كى ينضم إلى قائمة رجالها المفضلين ذلك الشاب والذى كان برفقة فرح بالأمس ..
لمعت عيناها من وراء نظارتها الشمسية بينما شفتاها أنفرجت معلنة عن إبتسامة مقتضبة حين توقف هو أمامها بأنفاس لاهثة وجسد مجهد قائلا بإرهاق واضح 
_ إيه يابنتى بناديكى من الصبح من ساعة ماطلعتى من البيت مالك ماشيه وواخدة فى وشك كده ..
بلا مبالاه متعمدة أزالت السماعات خاصتها من داخل أذنيها قائلة بإستنكار  
_ سورى مسمعتكش .. بتكلمنى انا 
أستغرب هشام طريقتها تلك فعلق قائلا 
_ ياااه للدرجادى زعلانة منى .. ماشى ياستى مكنتش عاوزك تزعلى من اللى قلته إمبارح ولا تفهمينى غلط ..
ثم أضاف بإعجاب واضح 
_ بس إيه اللوك الجامد ده .. اول مرة أشوفك لابسة طقم رياضة لذيذ كده وبعدين إنتى لحقتى امتى تصبغى شعرك ..
فى تلك اللحظة أزالت هنا نظارتها الشمسية بعد أن أتسعت إبتسامتها بثقة بينما هشام أتسعت عيناه هو الآخر قائلا بإستغراب 
_ أنتى مش فرح .. أنتى ..
أجابت بغرور وهى ترتدى نظارتها من جديد 
_ أنا هنا توأم فرح ..
قالت جملتها الاخيره وهى تمدد يدها إليه مرحبة بينما هو أمتدت يده بآلية بعد أن طلت من عينيه نظرات البلاهة قائلا دون وعى  
_هشام .. انا هشام
أستعاد هشام رشده بعد عدة لحظات من تأمله لها قائلا بجدية 
_ أنا آسف جدا مقصدتش إنى أضايقك أو أتطفل عليكى .. فرح مقالتليش إنك جيتى .. بس هى على طول كانت بتحكيلى عنك وعن قد إيه انتوا شبه بعض فى كل حاجة ..
أجابته برقة 
_ وياترى طلعت شبه فرح فعلا ..
رغما عنه كمن خضع لجلسة تنويم مغناطيسى أجابها 
_ أحلى بكتير ..
ثم أضاف بإرتباك 
_ أقصد يعنى .. اه .. لا مش شبه بعض اوى .
أرتفعت ضحكات هنا متسائلة 
_ امال أتلغبطت فينا إزاى ..
بدا على هشام علامات التوتر على غير عادته فتسائل راغبا فى تغيير مجدى الحديث 
_ حمد الله على سلامتك تحبى نتمشى شوية للبيت ..
أومأت هنا برأسها دون أن تجيبه وتقدمت بضع خطوات إلى الأمام بينما هو لم يتحرك من مكمنه فألتفتت إليه قائلة بدلال 
_ يلا ياهشام ..
أبتلع هو لعابة عدة مرات بعد أن نطقت إسمه على هذا النحو فأتبعها
تم نسخ الرابط