رواية تحفة الفصول من الرابع للسابع بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
وصلا حتى بحثت فرح عن شقيقتها بداخل الحديقه وعندما لم تجدها تنهدت بإرتياح قائلة
_ الحمد لله لسه منزلتش .. أنا هطلعلها أستعجلها وأنت كمان شوف هشام ..
ظهرت علامات التردد على وجهه وهو يجيبها
_ بس أنا بيتهيألى إنهم مشيوا .. عربية هشام مش موجودة مكانها ..
هزت فرح رأسها نافية قبل أن تقول بثقة
ثم أضافت بتوتر وهى تقوم بمهاتفتها
_ أستنى هكلمها ..
نظر إليها بإشفاق بعد أن سيطرت عليها تلك الحالة من التوتر فى إنتظار إجابة شقيقتها والتى أجابتها بعد العديد من مرات فقدت فيهم فرح الأمل وبدأت عبراتها بالترقرق داخل مقلتيها إلى أن أستمعت إلى صوت توأمتها والتى أكدت مغادرتها ..
_ مالك بس يافرح فى إيه .. متزعليش .. تحبى نحصلهم بالعربيه
لم ينتظر إجابتها بل أمسك يدها جاذبا إياها خلفه متجها إلى سيارته وهو يقول
_ خلاص يلا بينا وهنوصل قبلهم كمان ..
أفلتت يدها من بين خاصته بقوة وتثبتت بمكانها قبل أن تقول بجمود فى محاولة منها لمقاومة البكاء
تفوهت بجملتها تلك وغادرته فى الحال دون حتى أن تنظر إليه فلم تستطع أن تشعر بقلبه الذى أنفطر من نظرة عينيها الحزينة وتلك الدموع المتلألأه فى مقلتيها كم ود هو لو كان بإستطاعته مسح تلك العبرات بأصابعه وضمھا إليه بقوه فى تلك اللحظة..
هى حقا لاتدرى مافعلته بفؤاده تلك النظرة البائسه المنكسرة !!
الفصل السابع
بداخل تلك الغرفة الداكنة حيث الحوائط رمادية مزينة بالقليل من اللوحات السريالية مزدهرة الألوان تمركز ذلك الفراش الأبيض الوثير أمام الشرفة وعلى كل من جانبيه كمود بنفس الطراز لايقل أناقة عن روح تلك الغرفة الذكورية التى تشمله أما على إحدى الحوائط الجانبية والتى طلت بالأبيض بخلاف مثيلاتها بجوارها أرتكزت عليها مرآة ترتفع نهاياتها من الأسفل عدة سنتيمترات عن تلك المنضدة الأثرية من أسفلها والتى أعتلاها بعضا من زجاجات العطر وأمشاط الشعر الخشبية ..
أما عن تلك المساحة الفارغة فى منتصف الغرفة والتى خلت من أى قطعة أثاث تذكر إلا من تلك السجادة الوثيرة البيضاء والتى زادت الغرفة فخامة وسمو أخذ ذلك الذكر يقطعها مجيئة وذهابا مئات المرات بلا هدف تتطلع عيناه كل دقيقة على الشرفة المقابلة له من وراء زجاج شرفته التى حل عليها الظلام تبدو عليه علامات التوتر التى أختلطت بنظرة حزن حقيقية بداخل عينيه محاولا تناسى ذلك الإحساس بالخذلان الذى طل من داخل عدستى محبوبته منذ دقائق ..
توقف عن الحركة وتسمر بمكانه خلف الزجاج عندما رآها تطل من شرفتها لعدة دقائق قبل أن تعود أدراجها إلى الداخل ثم تعيد الكرة من جديد بعد قليل وتطل مرة أخرى لتنظر إلى الطريق الخالى بالأسفل نظرات طويلة شاردة قبل أن تختفى مرة أخرى بالداخل ..
لم يتحرك من مكمنه بل ظل يتأملها من موقعه هذا فى الظلام لدقائق بل لساعات حيث لاتراه هى أو تشعر به يستمتع برؤية ملامحها الغاضبة الحزينة كالأطفال أسفل ضوء القمر دون إكتراث منها أو تصنع تلك الملامح التى تحولت إلى ترقب عندما تصاعد إلى سمعه صوت محرك سيارة يقترب ..
فى هذه اللحظة تنبهت جميع حواسها وأرتكزت ببصرها على تلك البقعة أسفل المنزل ..
جذبه الفضول إلى التطلع هو الآخر لكنه لم يشأ أن يبدو بمظهر المتطفل أمامها فتوجه إلى الغرفة المجاورة ليطل من نافذتها دون أن تشعر به وتضطر إلى الدخول تطلع إلى الأسفل بترقب هو الآخر حيث سيارة هشام تصطف بمنتصف الطريق مابين المنزلين فيترجل صاحبها منها مسرعا ويلتف من حولها إلى أن يصل إلى ذلك الباب والذى قام بفتحه على مهل فتطل منه ساقى رفيقته الشبه عاريتين مزينتين بحذاء أحمر صارخ ذو كعب رفيع للغاية وتلا ذلك ظهور أطراف يدها حيث أمسك هو بأصابعها قبل أن تترجل هى منها ببطء مستنده على كفه الممسك بها وما إن استقامت قائمة حتى قرب أطراف أصابعها إلى شفتيه يلثمها برقه بالغة ..
أتسعت عينى كريم إستنكارا من تلك الهيئة التى بدت عليها هنا فقد
متابعة القراءة